تواصل نزيف المدنيين تحت وطأة الغارات السورية فى الغوطة والتركية فى عفرين، بعشرات القتلى والجرحى تزامنا مع أكبر موجة نزوح من الغوطة، فى الوقت الذى انطلقت به جولة جديدة من مفاوضات أستانة.
وفى الغوطة الشرقية، سقط أكثر من ١٠٠ شخصً بين قتيل وجريح، أغلبهم فى بلدتى كفربطنا وحزة.
وقال أبو محمد من الدفاع المدنى العامل فى الغوطة الشرقية التابع للمعارضة «سقط أمس أكثر من ٥٠ قتيلاً وحوالى ٨٠ جريحاً فى بلدة كفر بطنا فى أكثر من ١١ غارة نفذتها الطائرة الحربية الروسية والسورية وألقى الطيران المروحى ١٠ براميل متفجرة على البلدة، وتعمل فرق الدفاع المدنى على إسعاف الجرحى وإخراج بعضهم من تحت الأنقاض».
ومن جانبه، قال مصدر ميدانى يقاتل مع القوات الحكومية السورية لـ وكالة الأنباء الألمانية: «سيطر الجيش السورى على الاحياء الغربية لبلدة جسرين ووصل إلى مركز النقل وسط البلدة، كما تشهد مدينة حرستا اشتباكات عنيفة جداً وسط قصف مدفعى وصاروخى ينفذها الجيش على نقاط تمركز المسلحين فى حرستا».
وقبل الغارات بساعات، خرج نحو ٢٠ ألف مدنى من الغوطة الشرقية يوم أمس أول فى نزوح جماعى يُعدّ الأكبر منذ بدء التصعيد العسكري، تزامنا مع تقدم ميدانى لقوات النظام من شأنه تسريع استعادتها كامل المنطقة المحاصرة قرب دمشق.
وفى عفرين، قُتل ١٨ مدنيا بينهم ٥ أطفال فى قصف مدفعى للقوات التركية على مدينة عفرين فى شمال غرب سوريا، حسب ما أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان.
وأشار المرصد إلى أن «معارك تدور على حدود المدينة الشمالية» فى وقت تشنّ تركيا عملية منذ ٢٠ يناير بدعم من فصائل سورية، تهدف إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية التى تعتبرها أنقرة «إرهابية» من منطقة عفرين.
وبحسب المرصد، نزح منذ منتصف الليل أمس الأول ما لا يقل عن ٢٥٠٠ شخص من عفرين.
وفى السياق نفسه، رفضت تركيا طلب الاتحاد الأوروبى لها بوقف عملية عفرين، وقالت وزارة الخارجية التركية إن البرلمان الأوروبى أظهر عبر موافقته على مشروع قرار يدعو تركيا لوقف عملية «غصن الزيتون»، تبنيه رؤية «منحازة وتفتقر للموضوعية».
وأضافت الوزراة، فى بيان لها ، أن البرلمان الأوربى يمتلك سجلا من التساهل مع ما وصفها بــ « المنظمات الإرهابية» ، وليس من الممكن قبول قراره بشأن عملية غصن الزيتون. وأكدت أن تركيا ستواصل حربها ضد كافة ما أسمتها المنظمات الإرهابية.
ودخل النزاع الدامى فى سوريا أمس الأول عامه الثامن مع حصيلة قتلى تخطت ٣٥٠ ألف شخص، فيما تستمر المعارك على جبهات عدة، تحديداً فى شمال البلاد. ودفع هجوم تقوده القوات التركية مع فصائل سورية موالية أكثر من ٣٠ ألف مدنى إلى النزوح خلال ٢٤ ساعة من مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.
وعلى الصعيد السياسي، بدأ وزراء خارجية روسيا وتركيا وايران محادثات حول سوريا فى استانا أمس بعد شهر تقريبا على بدء هجوم لقوات النظام السورى بدعم من طهران وموسكو على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، بحسب ما افادت مصادر رسمية.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية فى بيان أنه «سيتم التباحث فى الوضع على الأرض»، وأيضا فى «النجاحات والإخفاقات فى عملية خفض التصعيد». واتهم وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف الغربيين بالسعى إلى «الحفاظ على القدرات العسكرية للإرهابيين» فى سوريا.
وقال لافروف بعد محادثات حول سوريا مع نظيريه التركى والإيرانى «نرى لدى بعض زملائنا الغربيين رغبة فى تفادى توجيه ضربات إلى الإرهابيين والحفاظ على قدراتهم العسكرية».
وأشار لافروف خصوصا إلى جبهة النصرة، الجناح السابق للقاعدة فى سوريا، والتى تضطلع على حد قوله ب»دور الجهة الاستفزازية فى سيناريوهات اللاعبين الجيوسياسيين الغربيين».
وقال لافروف، إن تهديدات الولايات المتحدة لسورية غير مقبولة، وأن وموسكو نبهت واشنطن إلى ذلك عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية.
وأضاف: «التهديدات الأخيرة بشن ضربات عسكرية من قبل الولايات المتحدة على سوريا، بما فيها دمشق، غير لائقة وغير مقبولة»بحسب وكالة سبوتنيك. وتابع: «حدث ذلك فى أبريل الماضي، على أساس اتهامات فارغة باستخدام الحكومة السورية للسلاح الكيميائي».
ولفت وزير الخارجية الروسى إلى أنه تم نقل الموقف الروسى بشكل واضح للممثلين الأمريكيين عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية».
رابط دائم: