رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

للتراث الإسلامى ..«أيقونة»

لم يكن اهتمامه البالغ ودأبه المستمر على مدار أربعون عاماً من العطاء على تعليم الشباب وإمداد صغار الموهوبين بكل ما يحتاجونه من رؤى فنية ومهارات تقوى روابط الصلة بين أناملهم الصغيرة وخامة الخزف والنحت على الطين المصرى القديم القادم من أسوان، حيث لاتزال خصوبة الأرض تأتى بكل إبداع وتفرد، هو فقط ما حققه الفنان المصرى المعاصر سمير الجندى داخل المكان الذى احتوى إعماله الخزفية، ليتسع المكان بأعمال فنية وبمجموعات بشرية متلاحقة تجمع كافة الشرائح العمرية على اختلاف درجاتهم العلمية، ومنهم من غزى الأسواق حتى العالمية ومنهم أصبح له وجوده الرسمى بالعديد من المعارض والمحافل المحلية والعربية، لينشر الفنان رسالة من المودة وبذل الجهد يطرح خلالها كل خبرات وتراكمات إبداعاته، فى شكل راقى من رد الجميل وتواصل الأجيال،

فقد بدأ مشوار عشقه للتكوينات الخزفية مع نشأته حيث مدينة القنطرة شرق ورؤيته لنخيل العريش والأراضى الزراعية الطينية ومناطق أخرى تعلوها الجبال الصامدة،فى وضوح لمنهج المستقبل أمامه، وتخرج من قسم الخزف من كلية الفنون التطبيقية، وتتلمذ على يد الفنان الكبير «سعيد الصدر» وهو رائد فن الخزف وأول من أشار إلى جماليات الفنون الإسلامية بعد حقب من الانزواء، ثم عمل «الجندي» كمشرفاً على أقسام الخزف بوكالة الغوري، وقتها بدأت الشرارة لطريق من الخطى الثابتة والمتكئة على رصيد كان عتاده تراث كامل من متاحف الفن الإسلامي، ليتعامل وجاً لوجه مع هذا الإرث العتيق، وكان شغله الشاغل هو وطاقم العمل هو كيفية ترميم وصيانة وحفظ العديد من الأوانى الخزفية والفخارية وفن المنمنمات العربى القديم، وتسجيل المخطوطات وإعادتها للحاضر، فقبل هذا الزمن تعرض الكثير منها إما للتلف والاندثار بفعل الزمن،

ومنذ حينها تشكلت داخل وجدانه المثابر ملامح متكاملة الأركان، واستنار عقله بكيفية استعادة وإحياء تلك التى داخل مجتمعنا الحديث واللاهث وراء التصميمات الغربية، فلم يدخر الفنان سمير الجندى جهداً من أجل استحداث نماذج وتشكيلات خزفية مستلهماً إياها من هذا المعين الذى لا ينضب ولكن بمعالجات وتقنيات متقدمة، بالإضافة لذلك فقد تمكن عبر أعوام الإبداع من ترسيخ مفهوم جديد لم يكن متاحا أمامنا، ووجد فيه ضرورة قصوى لدمج ما هو جمالى مع ما هو وظيفى لتأتى تشكيلاته متسقة مع هذا الإطار، لتتزين خزفياته بزخارف إسلامية وبتشكيلات من الخط العربى ترتفع فوق ظلال لونية وبتصميمات أخرى جاءت متشربة من دروب الأزقة والحكايات الشعبية المتأصلة بنسيج مجتمعنا، وبتميز واثب وضع بصماته على جميع تلك التكوينات من أوانى وقوارير وأيقونات للإضاءة خزفية تفردت بكل ما هو شديد المصرية والمحلية لتنطلق للعالمية، بل وباتت جزءاً خاصاً من تفاصيل الحياة اليومية،وداخل البيوت الباحثة عن هذا المضمون الحامل لأبعاد جمالية ومعبراً عن هويتنا التى ستظل ذات بريقا تتشبع منه كل العصور والأجيال.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق