يبدو أن قلق ومعاناة الأمهات الحاضنات المصريات لن ينتهى أو يتوقف، فهذه زوبعة جديدة تثير خوفهنّ وقلقهنّ من جديد من تعديلات قوانين الأحوال الشخصية، لاسيما مقترح الدكتور سمير رشاد أبو طالب وهو المقترح الخاص بنقل الحضانة للأب بعد الأم مباشرة.
التقت «صفحة المرأة» مجموعة من الأمهات فى جمعية نهوض وتنمية المرأة فأعربن عن تخوفهنّ من مثل هذه المقترحات التى تتنافى مع ما تقره الشريعة الإسلامية والدستور والقوانين فى مصر، وتؤثر على المصلحة الفضلى للطفل، بحسب رأيهن، وتساءلت الأمهات: «هل زوجة الأب أحق بتربية الأبناء أكثر منا لكى تؤول الحضانة إلى الأب مباشرة عقب زواج الأم، فمن المفترض أن نتبع ترتيب الحضانة المتعارف عليه فى الشرع بأن تذهب إلى والدة الأم ثم والدة الأب؟
فى هذا السياق، أكدت إحدى دراسات جمعية نهوض وتنمية المرأة أن 63% ممن كانوا فى حضانة الآباء تعرضوا للضرب والإهانة من الأب ومن زوجة الأب، كما كانت هناك تفرقة فى المعاملة بينهم وبين الأبناء من الزوجة الثانية.
وهذه قصة إحدى السيدات المتضررات التى عانت عدم قدرتها على ضم حضانة أبنائها.
قام زوجى بضربى وإهانتى فى إحدى المشكلات التى نشبت بيننا، وطردنى من البيت ومنع عنى رؤية أولادى الذين كانت أعمارهم وقتها لم تتعد السنوات الـست، والـخمس، ومن ذلك الوقت وأنا مابين المحاكم والمحامين لكى أرى أولادى مرة أخرى ولكن دون جدوى. وبعد ما فعله بى، انتظرت عدة أشهر حتى يتم الصلح بيننا لرؤية أولادى وضمهم فى حضنى مرة أخرى ولكن كان دائما ما يرفض التدخل من كبراء العائلة، فقمت برفع قضية عام 2011 لضم حضانة أولادى، والتى تم النطق فى الحكم فيها خلال عام 2014 «حكم نهائى» وبعدها قام بعمل استئناف على هذا الحكم، ولكن لم أستطع تنفيذ الحكم حتى الآن، لأنه كل مرة أخرج بحملة من القسم لتنفيذ الحكم برغم أننى أقوم بمراقبتهم لأكثر من يومين متتاليين فى مكان وجودهم ـ إلا أنه يعرف بموعد قدومنا ويذهب بالأولاد بعيدًا وبذلك لا نستطيع تنفيذ الحكم، فمن يتخيل أن أولادى لم أرهم منذ سبع سنوات وقلبى ينفطر عليهم!بينما امرأة أخرى هى من ترعاهم.
وتتابع: قررت أن أرفع قضية خلع عليه لكى أحصل على حريتى وبالفعل رفعتها فى عام 2014، وحصلت على حريتى، وأراد الله أن يعوضنى عن تلك المعاناة التى عشتها بمنعى من رؤية فلذات أكبادى، بأنى تزوجت فى عام 2015 ورزقنى الله بطفل عمره عامان الآن، وعندما علم طليقى بأمر زواجى قام برفع قضية بسحب الحضانة منى بدعوى أننى لست صالحة لها وأنه هو من يستحق رعايتهم على أساس أنهم معى. ولكن قمت برفع دعوى بضم الحضانة لوالدتى كما ينص قانون الأحوال الشخصية، ولكنه قام بعمل استئناف وقال إن والدتى غير مؤهلة لرعايتهم فهى كبيرة السن وتعانى الأمراض، برغم أن والدتى صحتها على ما يرام.
وتضيف السيدة: رغم مرارة حكايتى وقلبى المنفطر على أولادى وأن بينى وبينهم مسافات قصيرة، لكن لا أستطيع أن أراهم لأننا ببساطة لا نستطيع تنفيذ القانون الذى تم الحكم فيه لصالحى، فهل ما يحدث من تعديلات فى قوانين الحضانة والرؤية والاستضافة فى قانون الأحوال الشخصية سيأتى بحقى لى، وأن أرى أولادى مرة ثانية، وأنهم سيعرفون أنى أمهم، الكارثة كانت عندما انتظرتهم ذات مرة بعد خروجهم من المدرسة وحضنت ابنى الأصغر وكان خائفا لأنه لم يعرفنى حتى بعد ما قلت له إننى أمه»!
رابط دائم: