رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

إنقاذا لمجموعته المعمارية ومقتنياته
افتحوا «متحف الأمير يوسف كمال» فى «نجع حمادى»

الأمير «يوسف كمال» أحد أفراد الأسرة العلوية التى حكمت مصر من 1805 إلى 1952. وكان محبا للفن التشكيلي، فأسس «مدرسة الفنون الجميلة» فى مقرها القديم بدرب الجماميز فى القاهرة. وكان رحّاَلة، وله عدة مؤلفات ترصد رحلاته فى إفريقيا وآسيا.

ورث الأمير عن والده الأمير «أحمد باشا كمال» أملاكًا زراعية واسعة فى مركز نجع حمادى بشمال محافظة قنا بلغت نحو 16 ألف فدان، وتقع أيضا مجموعته المعمارية الأثرية على ضفاف نهر النيل فى المدينة، على مساحة 7 أفدنة، ويعود تاريخ بنائها إلى أوائل القرن التاسع عشر، فى 1907. وكان يقضى بها 15 يومًا فى الشتاء، بصحبة والدته الأميرة «ناز برو» التركية الجنسية، حسب الروايات المتوارثة، واعتاد لاحقا على زيارة نجع حمادى سنويا لمتابعة أملاكه عبر دائرة كبيرة من الموظفين تسمى «الدائرة اليوسيفية».

وارتبطت «نجع حمادي» حضاريًا بالأمير «يوسف كمال»، وتميزت بتمدنها وسط مراكز قنا، حيث أسهم الأمير فى تطوير الزراعة، وإدخال تقنيات ريِّ جديدة فى زمانه، وأنشأ مدرسة ابتدائية أوقف عليها ألفا و50 فدانًا، ومركزا تجاريا فى المدينة يعرف إلى الآن بـ «خان القيسارية»، وتعد مجموعته المعمارية الأثر الأكثر فخامة بآثار أسرة محمد على باشا الكبير فى قنا. والمجموعة تضم «قصر الحرملك» الذى كان مخصصا لإقامة الأمير، و«قصر السلاملك» للضيوف، وضريح وقاعة درس «الشيخ عمران» أحد أولياء الله الصالحين، والمطبخ وملحقاته، وقاعة الطعام، وفسقية رخامية بمدخل السلاملك، وإسطبلا للخيول، وسبيلا رخاميا والأسوار، بجانب مقر الموظفين، ومنزل «اللبيس»، وغيرها من وحدات معمارية صغيرة داخل وخارج الأسوار.

وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، آلت ملكية المجموعة إلى الحكومة، ومعها أملاك الأمير الذى توفى فى النمسا عام 1957، وأوصى بدفن جثمانه فى مصر بمقابر أسرة محمد علي. وخلال الفترات التالية تعرضت المجموعة المعمارية لاعتداءات وإتلاف، حيث تحول قصرا السلاملك والحرملك إلى مقار لهيئات حكومية منها هيئة الإصلاح الزراعى التى استحوذت على عدة ملحقات، مثل قاعة الطعام والسلاملك، وأجرت عددا كبيرا من منازل الخدم والموظفين، وتقاسمت إدارة أملاك الأمير عدة جهات، وهو ما أدى لضياع جزء كبير من المجموعة. وتم مدخل المجموعة، او المنطقة المجاورة لقصر الحرملك لنقابة المعلمين، وبيعت المساحة الواقعة بين قصرى الحرملك والسلاملك لنقابة الزراعيين، وأقيم ناديان للنقابتين على المساحة، شوها تفاصيل المجموعة المعمارية الممتدة بطول كورنيش المدينة.

وفى بداية التسعينيات ضمت الآثار المجموعة المعمارية، ثم ضمت الوحدات المعمارية تباعا، حتى استعادت الملحقات، باستثناء مقر الموظفين ومنزل اللبيس الذى ما زال مؤجرًا لأحد موظفى الإصلاح الزراعى السابقين، ولم تستطع وزارة الآثار استعادة الأجزاء التى بيعت من المجموعة.

واهتمت وزارة الآثار بما استردته من ملحقات المجموعة، وأجرت عمليات ترميم وصيانة شملت بناء سور جديد للمجموعة بجهة الكورنيش لتهدم القديم، وكذلك رممت المبانى الداخلية.

وفى 2015 تعرض قصر الحرملك، الذى تحفظ فيه مقتنيات الأمير «يوسف كمال» للسرقة، ونُهت منه 300 قطعة ثمينة، وضبطت الداخلية أحد اللصوص وبحوزته 16 قطعة أثرية وتمثالان ونقود نحاسية من إجمالى المقتنيات، وفقدت بقيتها. وقرر وزير الآثار وقتها، د.ممدوح الدماطي، نقل بقية المقتنيات إلى المخازن المتحفية بالأقصر.

وفى 2014 تأسست الحملة الشعبية لفتح «متحف نجع حمادي» تحت اسم «افتحوا متحف الأمير يوسف كمال»، التى أسسها الباحث والصحفى «أمير الصرّاف»، للمطالبة بافتتاح المتحف للجمهور، وإدخال قطاع السياحة كنوع من التنمية المستدامة اقتصاديا وثقافيا، لتوفير فرص عمل وفتح أفق للاستثمار السياحي. وتضع الحملة، وهى الأولى من نوعها فى الصعيد، أمام المسئولين خريطة سياحية كاملة، حال افتتاح المتحف، تضم مواقع أثرية من مصر القديمة، والعصرين القبطى والإسلامي، إلى حقبة أسرة محمد علي، وتضم مساجد تاريخية، وأديرة قديمة، ومقابر للأسرة الخامسة فى «جبل الطارف»، الذى اكتشفت فيه جبانة حيوانات المعبود «سوبك» أو «التمساح» السنة الماضية، فضلا عن الصناعات التراثية والصناعات الصغيرة، على أن يكون مشروع «متحف الأمير يوسف كمال» حجر الزاوية للّيلة سياحية، كما تقترح الحملة ضم آثار شمال قنا المحفوظة بمخازن الأقصر، وتخصيص قاعة لعرض مخطوطات نجع حمادى المحفوظة فى المتحف القبطى بالقاهرة اكتشفت بشرق نجع حمادى عام 1945. وقد استقطبت الحملة عددًا كبيرًا من الشخصيات العامة والمثقفين والباحثين والعمد والمشايخ وأطيافًا اجتماعية مختلفة، وهو ما شجعها على تجديد مطالبها بفتح المتحف الذى زاره وزير الآثار الحالى ووزراء آخرون.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق