لايزال اهتمام المسئولين عن قطاع السياحة بمحافظة البحر الأحمر يتركز حول استغلال مقومات السياحة الشاطئية فقط, فى الوقت الذى يتجاهلون فيه مقومات سياحية فريدة لا تتوافر فى أكبر البلدان الساحية علي مستوى العالم. ومن هذه المقومات التى لاتزال فى طى النسيان السياحة الجيولوجية والسياحة العلاجية وهى النوعيات التى تستحوذ علي اهتمامات الملايين من السائحين حول العالم ممن يتمتعون بمستوى مادى وثقافى عاليين، وهناك دول أقل فى إمكاناتها عما هو موجود بالبحرالأحمر لكنها استطاعت أن تحجز لها نصيبا وفيرا ضمن أنماط هذه السياحة.
يقول الخبير الجيولوجى الدكتور أبو الحجاج نصير، مدير عام الفرع الإقليمى لجهاز شئون البيئة بالمحافظة، إن الصحراء الشرقية تتمتع بمقومات فريدة لعشاق السياحة الجيولوجية حول العالم وهم من نوعية السياح ذوى المستوى العلمى والمادى الكبيرين، حيث إن هذه المنطقة شهدت إعداد أول خريطة تعدينية على مستوى العالم عن طريق الفراعنة الذين زحفوا لمنطقة الفواخير وأنشأوا أول منجم للذهب هناك ثم اكتشفوا 120 منجماً للذهب أيضاً ودونوها علي هذه الخريطة. كما حددوا 4 مناجم للزمرد ومواقع لخامات السماق الإمبراطورى ومحاجر البريشيا والجرانيت وغيرها، إضافة إلى الطرق القديمة ومنها طريق قفط -القصير والطرق الرومانية التى تمتد من قفط إلى برانيس كما أن سلاسل جبال البحر الأحمر بأكملها وما تحتويه من صخور قاعدية ونارية وتركيبات جيولوجية وتنوع جيلوجى فريد ترجع فى نشأتها إلى 900 مليون سنة تمثل متحفًا جيولوجياً مفتوحاً، أضف إليها الآبار القديمة الموجودة بين الوديان ومنها بئر كليوباترا وبئر الحمامات، ومعها أطلال مناجم الفوسفات الموجودة فى البيضا وحمضات وأم الحويطات وغيرها.
وهذه المواقع يجب علي وزارة السياحة ومحافظة البحر الأحمر استغلالها كمزارات سياحية تدون علي خريطة السياحة فى مصر، خاصة أنه خلال السنوات العشر الأخيرة، ووفقا لإحصائيات المنظمة العالمية للمتنزهات الجيولوجية، تضاعفت أعداد رواد هذه النوعية من السائحين ونجحت الصين فى إعلان 34 متنزها جيولوجيا بها، والدولة الوحيدة علي مستوى الدول العربية التى نجحت فى إعلان متنزه جيولوجيا بها هى المغرب بينما مصر التى تمتلك رصيدا هائلا فى هذا القطاع مازالت مقوماتها بعيدة عن الأضواء مما يحرمها من زيارة آلاف السائحين ومضاعفة الليالى الفندقية بها ويحرمها أيضا عملة أجنبية وفرص عمل جديدة.
ويقول طارق آدهم، أحد المسئولين بقطاع السياحة بسفاجا، إنه علي الرغم من توافر جميع مقومات السياحة العلاجية فى مدينة سفاجا بصفة خاصة باعتبارها المنطقة الوحيدة علي مستوى مناطق الاستشفاء المعروفة عالمياً التى تتوافر بها عناصر العلاج، والمتمثلة فى أشعة الشمس فوق البنفسيجية والمياه المالحة لمدة 12 شهراً متصلة، ورغم أن هذه المنطقة كانت منه لا للباحثين عن العلاج الطبيعى لأمراض الصدفية والروماتويد منذ أيام الفراعنة، ورغم أن الذين يسعون للعلاج من هذا النوعية يقدرون بالملايين علي مستوى العالم، فإن هذه الإمكانات لم تستغل حتى الآن، والأجهزة المختصة بالدولة تتجاهل هذا القطاع الذى يعد أحد أهم روافد الحركة السياحية، حيث تؤكد الإحصائيات أن أكثر من 10% من حجم الحركة السياحية علي مستوى العالم هم من الباحثين عن الاستشفاء البيئى من أمراض الصدفية وغيرها.
رابط دائم: