الحلم تحول إلى حقيقة لمواجهة البطالة بين الشباب،عربات بيع الإكسسوارات، الورد والأطعمة لاقت قبولا مجتمعيا وانتشارا واسعا ومستمرا فى جميع المحافظات.
كانت الانطلاقة بعد قضية فتاتى عربة البرجر بحى النزهة شيماء محمد وياسمين رحيم وتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى الأجهزة المعنية بالاهتمام بمساعدة الشباب لتوفير فرص العمل والحصول على التراخيص اللازمة, وفى استجابة سريعة بدأ المحافظون تقنينها وتنفيذها بشكل جمالى وحضارى مميز، حتى انتقلت من القاهرة إلى العديد من المحافظات وأماكن لم تكن تعرف هذا التقليد, فنجدها فى أكبر شوارع محافظة المنوفية وفى الإسماعيلية وكفر الشيخ. على سبيل المثال ياسمين بكر 24 سنة خريجة كلية الآداب تخصص مساحة جامعة قناة السويس، صاحبة أشهر دراجة لبيع الورد بمحافظة الإسماعيلية تقول: والدى مدير عام ووالدتى مدرسة لغة عربية، وبعد تخرجى حاولت العمل بمؤهلى لكن لم تتح لى الفرصة للعمل حيث الأولوية دائما للذكور، فدفعنى عشقى للورد فى التفكير لعمل مشروع خاص.. بدأت بـ 100 جنيه فى شراء 30 وردة، وقمت بتزيينها واستعرت دراجة من صديقتى وأعلنت على صفحتى بالفيس بوك نزولى إلى شارع رقم «6» أكبر شوارع المحافظة بالقرب من القناة، وكانت مفاجأة لكل الناس, حيث إننى معروفة جدا فى محافظتى من خلال مشاركتى فى الجمعيات الشبابية والكشافة والمسرح.. ولكن المفاجأة الأكبر كانت نجاح التجربة حيث تم بيع كل ما قمت بتجهيزه فى خلال ساعة واحدة، وعندما علم د.طارق رحمى نائب رئيس جامعة القناة أهداني كشكا فى قلب الجامعة لبيع الورد بسعر رمزي، طبعا هى مكافأة ومفاجأة أسعدتنى جدا، والمشروع مربح، حيث أشترى 40 وردة بـ25 جنيها أقوم بتنسيقها بشكل مميز ومبتكر وأبيعها جميعا فى اليوم بـ280 جنيها..
ورسالة ياسمين لكل الشباب لا تنتظر الوظيفة ولابد أن تسعى وتجتهد حتى تصل إلى الهدف، وأقول للبنت لا تخافى من نظرة المجتمع, بالعكس فأنا أجد نظرة التقدير والاحترام من الشباب المثقف المتعلم.
هند طالبة جامعية تعمل في تصنيع رقائق (رد فلفيت) و(البرونز) بالكريمة وبالشوكولاتة أو التوت الأحمر أو الأزرق حسب الرغبة والتذوق، تقول: شجعتنى صديقتى وشريكتى على العمل بالمشروع الذى لاقى نجاحا وإقبالا وأصبح ملتقى وتجمع الشباب من الجنسين.. حيث يفضلون التجمع على عربتى عند النوادى والمحال الكبري، بل والأسرة بكاملها تأتى إلينا لتناول الأطعمة المحببة فى الهواء الطلق، وهم سعداء بحسن المعاملة وطريقة إعداد وعرض الأطعمة والمشروبات أمامهم.
د. محمد الشوادفى أستاذ الاقتصاد وعميد كلية التجارة جامعة الزقازيق، يؤكد سعادته بتجربة الفتيتات لخوض مجالات جديدة فى العمل ويقول: المرأة المصرية دخلت مجالات جديدة لم تعتدها سابقا تنافست فيها وحققت إنجازا ونجاحا، فلم تعد هناك مهنة أو حرفة تستحيى منها المرأة، وهذه تعتبر ظاهرة إيجابية لمواجهة حجم البطالة بين الشباب التى يعانيها المجتمع حيث تجاوزت 13% فى نهاية عام 2017 رغم أنها انخفضت من 24 % فى عام 2012 ورغم هذا الانخفاض، فإننا نحث المسئولين على ضرورة معالجتها, حيث إن المشروعات والخدمات لم تعد تستوعب حجم العمالة المتاحة فى المجتمع مما يدعو إلى ضرورة تبنى الدولة فتح مجالات جديدة، وهذه الظاهرة وإن كانت تعكس ضيق فرص العمل أمام المرأة لكنها تؤكد أن المرأة المصرية قادرة على الانخراط ودخول كل مجالات الإنتاج والخدمات بقوة ولا يوجد لديها أى مانع فى العمل بأى مهنة.
ويقترح الشوافى أن يتم فتح المجال أمام التعليم الفنى الى مابعد الدبلومات إلى البكالوريوس والدكتوراه مما يشجع أيضا المرأة على الانخراط فى المجال المهنى والتصنيع، لأن المرأة تمثل نصف المجتمع وتمثل فى الجيل الجديد تحت سن العمل أكثر من 55 % من قوة العمل فى المجتمع، وبذلك أصبحت المرأة المصرية قوة أساسية من قوى الإنتاج فى مصر لا يمكن إهمالها أو تجاهل تأثيرها وهو مايحتاج الى جرأة فى التشريع.
رابط دائم: