على مر العصور يتطور الفن مع تطور الثقافات وخبرات الاجيال, فيأتى الفن فى كل عصر ليسجل عاداته وثقافاته بكل تفاصيلها, وبالاخص الفن التشكيلى يكاد يكون ادق من كتب التاريخ فهو لم يكتف بتسجيل الأحداث فقط بل انه يسجل الصورة بكل تفاصيلها ابتداء من زى الملابس والزخارف وتراث وسمات كل زمن, فاحيانا نجده يسجل الشوارع والازقة القديمة بما تحمله من عبق التاريخ, وأحيانا أخرى نجدة يسجل الريف القديم بما يحملة من مفردات وسماته التى تظهر من خلال الملابس والزخارف التى يختص بها. وحتى فى ساعات اليوم المختلفة, سواء فى الظهيرة وانعكاسات الشمس على الاشياء من خلال الظل والنور, او حتى فى الغروب أو اليل الدامس, أو حتى فى اختلاف فصول السنة بين الشتاء والصيف والخريف والربيع .
وبإدراك واع لقيمة كل حقبة من تاريخ الفن, جاء معرض «أجيال من الفن» ليجمع باقة من كبار فنانى الأجيال السابقة والحالية, ليضيئوا جدران جاليرى قرطبة بمجموعة متناغمة من أعمالهم الفنية, الغنية بثقافات وخبرات وعادات كل زمن حسب خبرة وظروف البيئة التى نشأ فيها كل فنـان.
يضم المعرض30 عملا فنيا بخامات واحجام مختلفة ل 3 أجيال من أهل الفن. اولهم الفنان الرائد يوسف كامل يشارك بمجموعة من اللوحات المرسومة فى روما فى عشرينات القرن الماضى ورغم انها تعد مرحلة مبكرة فى تاريخ الفنان, الا انها تبرز مدى قوة وتمكن الفنان .فمن ضمن اللوحات التى شارك بها لوحة لمودل جالس, ولكن تظهر من خلال زاوية الجلوس, وقوة الفنان فى اجادة استخدام الخط, فى تجسيد نسب الجسم بشكل سليم, بجانب اختيار بالتة ألوان ترابية تؤكد مضمون الفكرة. ومن نفس الجيل يعرض الفنان الراحل على الاهوانى, مجموعة لوحات مرسومة بين عام 1920 و1925وتدور حول جمال البيئة المصرية, وخاصة الريف المصرى القديم بما يحملة من بساطة وصفاء المكان والوجوه. اما جيل الوسط فشارك فيه الفنان محمد الناصر بمجموعة من الاعمال الفنية, منهم لوحة عبارة عن مركب على شاطئ البحراعتمد فيها على اظهار حالة من الصفاء وجمال الطبيعة, التى ابدع فى تجسيدها من خلال استخدامه للألوان التى غلب عليها السمات الباردة وهو اللون الأزرق بدرجاته. اما الفنان الثانى من نفس الجيل فهو الفنان فريد فاضل شارك باعمال جميعها تتميز بالدقة التى تقترب لصورة فوتوغرافية. اما الفنان الثالث فهو الفنان عبدالعال صاحب الوجوه المتميزة بما تحملة من أزياء وسمات مصرية أصيلة. أما جيل الشباب فقد شارك الفنان ايمن قدرى بمجموعة تميز فيها باسلوبة الخاص نتييجة لخبرتة وثقافتة الفنية التى استمدها من طبيعة البيئة الحالية, والفنان محمد عزمى ايضا الذى تميز بالاوان المبهجة التى توحى بمستقبل مشرق ملئ بالامل وتفاؤل الشباب. يستمر المعرض حتى نهاية الشهر الحالى .
رابط دائم: