رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد السبت يكتبه:أحمدالبرى
تآكل الإنسانية!

أحمد البرى;

الإنسان صنع الله وخيرة خلقه، وقد كرمه وميزه على سائر مخلوقاته.. فى الإنسان كل أسرار القدرة الإلهية، وبنظرة عقلية وتأمل وإدراك بوعى شديد فإنه يستطيع أن يصل إلى حقيقة أنه لا يملك لأمره شيئا، إنما أمره بيد الله الذى خلقه فسواه فعدله وفى أى صورة شاء ركبه، فإذا اقترنت هذه العقيدة ورسخت فى وجدانه وكيانه اكتمل إيمانه بالله ويقينه بأنه لا راد لقضاء الله، ولا منجى ولا ملجأ إلا إليه وعليه فليتوكل المتوكلون.

والإنسانية هى أعلى وأعظم درجات الرقى الاخلاقى والثبات الإيمانى ، وعندما يتناسى الإنسان حقيقته الإنسانية، قل على الدنيا السلام، وما نراه ويصل الى أحاسيسنا ووجداننا وعقولنا من حروب وصراعات ودماء وأشلاء وخراب ودمار فى هذه الأيام وعلى مدار الساعة وفى شتى بقاع الأرض، يجعلنا نقول إن الإنسانية تتآكل من داخل الانسان، وعلى يديه، وهذا يعكس غضب صانع الإنسان وخالقه والعياذ بالله.

ما هذا الدمار وما هذه القلوب المتحجرة والنفوس الميتة، وما هذه الأسلحة العاتية التى تقضى على الأخضر واليابس، وما هذا العبث والإهدار لخيرات الأرض التى هى من نعم الله علينا لكى نعبده حق عبادته ونقدره حق قدره؟.. وما هذا العناد والغطرسة والاستعلاء من أجل أطماع دنيوية؟.. وما هذا «التوهان» السياسى الذى يعيش فيه أهل سوريا واليمن والعراق وليبيا والصومال والتخبط العسكرى من ميليشيات وجماعات وعصابات وجيوش تحركها عقول رجال السياسة الأشداء الذى انتزعت من قلوبهم الرحمة وهم يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويهدمون منازلهم ويحولون بلادهم الى أنقاض فى مشاهد يقشعر لها البدن ويشيب لها الولدان، والعجيب أن الرحمة قد اختفت من قلوب أهل الشر من القوى العظمى التى تغذى العمليات الإجرامية القتالية، وكل ما نشاهده هو اجتماعات ولقاءات وسفريات لأصحاب الياقات البيضاء الذين يتصورون أنفسهم أوصياء على البشر، وأن بأيديهم الأمر والنهي، وأنهم يحسنون صنعا ولكنهم فى حقيقة الأمر يقولون ما لا يفعلون ويفسدون أكثر مما يعمرون ويغامرون بسياسات كلها عشوائية يثبتون فيها ذواتهم ويحققون فيها مآربهم الشريرة على حساب الأبرياء.

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وكما قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من لقاء، علينا أن نلتفت لما يحاك لنا من مؤامرات ودسائس ومخططات دنيئة، وأن نكون يدا واحدة، نقف بالمرصاد ضد كيانات أهل الشر، ونعلى إنسانيتنا التى أوصانا بها خالقنا سبحانه وتعالي، وكل هذا لا يتحقق إلا بالوعى السليم والنيات الحسنة والإرادة القوية.

د. يسرى عبدالمحسن

أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق