رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من كسب الجولة الأولى : زوكربيرج أم مجلس الشيوخ؟

فايزة المصرى

وسط اهتمام إعلامي مكثف ظهر في مبني الكونجرس قبل أيام مؤسس الفيسبوك ومديره التنفيذي، مارك زوكربيرج، بوجه الشاحب مرتديا، على غير عادته، بدلة زرقاء وربطة عنق. عندما جلس، بدا زوكربيرج أكبر من حجمه بسبب الوسادة الإضافية التي وضعت على مقعده ليبدو في مستوى من قاموا باستجوابه وكانوا أعضاء لجنتي القضاء والتجارة بمجلس الشيوخ.

استمرت هذه الجولة، التي من المفترض أن تعقبها جولات أخرى، خمس ساعات. أجاب الملياردير الشاب - ٣٣ عاما - خلالها على عشرات الأسئلة حول مدى التزام الفيسبوك بحماية البيانات الشخصية لمشتركيه، وفضيحة كامبريدج أناليتيكا المتعلقة باستخدام تلك البيانات للتلاعب والتأثير في نتائج الحملات الانتخابية. بدا واضحا خلال الجلسة أن زوكربيرج تدرب جيدا لهذا اللقاء وكان ملتزما بنص أُعد له مسبقا، ومن ذلك مثلا الاعتذار مرارا وتكرارا لامتصاص غضب مستجوبيه وجمهور مستخدمي الفيسبوك الذين قد يتابعون الاستجواب.

ولكي نحكم على نتيجة هذه الجولة، علينا أن نأخذ في الاعتبار أن أسهم شركة الفيسيوك سجلت ارتفاعا في البورصة بنسبة أربعة ونصف في المائة يوم الاستجواب، مما يدل على أن زوكربيرج كان في وضع أفضل مما توقعه البعض.

كانت الدقائق الأولى من الجلسة أيضا مؤشرا على النتيجة التي انتهت إليها. فقد استهلها تشاك جريسلي رئيس اللجنة القضائية ببيان يوصف من خلاله الفيسبوك، فقدم معلومات عامة من نوعية البيانات المتاحة عبر موقع ويكيبيديا.

وبعد المقدمة، جاءت الأسئلة ليعكس بعضها عدم إلمام هؤلاء الأعضاء بكيفية عمل الفيسبوك، فبدأ النقاش أقرب إلى حوار بين جد وحفيده عن كيفية التعامل مع العالم الافتراضي منه إلى استجواب متخصص. لذا فإن هذا الاستجواب كان مختلفا تماما عن الاستجوابات المماثلة التي تجريها اللجان المختصة بمجلس الشيوخ، وحيث يكون أعضاؤها على إحاطة تامة بموضوع الاستجواب، يطرحون أسئلة يعرفون إجاباتها مسبقا. ويكون على الشخص المستجوب أن يقدم بيانات تتسق وهذه الأجوبة.

وكان عدد من تولوا الاستجواب عائقا آخر أمام الوصول إلى نتيجة واضحة. فعندما يتولى أربعة وأربعون شخصا استجواب فرد واحد يكون المجال متاحا لإهدار الوقت في طرح أسئلة مكررة أو تشعبها في اتجاهات مختلفة. كان أبرز من أثار نقاط تستحق النقاش مثلا السيناتور جون كينيدي - الجمهوري عن لويزيانا - وديك ديربن - الديمقراطي عن إلينوي - لكن المجال لم يتسع للوصول إلى مقترحات أو مطالب محددة.

ورغم أن كثرة عدد المستجوبين وتكرار الأسئلة كان مبعث عصبية زوكربيرج، إلا أن الجو العام أتاح له التهرب من بعض الأسئلة وتقديم إجابات غير واضحة في أحيان أخرى، وقد انعكس ذلك على وجه زوكربيرج الذي بدا أقل شحوبا مع نهاية الجلسة.

وكانت تلك النهاية ذات دلالة كالبداية. فعندما سأل السيناتور جون تستر - ديمقراطي عن مونتانا - كيف للفيسبوك أن يتجنب حدوث اختراق آخر لخصوصية المشتركين على غرار ماحدث في فضيحة كامبريدج أناليتيكا، رد زوكربيرج قائلا إنه أوضح ذلك بالفعل في مستهل شهادته.

يدل ذلك على أن هذه الجولة الأولى من الاستجواب لم تسفر عن أي جديد باستثناء الصور الفوتوجرافية التي تم التقاطها على مدى خمس ساعات.

وربما تأتي الجولات القادمة بما لم يتحقق هذه المرة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق