أصبح ضرورة استراتيجية للنقل الجوى
الاستثمار فى «تكنولوجيا المعلومات» بين خفض النفقات وزيادة الأرباح

أصبح الاستثمار فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات و احدا من أهم أهداف القائمين على صناعة النقل الجوى، حيث يرى خبراء الطيران أن التكنولوجيا الحديثة تمثل حاليا محورا استراتيجيا عند صانعى القرار فى كل مجالات النقل الجوى، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية التى يمر بها العالم، والمتغيرات التى تواجه قطاع الطيران المدنى، والتى تتطلب من الشركات البحث عن آليات جديدة لزيادة المبيعات والتسويق.

ويؤكد الخبراء أن تكنولوجيا المعلومات أصبحت فى قلب صناعة الطيران العالمى بهدف تحقيق مزيد من خفض النفقات وزيادة الأرباح وتقديم خدمات جديدة للمسافرين ورفع كفاءة التشغيل، سواء فى المطارات أو شركات الطيران.. والأهم من كل ذلك تحقيق مستوى أعلى للتأمين والأمان.

ويعد التوسع فى استخدام تطبيقات الهاتف المحمول والأجهزة الأخرى، خاصة الآى باد، والتى بدأت فعليا واحدا من أهم آليات زيادة الاستثمار فى هذا المجال، والتى غيرت وجه الصناعة، حيث بدأت شركات الطيران والمطارات فى مختلف أنحاء العالم، ومنذ سنوات فى تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات التقنية الهادفة إلى تقليل التكلفة وتسهيل إجراءات السفر التى بدأت مع انطلاق عصر التذاكر الإلكترونية وحجزها آليا وبطاقة الصعود «الإلكترونية» للطائرات مرورا بالشحن الالكترونى، وغيرها من البرامج التى كان آخرها نظام التوزيع الجديد، ومن هنا فإن التقنية الحديثة تمثل أحد أهم الآليات التى تساعد شركات الطيران فى التغلب على التحديات الحالية، حيث يعد قطاع الطيران المدنى أحد أكثر الأنشطة الاقتصادية الأكثر استخداما للتقنيات الحديثة والأكثر استمرارا أيضا فى تبنى أحدث النظم والحلول الهادفة لزيادة أرباح شركات الطيران وخفض النفقات.

وقد شهدت الصناعة خلال السنوات الماضية العديد من الابتكارات والخدمات التكنولوجية، والتى لعبت دورا مهما فى خفض نفقات التشغيل، وأسهمت إلى حد كبير فى تحسين خدمات النقل الجوى، وأكد الخبراء أن التكنولوجيا الحديثة ستستمر فى لعب دورها المحورى فى مختلف أوجه النشاط الاقتصادى، خاصة صناعة الطيران فيما يتعلق بتعزيز أداء الشركات وخدمات المسافرين وزيادة الفاعلية والكفاءة سواء فى المطارات أو فى الأجواء.

وقد استأثرت أجهزة الاتصالات المحمولة بأهمية كبيرة خصوصا مع عزم الشركات ضخ المزيد من الاستثمارات فى هذا المجال، وبدأ العديد من شركات الطيران خططا فعلية لاستبدال التقارير «الورقية» لأطقم الطائرات بتقارير «رقمية» عبر أجهزة الآى باد... ومن شأن هذه العملية أن توفر من وزن الطائرة أكثر من مائتى كيلو جرام تكون على متن الطائرة من المستندات الورقية، ويتمثل التحدى الأكبر الذى تواجهه الشركة حاليا هو توفير هذه الأجهزة وتوزيعها على أطقم الطائرة مما يعنى زيادة فى النفقات برغم أن العائد البعيد سيكون مجزيا للشركات، وأكثر فاعلية، وتوفيرا، حيث سيكون بمقدور الطيارين توفير تقارير وافية ومعلومات عن المسافرين، وحالة الطقس وتوزيع المقاعد بسرعة وكفاءة عالية مقارنة مع التقارير الورقية، ومع انطلاق الشركات وتوسعها فى مجال تكنولوجيا المعلومات، فإن تحديات هاجس الأمن والتكلفة وعمليات الربط تبقى قائمة لتجعل صناعة الطيران واحدة من أكثر الصناعات حساسية وتأثرا بأى أحداث يمكن أن تهدد السلامة الجوية أو تؤثر على حركة السفر.