احتفلت هيئة الإذاعة البريطانية بعيدها المئوي.. انها إذاعة عريقة وقياسية وقدمت الكثير من المعلومات الإخبارية الصادقة على مدى تاريخها، ولكن لديها نسبة مئوية من الأخبار غير المحققة، ويجرى بثها بلغات كثيرة ومنها القسم الناطق بالعربية الذى يقدم برامج عديدة تمس الشأن الداخلى فى العالم العربي، وكان الناس يصدقون أخبار «بى بى سي» لكن الوهن اصابها، وصار معظم كلامهم ببرامج التوك شو ضعيفا ومثيرا للشك لدى المستمع العربى وغيره.. ويبث بعض مقدميها من المذيعين العرب للأسف السم فى العسل، ففى الآونة الأخيرة لوحظ التركيز بالنقد على الدول العربية التى تتعافى مثل مصر، والسؤال لماذا لايتركوننا فى حالنا، ويقدمون لنا حلولا من خلال تجاربهم مع الشعب البريطانى العريق؟ كما يقدمون برامج تبث معلومات عن العرقية والطائفية وطرح إشكاليات وفتح جراح قديمة وإثارة الأقليات وبث الأكاذيب من خلال الضيوف من مصر والمغرب وليبيا والسودان وغيرها، أيضا فإنهم يروجون لاصطياد زبائن من الشباب المصرى ويذيعون لقاءات مع المرأة المصرية فى الريف والصعيد عن التحرش والاغتصاب والختان وغيرها تضر سمعتهم للنيل من كبرياء المصريين بالداخل والخارج والتى ستذاع فى يوم ما لتشغل الدماغ المصرى بصداع معلب فى الوقت المناسب، ويسمون مبادرتهم الخبيثة تلك «الحكي».. إن البحث عن النقيض والمعارض فى الدين أو الاخلاق أو الجنس أو الثقافة أو العرق أساليب بالية فى اللعب على «وتر المتناقضات» وكلها تحرش وتحريش فلا يجوز لبعض مذيعى إذاعة عريقة محترمة بث الفرقة والكراهية والنكد الى مسقط رؤوسهم؟ إن مصر تستحق أن نحافظ عليها وندافع عن قضاياها فعن ماذا هم يدافعون؟
د.هواف عبد الحكيم ـ كلية الحاسبات ـ جامعة حلوان
رابط دائم: