«ذكاء المرأة لم يعد مطلوبا» هذا ما كشفت عنه الباحثة الأمريكية والأستاذة فى علم الاجتماع بجامعة ميتشجن الأمريكية الدكتورة مارجريت مايكل فى دراسة مطولة أفادت بأن 70% من الرجال عندما يقدمون على خطوة الزواج، واختيار شريكة الحياة، فإنهم يفضلون المرأة محدودة الذكاء، ويهربون من المرأة الذكية المتفوقة فى حياتها العملية، فهم يعتقدون أنها ستكون بمثابة كمبيوتر منظم يرصد الأخطاء ويحاسبهم على كل صغيرة وكبيرة.
وإذا كان هذا هو رأى الرجال فى «بلاد العم سام».. فماذا عن الرجال فى مجتمعنا؟ الواقع يقول إن العديد من الفتيات قد فاتهن قطار الزواج وجريرتهن أنهن يتميزن بالذكاء والتفوق!
س. م طبيبة (45 عاما) تقول: حصلت على بكالوريوس الطب وكنت من أوائل دفعتي، وتم تعيينى فى أحد المستشفيات الجامعية، وصرت أيضا الطبيبة المتميزة، وعرفت بين زملائى بأننى قادرة على حل أى مشكلة طبية فى المستشفي، وارتبطت بزميل لى فى بداية حياتى العملية، وكان متفوقا أيضا ولكن كنت أتفوق عليه، وكان يكتم فى نفسه دون التصريح لي، وفى يوم من الأيام صارحنى قائلا: «ليس بك عيب سوى أنك تشعرينى دوما بأننى عاجز علميا أمامك.. أرفض أن تكون زوجتى أكثرمنى تفوقا» وافترقنا ولم أرتبط بأى شخص آخر، وكرست حياتى للعلم وخدمة الناس، ولم أشعر بأننى فقدت الكثير.
(ن. ج) مهندسة ومبرمجة كمبيوتر(38 عاماً) تقول: رغم نجاحى وتفوقى العلمى والوظيفي، إلا أن النجاح لم يحالفنى فى حياتى العاطفية، فقد فسخت خطبتى مرتين، وأعترف بأننى لم أشعر مع أى من تقدم لخطبتى بأنه أقل منى ثقافة وعلما، ولكن عندما كنا نتناقش يتضاءل حجمه أمامي، فيهرب ويخاف أن أسيطر عليه بعد الزواج!
ل. ع معيدة بإحدى الكليات العملية (36 عاماً) تقول: لم أفكر فى الزواج فى بداية حياتى العملية،لأننى كنت مشغولة دائما بدراستى وتفوقى الذى عرفته منذ أن كنت طفلة ، وكان ترتيبى الدراسى الأولى دائما ، وظروف تفوقى جعلتنى أفكر باستمرار فى الأفضل والأحسن، ولم أرفض الزواج، ولكن لم يتقدم لى أحد.. والبعض اتهمنى بأنه لا يوجد فى رأسى شيء سوى التفكير فى العلم والدراسة والأبحاث، وأن الرجل يريد من المرأة أن تشعره بأنه الاهتمام الأول فى حياتها.
السؤال الآن: هل النجاح العملى للمرأة يفقدها أنوثتها ؟ د. هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع بجامعة الزقازيق تجيب: على عكس المعتقد فإن مثل هذه المرأة الناجحة الذكية ذات المظهر القوي، غالبا ما تكون فى واقع الأمر امرأة شديدة الرومانسية رقيقة، وقد تكون خيالية بعض الشيء إلا أنها عندما تقدم على اختيار شريك حياتها ، لاشك أنها تتحرر تماما من أى قيود بداخلها، فيكون المحرك الرئيسى لاختياره هو مدى التلاؤم البيئى والثقافى والعقلي، وليست الكفاءة الاجتماعية أو درجة الوظيفة، ومهما يكن مركز المرأة الوظيفى أو العلمي، فهى تضع فى اعتبارها دوما أن شريك حياتها متفوق عليها بأى درجة من الدرجات بحكم التقاليد وأصول العقيدة، لذلك فهى تجد متعة وسعادة وطمأنينة لهذا الوضع، ولا تسمح للتنافس بأن يسيطر على تفكيرها أثناء الاختيار.
وتضيف أن الرجل فى تكوينه النفسى يحاول إثبات وجوده وتعزيز كيانه، ولذلك فهو يعمل بميكانيكية دفاعية تخفى ضعفه أحيانا أو قلة حيلته أمام المرأة، وقد يبالغ فى إظهار قوته واستعراض قدراته كنوع من أنواع التعويض،كما يسعى إلى اختيار شريكة حياته بمواصفات تتوافق مع مكوناته الشخصية وطبيعة تكوينه النفسي، فإذا كان من النوع الذى يعتبر أن كيانه الاجتماعى يتوقف فى المقام الأول على مركزه ودرجته العلمية، فهو يسعى إلى اختيار زوجة من النوع الذى لا يهتم بعمله أو نجاحه، وإذا شعر بأن زوجته سوف تبدو أكثر نجاحاً وأوسع انتشارا، فإنه يخشى الاقتراب منها، ويوجد التبريرات والأعذار اللاشعورية للابتعاد عنها، وإن كانت هذه الأعذار لاتمثل الحقيقة.
وهناك نوع آخر من الرجال يتصور أن نجاح المرأة فى عملها لابد أن يكون على حساب مشاعرها واهتمامها بأولادها وبيتها، وهذا الفهم خاطئ، وهو نوع من الغيرة اللاشعورية، وكذلك يحجم الرجل عن الارتباط بالفتاة الذكية الناجحة فى عملها لأنه مازال يعيش فى أفكار وعقليات الماضى بالنسبة لوضع الرجل فى المنزل وفى الحياة الزوجية، فقد يخشى أن تفرض نفسها بقوة التأثير والإقناع التى تطلب دائماً المساواة، أو قد تفوق طلباتها إمكانات الزوج. وتؤكد د. هدى زكريا أن الصورة المثلى للعلاقة بين المرأة الناجحة والرجل هو أن يكون هناك فهم من جانبه ، وأن يختار المرأة بشخصيتها التى تتناسب مع طبيعة شخصيته بعيدا عن نجاحها أو تفوقها الوظيفي، وأن يعتز بمكانتها وقدرتها فى كل عمل تقوم به داخل أو خارج المنزل.
رابط دائم: