رحل، قبل أيام، الكاتب والسينارسيت طارق عبد الجليل وبرحيله تفقد السينما واحدا من أبرز الذين قدموا أعمالا جريئة سياسيا وفنيا، وأثارت جدلا ونقاشا وأحيانا تعنتا رقابيا شديدا بسبب تناولها موضوعات جريئة فى وقتها فهو صاحب أفلام: «عايز حقي» و«ظاظا» و«أبو العربي» و«صرخة نملة»، ورغم قلة أعماله إلا أنها تركت بصمة خالدة نظرا لانحيازها للناس وحقوق الشعب.
طارق عبد الجليل الذى عرفته قبل 15 عاما واستمرت صداقتنا حتى أنفاسه الأخيرة لم يكن مجرد كاتب يسعى للوجود فقط وإنما كان يملك خطا فكريا وفنيا واضحا هو الانحياز للناس والدخول مباشرة فى معارك مع الرقابة، فمنذ أول أفلامه الجدلية «عايز حقي» اختار هذا الخط السياسى بمشاركة بطل أفلامه النجم هانى رمزي. وفى هذا الفيلم تحدث عن حقوق الشعب ثم قدما معا بعد ذلك فيلم «ظاظا» الذى كان أول فيلم يتحدث عن الانتخابات الرئاسية وضرورة أن يكون هناك رئيس منتخب. وقد واجه هذا الفيلم تعنتا رقابيا شديدا وكاد لا يظهر إلى النور وقدم مع شقيقه الفنان عمرو عبدالجليل «الحقنا ياريس» الذى تحول عنوانه إلى «صرخة نملة» وطرح من خلاله العديد من القضايا التى تمس المواطن البسيط.
رحل طارق عبد الجليل قبل خروج عدد من أعماله إلى النور ومنها «آدى دقنى أهيه» الذى سخر فيه من الجماعات الإرهابية وأيضا فيلم «شق التعبان».. رحم الله كاتبنا الذى حرص على أن تنتصر أعماله للناس وحقوقهم.
رابط دائم: