مشكلتى غريبة بعض الشيء, فأنا سيدة علي مشارف الأربعين من عمري, ومتزوجة من رجل فاضل ومحترم إلي اقصي درجة, واحبه جدا, وهو ايضا يحبني بالدرجة نفسها, ونحن متزوجان منذ أكثر من خمسة عشر عاما, ولنا ثلاثة أولاد, ونعيش في منتهي السعادة والستر, وكان زوجي سببا في هدايتي وحفظي القرآن الكريم, وانا مدينة له بالكثير، وقد توفي أخي منذ نحو ستة أشهر, وترك زوجة وثلاثة أولاد ايضا وأحبهم جدا, وهي اصغر مني بسبع سنوات.
إننى أخشي أن تضطر ذات يوم إلي الزواج فيضيع أولاد اخي، ولذلك خطرت لي فكرة أن اطلب من زوجي أن يتزوج أرملة اخي, لكنى أتحسب لرد فعل زوجي, إذ لا أدرى ما سيقول عني؟.. هل سيقول إنني مجنونة؟ وهل يوافقني علي رأيي, وماذا سيكون موقفه مني بعد ذلك؟.. إنني سأكون سعيدة لو وافق علي فكرتي, فبماذا تنصحني؟!
< ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
أراك مندفعة في رؤيتك لهذه المسألة نتيجة تأثرك الشديد بوفاة أخيك, فالحل الذي تقترحينه أو الفكرة التي خطرت لك لن تعالج قضية أولاد أخيك، وترمل زوجته بعيدا عن رأي زوجك حتي ولو وجد ميولا لديه للارتباط بها, فأنت ـ يا سيدتي ـ سوف تغيرين رأيك, وستتحول رؤيتك لهذا الزواج بعد إتمامه إلى الندم, وهذا شيء طبيعي، والأفضل أن تعرضي علي زوجك أن يكفل أطفال أخيك وأن يكون ذلك بمتابعة منك, وعليك أن تشرحي له ثواب هذا العمل الإنساني النبيل, وتذكريه بقول الرسول صلي الله عليه وسلم: أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة» عندما أشار الرسول بأصبعيه السبابة والوسطي، وأسأل الله لك مزيدا من هدوء النفس, والاطمئنان, والتوفيق إلي ما يحبه ويرضاه.
رابط دائم: