رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأهرام تحاور عمدة «حى الإرهاب» فى أوروبا
شبمنس: نتطلع للتعاون مع مصر لمكافحة التطرف

محمد بركة

يطلقون عليه موطن الإرهاب فى أوروبا والملاذ الأمن لدواعش القارة العجوز، فمنه خرج منفذو هجمات باريس وبروكسل وفيه اعتادت أن تختبئ العناصر الأكثر خطورة والمطلوبون الأبرز على قوائم أجهزة الأمن والاستخبارات بمختلف تشكيلاتها ويخضع معظم سكانه لاسيما من الشباب لرقابة مشددة من أجهزة الشرطة .إنه حى «مولنبيك» بالعاصمة البلجيكية بروكسل الذى تقطنه غالبية مسلمة تنحدر من أصول عربية وتحديدا دول شمال أفريقيا .من هنا يكتسب الحوار الذى أجرته «الأهرام» مع السيدة فرانسوز شبمنس، عمدة الحى أهمية استثنائية لمعرفة الأسباب الحقيقية التى تكمن وراء تلك السمعة التى ألصقت بالحى وخطط المسئولة الأولى عنه لمكافحة انتشار الأفكار الدينية المتطرفة التى يدعى أصحابها كذبا أنهم يمثلون صحيح الإسلام.

..................

> سيدة شبمنس، ما الذى جعل حى مولنبيك يكتسب شهرة دولية باعتباره حى الإرهاب والملاذ الآمن للمتطرفين؟

لقد أثبتت الوقائع على الأرض أن الإرهاب لا دين ولا وطن له، فهو مشكلة عالمية تحتاج إلى تضافر جميع الجهود لاسيما فى مجال مكافحة الأفكار المتطرفة المؤدية له.

وفيما يتعلق بحى «مولنبيك»، لم تتخذ السلطات المنبثقة عن الأحزاب المنتخبة إجراءات حقيقية لمواجهة مشكلة انتشار الفكر المتطرف فى الحى وبدا كما لو كان الجميع يرفع شعار: ليست مشكلتي!

> وما الذى جعل الحى بيئة خصبة للأفكار المتطرفة؟

عندما تزداد معدلات الفقر وتتراجع التنمية وتتناقص الخدمات فيجب أن نتوقع مختلف أنواع المشاكل.مولنبيك حى فقير يتميز بالكثافة السكانية العالية وانخفاض دخل الإفراد وهذا وضع خطير نتعامل معه الآن بكل جدية.

> ولكن إقليم بروكسل يتميز بالثراء والميزانية الفيدرالية لبلجيكا ليست بالهينة؟

معك حق، وهذا ما فعلناه حيث طلبنا وألححنا فى زيادة الاعتمادات المخصصة لنا من الحكومة الفيدرالية. نحن بحاجة ماسة لخلق المزيد من فرص العمل ورفع كفاءة الخدمات وخلق حالة ايجابية بين السكان ومنحهم سببا حقيقيا للأمل، ولكن حتى الآن لا تبدو النتائج مشجعة للغاية؟

الأمر يستغرق بعض الوقت، نحن نتحدث عن برامج شاملة للتنمية والتحديث، المهم أننا الآن على الطريق الصحيح.

> ولكنكم لم تقوموا بجهود ملموسة فيما يبدو لتغيير الخطاب الدينى المتطرف الذى يتبناه بعض أئمة المساجد فى الحى؟

- بالعكس نحن نشدد الرقابة على هؤلاء الأئمة ونخضعهم لعمليات طويلة من التحرى والاستقصاء حتى نتأكد أنهم لا يعتنقون فكرا متطرفا يبرر القتل باسم الدين.وفى هذا السياق، قمت بزيارة مؤخرا إلى المغرب للتباحث مع المسئولين هناك حول قضية تدريب الأئمة كما نتطلع بكل شغف للتعاون مع جميع المؤسسات الإسلامية الكبرى فى العالم وعلى رأسها بالطبع الأزهر الشريف، صاحب الدور المشهود فى نشر تعاليم الإسلام الوسطى السمح.

> هناك انتقاد شديد لأداء الشرطة فى الحى واتهام صريح لها بعدم الكفاءة فى تعاملها مع خلايا التطرف؟

الشرطة تبذل لدينا جهدا كبيرا لكنها تعانى بعض أوجه النقص فى الإمكانيات لاسيما فى العنصر البشرى لذا طالبت بتخصيص خمسين ضابطا جديدا للخدمة فى الحى. ولا تنس اننا اكتشفنا وجود ترابط شديد بين الجريمة والإرهاب فى مولنبيك لا سيما تجارة المخدرات وبالتالى مواجهة خلايا المتطرفين تقتضى أيضا توسيع هامش التنمية وتقليص هامش الجريمة. أيضا شكلنا خلية أزمة برئاستى تضم ممثلين عن وزارة الداخلية ومكتب النائب العام والتحقيقات الفيدرالية.

> كيف كان شعورك حين دعا كاتب فرنسى الى قصف حى مولنبيك عسكريا للقضاء على الإرهاب ؟

- نعم، أتذكر هذا المقال جيدا الذى نشره عقب هجمات باريس التى انطلقت من عندنا. بالطبع هذا الكلام مؤلم للغاية ولا يعبر عن القيم الديمقراطية ومعانى التضامن الإنسانى.لقد عشت فى «مولنبيك» أكثر من خمسين عاما وأقول بكل صدق انه حى عادى يواجه مشكلات خطيرة لكنها قابلة للحل.

> أخيرا البعض ينتقد الخلفية السياسية التى أتيت منها وهى الحزب الليبرالى مؤكدا أن سياسات الحزب تتسم بالقبضة الضعيفة فى مواجهة التشدد، كيف ترين هذا الاتهام؟

أراه نوعا من المزايدة السياسية التى لا تليق بالأزمة التى نحن بصددها، وعلى الجميع التضامن من اجل إعلاء المصلحة العامة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق