رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جوائز التمثيل لمصر .. والتقنيات لإيطاليا والكويت فى مهرجان شرم الشيخ المسرحى

شرم الشيخ ـ محمد بهجت

تميزت الدورة الثالثة لمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى بانتقاء عدد لا بأس به من العروض الجيدة تمثل ثقافات مختلفة بما يدل على جهد حقيقى قامت به لجان المشاهدة قبل بدء الفعاليات الرسمية، وكذلك تنوع وتعدد الورش الفنية مما يؤدى إلى استفادة حقيقية للشباب المشاركين فى تلك الورش ولعل من أبرز الملاحظات التى جذبت انتباهى وجود شباب وفتيات من العريش ورفح جاءوا عشقا لأبو الفنون ومعهم مخرجهم الشاب عمار شلبى وهو ما يحتاج بكل تأكيد إلى وقفة خاصة وحوار مفصل للتعرف على ظروف ومشاكل المسرح الشبابى فى محافظة تحارب الإرهاب والفكر الظلامى من أجل مصر ونيابة عن العالم كله.

كما تجدر الإشارة والإشادة بفتيات فلسطين الذى حكى الفنان الشاب مازن الغرباوى رئيس المهرجان عن تجربة عبورهن الحدود وخوضهن مغامرة خطرة من أجل تقديم عرض مسرحى حركى يرسمن به خريطة فلسطين وفى قلبها القدس دون كلمات حتى تصل الرسالة إلى كل العالم متجاوزة عوائق اللغة والتضليل السياسى من بعض الدول التى تدعم العنف وفرض الأمر الواقع.

أما عن أفضل العروض فقد قررت اللجنة الرسمية التى يرأسها السيد كرياك قسطنطين مدير مهرجان سيبيو الرومانى أحد أكبر مهرجانات المسرح فى العالم ويشاركه فى لجنة التحكيم فنانون من الهند واسبانيا والأردن ومصر إعطاء أفضل جائزة مناصفة بين الكويت وايطاليا وهما الدولتان اللتان حصدتا أغلب الجوائز التقنية بينما اكتسحت مصر جوائز التمثيل وحصلت إيمان غنيم على أفضل ممثلة عن عرض الجلسة إخراج مناضل عنتر وطه خليفة أحسن ممثل عن نفس العرض بينما تسلمت مروة عيد جائزة أفضل عرض مونودراما من لجنة النقاد الدولية للشباب عن مسرحية «واحدة حلوة» إخراج أكرم مصطفي.. وهو ما يشير بوضوح إلى ارتفاع مستوى الممثلين الموهوبين فى مصر والذين تلقوا دراسات جادة سواء فى معهد الفنون المسرحية أو مركز الإبداع بدار الأوبرا وأنه لا ينقصنا إلا ارتفاع مستوى التقنيات والتى تعتمد بشكل كبير على العنصر الاقتصادى والإطلاع والمشاركة فى مهرجانات دولية عديدة.

ويتناول عرض الجلسة الصراع بين الخير والشر حيث يحاول الشياطين استلاب روح فتاة والتأثير عليها بينما يسعى رجل دين إسلامى وآخر مسيحى لتخليص الفتاة من المس الشيطاني.. يدور ذلك الصراع فى أقل حيز من الكلمات وباستخدام وسائل التعبير بالحركة والجسد والإضاءة والماكياج وتلوين الصوت وتلوين الأداء دون الخروج عن إطار الشخصية التى يجسدها كل فرد داخل العمل الجماعي.

بينما تناول عرض واحدة حلوة حالة القهر التى تتعرض له المرأة حتى داخل منزلها من الزوج والأهل والجيران ومختلف أنواع التحرش باللفظ والنظر من النوافذ والاقتحام الجرىء حتى تصل إلى درجة كراهية جسدها، وناقش العرض الإيطالى السجن الخشبى فكرة تحول الإنسان إلى دمية خشبية تحرك فى إطار محدد والصراع بين قسوة الحياة والحلم فى التحرر والخروج من أسر الاتباع والسير داخل القطيع المنظم.. وقد تميز ذلك العرض الذى أخرجه فابيو أوموديه بالجماعية والتدريب المتقن وتوظيف إضاءة الكشافات فى توصيل المعنى وهو أن الإنسان يفقد بالانتظام والاعتياد قدرته على الاكتشاف والتخيل حتى ينطفئ الجسد والقلب ويصبح الكون بأسره سجنا خشبيا، بينما أحسن يوسف الحشاش من الكويت اختيار رواية يوميات مجنون لنيكولاى جوجول ليعدها وتتحول إلى مسرحية يوميات أدت إلى الجنون ويظهر من خلالها إمكاناته كمعد وممثل ومخرج ومؤلف موسيقى ومصمم إضاءة لنفس العرض وهو ما جعله يحصل لبلده الكويت على عدد لابأس به من الجوائز تجعلها فى الصدارة مناصفة مع ايطاليا صاحبة التاريخ الطويل والتجارب العديدة الرائدة فى المسرح العالمي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق