شم النسيم بدون تسمم

شم النسيم يسعد به المصريون منذ آلاف السنين، ونتمتع فيه بالطقس اللطيف وتناول البيض الملون والأسماك والخضراوات الورقية والليمون، وكلها أغذية غنية بالبروتينات والفيتامينات والفلافونيدات التى تعمل كمضادات للأكسدة ومضادة للالتهابات والبكتيريا. أما الجانب الآخر لشم النسيم وهو تناول الفسيخ, والسؤال الذى يطرح نفسه هو هل نشترى الفسيخ أم نلجأ إلى الحل الآمن وهو صنعه فى المنزل.
يجيب د. على رشاد عبد المؤمن أستاذ التغذية بجامعة حلوان أن الفسيخ يمكن صنعه ببساطة بانتقاء السمك البورى البلدى متماسك الشكل والتعرف على طزاجته وذلك بالضغط عليه بالإصبع فتعود الأنسجة لطبيعتها وتكون العين لامعة وقشوره مرتبطة بجلده، كما أن رائحته تكون جيدة، و خياشيمه وردية اللون.
يغسل السمك (دون فتحه من الداخل) ثم يوضع داخل فرن عند درجة حرارة نحو 150 درجة مئوية لمدة 15-20 دقيقة، وعندما يبرد يتم حشوه من خلال الخياشيم والفم بالملح والشطة وورق اللورا والكركم ثم يوضع فى برميل خشبى أو زجاجى ويفرش بقاعه الملح البحرى الخشن ثم السمك وعليه طبقة من الملح ثم السمك مرة أخرى وهكذا حتى تنتهى كل كمية السمك، وآخر طبقة تكون من الملح ثم يغلق بغطاء بلاستيك محكم وعليه قطعة قماش مربوطة جيدا. أما فى حالة عدم وجود برميل يمكن تغليف السمك بعد تتبيله بالفويل ويغلق جيدا ثم يوضع فى أكياس بلاستيكية نظيفة ومقفلة بإحكام وتحفظ فى دولاب فى البلكونة لمدة عشرين يوما.
ويضيف الدكتور على رشاد. إذا لم تسمح الظروف بصنع الفسيخ فى المنزل يمكن شراؤه من أماكن موثوق فيها ومعروفة، وعند شرائه ينبغى التأكد من أن السمكة متماسكة وسليمة، ورائحتها مقبولة، محتفظة بقشورها، ولا تحتوى على بقع زرقاء. أما تسمم الفسيخ فهو أخطر أنواع التسمم وتفرز البكتيريا المسئولة عنه سما شديدا لدرجه أنه يستخدم فى الحروب البيولوجية ويهاجم الخلايا العصبية بجسم الإنسان ويوقف السم عمل الناقلات العصبية والتى تأمر العضلات بالانقباض، وهناك أعراض أخرى مثل ارتخاء العيون  وزغللة فى الرؤية التى تكون مزدوجة وجفاف الحلق، وشلل فى عضلات البلع والتنفس. وتظهر هذه الأعراض بعد مرور من12إلى 36 ساعة من تناول الفسيخ المسمم.  وهنا ينبغى التوجه بسرعة لأقرب مركز لعلاج السموم.