فى مبادرة بريطانية لمواجهة عدم إنصاف المرأة فى عالم الأدب، وإبراز قدرتها على الكتابة، وتصحيح عدم التوازن بين الجنسين، أطلقت الكاتبة البريطانية ذات الأصل الباكستانى «كاميلا شامسي» حملة بدعوة دور النشر بتخصيص عام 2018 لنشر مؤلفات المرأة فقط تزامنا مع الذكرى المئوية على منح النساء فوق الـ 30 عاما حق التصويت.
بررت شامسى 45 عاما، دعوتها بأن المرأة لا تتمتع بالإنصاف فى مجال النشر ولا فى مراجعات الكتابة، وحتى فى شغل المناصب المرموقة المتعلقة بالنشر، متوقعة أن تؤدى حملتها إلى بروز المرأة فى صفحات مراجعات الكتب وفِى المدونات وفِى نوافذ دور النشر والقوائم القصيرة للجوائز والشخصيات فى الروايات التى يهيمن عليها الرجال.
وأعربت الكاتبة عن أملها ــ فى تصريحات للجارديان ــ فى أن تنال دعوتها التأييد من قبل الكتاب الرجال وطالبتهم بالمشاركة الفعالة التى تكمن فى ليس فقط توقف نشر مؤلفاتهم خلال عام 2018، لكن بقراءة مؤلفات الكاتبات وترشيحها للقراءة مؤكدة فى الوقت نفسه عدم مطالبتها دور النشر برفض مؤلفات أنجزها رجال ولكن كل ما تتمناه مطالبة المؤلفين بالانتظار 12 شهرا بعد انتهاء مدة الحملة.
كانت ردود أفعال دور النشر لحملة شامسى متباينة مابين استجابة دار نشر واحدة «أند أذر ستوريز» فى مدينة شيفيلد البريطانية، بعد انتقالها من لندن العام الماضى والتى تطبع 12 كتابا كل عام. وأكد صاحب الدار «ستيفان توبلر» لـ «الجارديان»
إنها فرصة رائعة لإضافة المزيد من مؤلفات النساء لقائمة الدار، موضحا أن هذه الاستجابة أعطت رؤية لمعالجة التحيز الذى أفقد الأدب النسائى قيمته خصوصا كتب الخيال المترجمة. وبالفعل نشرت الدار فى أول شهرين من 2018 كتابين هما مجموعة قصص لم يسبق نشرها للكاتبة «آن كوين» ثم ترجمة للسويسرية «فلير باجي»، إضافة الى قائمة لكاتبات أخريات تنشر أعمالهن فى وقت لاحق.
فى الوقت نفسه، أشاد البعض دون الحماس للمشاركة الفعالة باستبعاد المؤلفين الرجال، ورأى البعض الآخر أن الحملة مشكلة ورسالة لا يشجعونها وهى تمييز المرأة ومعاملتها معاملة خاصة، واوضح آخرون أنه لا توجد مشكلة ولكن ينقص المؤلفات الدعاية الجيدة، كما التزمت دار «تيلتد أكسيس» لكتب الخيال العلمى المترجمة بالمساواة بين الجنسين فى حين وصفت زميلتها الروائية «ليونيل شريفر» هذا التحدى بـ «القمامة».
وتعود دعوة شامسى الى عام 2015 عندما أوضحت فى مقال لها فى صحيفة الجارديان دوافعها لهذا التحدى لمواجهة مشكلة عدم التوازن بين الذكور والإناث فى مجال النشر ومطالبتها بتخصيص عام 2018 لمؤلفات المرأة.
وتشير الإحصائيات إلى أن جوائز المسابقات الست الأدبية البريطانية الكبرى مثل «بوليتزر، ومان بوكر وهوجو» ركزت على السرد الذكوري.!
ونأمل ولو بجزء بسيط أن يحقق عام 2018 طموح البريطانيات ويعيد لهن مكانتهن التى طالما اكتسبوها من رائدات الأدب النسوى فى بلادهن أمثال شارلوت برونتى وأخواتها وجين أوستن اللاتى لم ولن يكررهن التاريخ!.
رابط دائم: