رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان لـ «الأهرام»:
سيناء 2018 تهدف لتطهير أرض «الفيروز» من دنس الإرهاب

أجرى الحوار ــ بهاء مباشر
اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان

  • حرص مصر على امتلاك أدوات القوة لحماية أمنها القومى وردع من يحاول المساس بمصالحها

  • لدينا إستراتيجية متكاملة لمواجهة الإرهاب أمنيا وفكريا واقتصاديا

حرب شاملة تخوضها القوات المسلحة وتعاونها الشرطة للقضاء على الإرهاب بسيناء فى عملية جراحية دقيقة.

كما وصفها اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب فى حواره «للأهرام» لاستئصال الإرهاب، مع الحرص على سلامة أهل سيناء وعدم تأثرهم بالعمليات قدر المستطاع وبقائهم بمساكنهم.

وأوضح عامر أن شمول العملية ليس فقط لمشاركة كل أفرع القوات المسلحة والشرطة فيها لكن ايضا لطبيعة هدفيها بتطهير أرض الفيروز من دنس الإرهاب بالإضافة لإجراء تنمية شاملة سيعا للوصول بعدد سكانها إلى 3 ملايين نسمة.

وفى حوارنا معه فتحنا كل الملفات وما يشاع حول خطط للتهجير والتضييق على أهالى سيناء والتلويح بالقوة، وجاءت إجاباته واضحة وحاسمة لكل الأمور .

وإلى نص الحوار :

بماذا تفسر حجم التحديات التى تواجهها مصر منذ الثورة ؟

تواجه مصر منذ ثورة 2013 العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وتحتل التحديات الأمنية والاقتصادية ركيزة أولية لدى الدولة ، وأخذت الدولة على عاتقها مواجهة قوى كارهة لمصر تدعم الإرهاب المصنوع فى سيناء بالأسلحة والمعدات والمتطوعين والسيارات الدوراجات البخارية والأموال وذلك بهدف إنهاك مصر والتأثير على استقرارها وأمنها الداخلى وصولا لإضعاف مصر وتحويلها إلى دولة فاشلة لا تستطيع أن تقدم الخدمات لأبنائها مثل ما شهدناه فى سوريا وليبيا واليمن لتقسيم المنطقة وتقسيم الدول نفسها مستخدمين فى ذلك الجيل الرابع من الحروب بضغوط سياسية واقتصادية وأمنية بالاضافة إلى الحرب النفسية لضرب فئات المجتمع مع بعضها وإحداث انقسام بين أبناء الشعب الواحد ، وقد واجهت مصر التحدى الأمنى منذ البداية بعمليات حق الشهيد الربع اعتبارا من 2015 إلى أن كلف الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الأركان الفريق محمد فريد بالقضاء على الإرهاب خلال ثلاثة أشهر فأطلقت العملية سيناء 2018 .

ما تواجهه الدولة بسيناء ليست مجرد عصابات مسلحة بل عناصر مدربة تدريبا عاليا ، فمن يقف وراءها ؟

يقف وراء كل ذلك أجهزة مخابرات دولية تلاقى معها فى أهدافها قوى داخلية «كارهة» أبدت استعدادا للتفريط فى أى أجزاء من أرض مصر سواء فى سيناء أو فى الجنوب إلى أن أكرم الله مصر بأن فطن شعبها إلى ذلك المخطط فلفظ تلك الجماعة ووأد الفتنة فى مهدها، وحافظ المصريون على تماسك الشعب بقواته المسلحة ، وهو الامر الذى زاد من أحقاد المتربصين بمصر بممارسة المزيد من الضغوط والحصار الاقتصادى عليها بالإضافة إلى الدفع بالعديد من المتطوعين للدخول الى مصر لضرب جيشها ، وكان يتم تسلل هؤلاء عبر الانفاق على الحدود الشرقية او من خلال الحدود الغربية والجنوبية فى السودان وبعد نهاية عمليات حق الشهيد رؤى القيام بعمليات شاملة تستهدف حصار العدو تماما والقضاء عليه اطلق عليها سيناء 2018 .

إذا إطلاق العملية سيناء 2018 يهدف لقضاء تام على الإرهاب بسيناء؟

اطلقت العملية سيناء 2018 منذ بدايتها لتحقيق هدفين معا أولهما بالطبع هزيمة الإرهاب تمام بما يحمى مصر ويطهر أرضها من دنسه، أما الهدف الثانى فهو تهيئة سيناء للتنمية الشاملة ايمانا بأن التنمية هى أقوى سلاح يواجه الارهاب ، ولذلك أطلق عليها عملية شاملة ، وبالفعل هناك قفزات تنموية كبيرة جدا على أرض الواقع بسيناء بالتوازى مع العمليات العسكرية لمواجهة الارهاب ، وهو الامر الذى أذهل العالم ووقف يتابع كيف لمصر أن تنجز تلك التنمية فى الوقت نفسه مع جهود حربها لمواجهة الإرهاب «المصنوع» بسيناء، وذلك بفضل الله أولا وأبناء الشعب المصرى الذى تتفجر طاقته ليحقق المستحيل وقت الأزمات دائما، ولذلك وقف الشعب صفا واحدا لدعم التنمية ومواجهة الإرهاب .

 لكن الواقع يشير إلى وجود عمليات بمناطق أخرى خارج سيناء لذلك فهى شاملة ؟

أطلق على سيناء 2018 عملية شاملة، لأنها تشمل كل انحاء مصر سواء فى الاتجاه الإستراتيجى الشرقى أو الشمالى أو الغربى والذى يمتد لمسافة 1200 كيلو على الحدود مع ليبيا هذا بالإضافة إلى الاتجاه الجنوبى، كما يشارك فيها جميع أفرع القوات المسلحة سواء القوات البرية أو البحرية او الجوية والدفاع الجوى وحرس الحدود والقوات الخاصة «الصاعقة والمظلات» يعاونهم الشرطة المدنية بحيث يقوم كل فرع من أفرع القوات المسلحة بمهامه ، لذلك سبق العملية سيناء 2018 عمليات تحضير وإعداد شاملة تم خلالها جمع معلومات دقيقة.


اللواء كمال عامر أثناء حوار مع مندوب الأهرام

 

لكن بعض أهالى سيناء أبدوا على لسان نوابهم تضررا من الأوضاع هناك؟

بالفعل وصل للقوات المسلحة نتيجة للعمليات القتالية بسيناء أن هناك نقصا فى المعروض من المواد الغذائية ، وعلى الفور صدرت تعليمات من القيادة العامة للقوات المسلحة والقيادة السياسية لتوزيع مواد غذائية على أهالى سيناء وبالمجان ، ومصر أحد أهم اهدافها بناء الإنسان وربطه ببلده ولا يتحقق هذا الربط الا اذا شعر المواطن أن دولته تشعر به وبمشكلاته .

ولماذا لم يتم إخلاء سيناء أولا ؟

لا يمكن ذلك لعدة أسباب اولها أن اخلاء المنطقة يؤدى إلى تولد شعور سلبى جدا ويؤثر على الروح المعنوية لدى الشعب المصرى ، كما يولد شعورا بأننا مستسلمون لهذا الإرهاب ، هذا بالإضافة الى نقطة بالغة الأهمية وهى الاخلال باستقرار جزء رئيسى من أهلنا هناك، خاصة وأن ابناء سيناء لهم طبيعة وسمات معيشية خاصة تتعلق بأسلوب حياتهم وارتباطهم بأرضهم هناك ومزارعهم ومراعيهم ، والحفاظ على مصالح قطاع مهم من أبناء الشعب المصرى «أهل سيناء» أمر بالغ الأهمية .

كلف الرئيس السيسى القوات باستخدام «القوى الغاشمة» لمواجهة الإرهاب بسيناء فما دلالة ذلك ؟

مدارس العلوم العسكرية بمختلف دول العالم تعرف ثلاثة أنواع من القوى المتاحة لمواجهة اى عمل، وهى قوى صلبة ،وقوى ناعمة، وقوى ذكية .

أما القوى الصلبة فهى القوى الغاشمة التى تضم كل أفرع القوات المسلحة ، والقوى الناعمة فتتضمن التعليم والثقافة والتوعية الدينية ، أما القوى الذكية تضم الاثنين معا «الصلبة والناعمة» لكن مع هذا الإرهاب المصنوع بسيناء يسعى لترويع الآمنين وليس له وطن ولا أخلاق ولا يعرف معنى للقيم الدينية.

 يردد البعض شائعة عن سعى لتفريغ سيناء ؟

هذا كلام غير منطقى ولا ينطلى على رجل الشارع البسيط ، فكيف ذلك فى وقت تحرص فيه الدولة على الحفاظ على أبناء مصر من أهالى سيناء وتأمين وجودهم خلال العمليات ، هذا بالإضافة الى خطط التنمية الكبيرة التى يتم تنفيذها فى سيناء بالتزامن مع الحرب على الارهاب وعلى سبيل المثال يتم تشيد مدينة رفح الجديدة والاسماعيلية الجديدة والعديد من شرايين التنمية بسيناء من خلال ما شيد ويشيد من الانفاق والمزارع السمكية و 15 مصنعا للرخام بسيناء ومصنع للأسمنت وجامعة الملك سلمان وجامعة شمال سيناء والعديد من المعاهد الأخرى بسيناء ، الدولة المصرية لديها خطة كبيرة لإحداث تنمية اقتصادية واجتماعية وسكانية بسيناء ، متى نعلن أن العمليات «سيناء 2018» قد انتهت ؟

عندما يتحقق هدفا العملية بهزيمة الارهاب أولا وافقاده القدرة على تلويث الأرض او تهديد السكان المحليين ، واكتمال تحقيق الهدف الثانى بإحداث تنمية شاملة بسيناء والتى تسير بخطى واسعة فى الوقت الحالى .

كيف دخل هذا الكم الكبير من الأسلحة «فى يد الارهابيين» إلى سيناء ؟

الحديث عن ذلك يسحبنا للبحث عن نشأة الإرهاب بالمنطقة عندما استدعت حركة حماس مجموعات من الحركات الجهادية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلى ، فكانت حركة حماس الحاكمة فى غزة وراء وجود هذه الجماعات بدءا من  تنظيم  أنصار الإسلام السلفى بقيادة( الدكتور عبد اللطيف موسي) فى عام2008 وقبلها مع جيش الإسلام بقيادة (ممتاز دغمش) وهى المواجهة التى أدت إلى إقناع التنظيمين وغيرهما بالعمل خارج غزة ودفعهم للعمل فى سيناء.

 من خلال متابعة بيانات القوات المسلحة عن العملية سيناء 2018 نجد الاعلان عن ضبط خارجين عن القانون ومزارع للمخدرات ما دلالة ذلك وعلاقته بالحرب على الإرهاب ؟

 استقطاب تلك العناصر وزرعها بسيناء سعى فى البداية لاستقطاب عناصر اخرى سواء من السكان المحليين أو الخارجين على القانون لتكوين مجموعات كبيرة لتكوين قوات كبيرة تواجه القوات المسلحة بهدف تفريغ المنطقة لصالحه ، ومع حاجتهم لمصادر للتمويل بعد تضييق الخناق عليهم امام تلقى دعم المالى من هنا وجدوا فى زراعة المواد المخدرة والاتجار فيها فرصة لهم لتوفير مصادر تمويل. 

وماذا عن المواجهة التشريعية للارهاب؟

تعتمد مصر فى  مواجهتها التشريعية للإرهاب على القانون الجنائى وتعديلاته، والاتفاقات الدولية المنضمة اليها ، وفى عام 2015 صدر قانون الكيانات الإرهابية والذى تضمن ضوابط لمن يوضع فى القوائم، وفى أغسطس عام 2015 صدر قانون مواجهة الإرهاب.

ولما كشفت الممارسة العملية عن وجود نوع من القصور فى المواجهة التشريعية للارهاب بسبب طول الاجراءات القضائية وعدم الحسم فى كثير القضايا بسبب طول الاجراءات عكفت لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب على دراسة ذلك وانتهت الى الحاجة الى احالة مرتكبى الجرائم الارهابية لمحاكمات عسكرية، ولذلك تقدمت اللجنة باقتراح بمشروع قانون لتكليف القوات المسلحة بتأمين الاهداف الحيوية مع الشرطة والذى وافق عليه البرلمان باجماع اعضائه، ويهدف القانون لتحقيق الحسم والسرعة فى محاسبة من يتم القاء القبض عليهم فى جرائم العنف والإرهاب من خلال اشراك القوات المسلحة فى تأمين الأهداف الحيوية وبالتالى تأخذ تلك الأهداف صبغة الأهداف العسكرية.

ومن وجهة نظركم هل تكفى تلك التشريعات لمواجهة الإرهاب؟

أعدت اللجنة إستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب تعتمد على عدة محاور بجانب المواجهات الامنية ، على اعتبار أن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفي، وتضمنت تلك الإستراتيجية عدة محاور وهى:  دينياً وأيديولوجياً من خلال العمل على إرساء خطاب دينى عصرى مستنير يراعى الواقع ويحافظ على ثوابت الدين الإسلامي، ويؤكد قيم التسامح والتعايش داخل المجتمع ومع المجتمعات الأخري، وحماية المواطنين ضد حملات الغزو الفكرى والثقافى والتطرف العقائدى أو السياسى أو التطرف الدينى مع إحياء التقاليد والقيم الاجتماعية والدينية السمحة، مع أهمية قيام وسائل الإعلام بدور جوهرى على هذا الصعيد يتسم بالمصداقية ومقاومة الفكر المتطرف وكل أشكال الإرهاب، وضبط الخطاب الدينى ومنع غير (رجال الدين الإسلامى والمسيحى المحددين) من ممارسة الدعوة والخطابة واعتلاء المنابر، مع المتابعة المستمرة من وزارة الأوقاف والأزهر الشريف. كذلك لابد من المواجهات عسكريا وأمنيا من خلال استمرار تنمية وتطوير الكفاءة القتالية  للقوات المسلحة والشرطة والمحافظة على علاقاتها القوية والثقة المتبادلة مع شعب مصر، بما ينمى قدراتها لمواجهة الإرهاب، وإبعاد القوات المسلحة والشرطة عن كل التيارات الحزبية ـ السياسية ـ العقائدية لتبقى قوة وطنية ترعى مصالح الوطن ودرعاً له ضد التهديدات الخارجية ودعم الشرعية الدستورية.

وأخيراً أهمية أن تركز أجهزة الدولة جهودها لمعايشة مشكلات الجماهير والتفاعل مع نبض الأحداث اليومية، بما يشعر المواطن أن مصالحه مصونة فى يد قيادته وحكومته وحتى تكسب الدولة قلوب وعقول مواطنيها.

وماذا عن الدور السياسى لمواجهة الإرهاب ؟

شهدت الحياة السياسية بمصر محطات وتطورات كثيرة خاصة بعد الثورة ، ولدينا الآن أكثر من 100 حزب ، صحيح أن جزءا كبيرا منهم غير فاعل فى ممارسة دوره السياسى إلا أن اكتساب ذلك باستمرار الممارسة والتجربة ، ويأتى فى هذا الإطار الجهود التى يبذلها الرئيس السيسى لاعداد الصف الثانى من الشباب فى شتى القطاعات ليحمل لواء المسئولية ، وعلينا ان نظر للمستقبل بإعداد الصفوف الثانية لبناء بلدنا والاستفادة من قدرتنا المتاحة والنظر الى مصلحتنا.

 وماذا عن المرحلة الحالية والاستعدادات للانتخابات الرئاسة ؟

أرى أن مصلحة مصر واستكمال مسيرة بناء الدولة تتطلب استمرار الرئيس عبد الفتاح السيسى لمرحلة ثانية ليستكمل دوره فى بناء نهضة مصر والجهود المخلصة التى أطلقها خلال الفترة الرئاسية الأولى والتى حققت قفزات كبيرة على كل المستويات وانقذ الوطن من السقوط والانهيار ونجا به من مخططات هدم الدولة التى تعانى منها دول المنطقة ، وأناشد كل وطنى الانتباه إلى أن حولنا قوى متربصة كارهة لمصر تحارب وجود قائد وطنى على رأس مصر ، وتحرض الناس على عدم المشاركة فى الانتخابات وتولد حالة من الاحباط لديهم ، ولذلك يجب علينا جميعا التوجه الى صناديق الانتخابات للمشاركة فى الانتخابات وليعبر كل عن رأيه لايصال رسالة للعالم باصطفاف الشعب المصرى . ومن وجهة نظرى أرى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو الانسب للمرحلة الحالية ليكمل مسيرة التنمية التى أطلقها منذ أن تحمل مسئولية الدولة، وهو رجل وطنى ومؤمن ومخلص جدا لوطنه وشعبه ، ويستخدم سياسة شفافة جدا مع شعب مصر، ويسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز فى وقت كنا نستورد فيه بمبلغ مائتى مليون دولار فى الشهر مواد بترولية، وبعد توقيع الرئيس السيسى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع قبرص استطعنا استغلال المياه الاقتصادية الخاصة بنا لنكتشف حقل ظهر ، وبأمر الله نتوقع مع نهاية 2018 إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز وفى 2019 يكون لدينا فائض لنصدره .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق