رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الأهرام تحاور «عطشجى» قطار البحيرة
عشت لحظات الرعب والموت ولـم أتوقع النجاة مع صديقى السائق

البحيرة ــ إمام الشفى

لا توجد قطع غيار للصيانة والإشارات متهالكة ويعبث بها مجهولون
هناك جرارات تعمل منذ 35 عاما ونحن «كبش الفداء» لمنظومة السكة الحديد
تلال القمامة تسبب كوارث على القضبان.. وظاهرة التسطيح.. وخفير المزلقان

 

«لم أر يوماً فى حياتى أصعب من هذا اليوم.. فقد رأيت الموت أنا وصديقى من هول الصدمة قبل أن ينجينا الله».. بهذه الكلمات بدأ «عطشجي» قطار حادث خط المناشى بالبحيرة، أحمد عبد المطلب الحفناوي، مساعد سائق القطار رقم 678 «إكسبريس» حواره مع «الأهرام» حيث روى لنا تفاصيل اللحظات الأخيرة من واقعة اصطدام قطارى «إيتاى البارود - القاهرة» قبيل محطة قطار أبوالخاوى بكوم حمادة ــ الأربعاء الماضى متأثرا بما حدث له قائلا :

توجهت الى محطة إيتاى البارود استعدادا لقيادة القطار برفقة زميلى شريف أحمد جابر قبل موعد تحرك القطار بثلاث ساعات لتسلم الجرار والاطمئنان على سلامته وسلامة العربات بصحبة الفنى وكذلك أجهزة القيادة وأهمها جهاز الكمبيوتر  والإبلاغ عن أية أعطال يتم اكتشافها، وتوجهنا للوضوء وصلاة ركعتين كالعادة قبل بدء الرحلة، وتحركنا بالقطار فى الساعة الحادية عشرة وخمسين دقيقة، فى طريقه إلى كوم حمادة ثم القاهرة كما هو مقرر للرحلة التى لا نعلم ان نهايتها ستكون بهذا الشكل المأساوي.

وبدأت الرحلة وانطلق القطار على سرعته المعتادة «30 كيلو ــ الساعة» المقررة للقطار عند بدء الحركة لتتوالى بعدها الزيادة فى السرعة حسب الإشارات الضوئية التى تعطيها السيمافورات على قضبان السكة الحديد بألوانها الأربعة، حتى وصل القطار محطة كوم حمادة ثم محطة واقد، وبعد انطلاق القطار من المحطة لمحت بعينى أمامنا قطار البضائع على نفس القضبان وبدأنا فى تخفيض السرعة، واستعملنا المنبه فى أقصى درجات صوته ثم أطلقنا صافرة طويلة متقطعة حيث كانت المسافة التى تفصلنا عن القطار نحو 500 متر وتحكم زميلى فى إمساك الفرامل محاولاً تفادى التصادم ولكن الوقت لم يسعفنا للانقاذ وكانت سرعة القطار حينها 55 كيلو / الساعة ما ساعد فى تخفيف حجم خسائر الحادث بشكل كبير.

وكانت المفاجأة الأخرى عندما رأينا قطار البضائع يتحرك بعد أن قام العامل بفتح التحويلة له وأصبح القطاران على قضيب واحد كل فى مواجهة الآخر، ما أدى إلى انفصال العربات الثلاث الأخيرة فى قطار الركاب والتى اصطدمت بقطار البضائع ولولا ستر الله لحدث مالا يحمد عقباه.

واكمل كلامه وكأنه يستعيد لحظات الصدمة والموت المؤكد: «بكل تركيز عند هذه اللحظة لم ادرك ماذا حدث فقد توقعنا الموت والنهاية وهذا ما أعادنى بالذاكرة الى نهاية عام 2016حيث شهدت المنطقة نفسها الخطأ نفسه فى التحويلة وأدى إلى وجود قطارين أحدهما داخلى والآخر للبضائع على نفس المسار بعدما سمح برج المراقبة له بالدخول ولكن العناية الإلهية أنقذت الموقف، وتصادف أن المحطة فى منطقة منحنية وهو ما سهل مهمته الصعبة فى تهدئة السرعة حتى استطاع إيقاف القطار وتفادى الكارثة التى كانت على وشك الحدوث».


وبدموع رهبة المشهد أبدى مساعد السائق حزنه الشديد على الضحايا، وقدم عزاءه لأسر الضحايا الابرياء، وأكد أن هذا المشهد أعاد لأذهاننا حادث قطار الإسكندرية الأخير، قائلا: «ان الموت ليس مشكلة فهو عندى أهون من دخول الحبس وتأنيب الضمير إذا كان لى يد فى مثل هذه الحوادث»، فنحن حسب وصفه «الحيطة المايلة» فى منظومة السكة الحديد ونتحمل كل فشل وندفع الثمن إما الموت أو السجن.

وأكد أن سائق القطار لا يقل أهمية عن الطيار وأنه من حقه أن يحظى بالاحترام والتقدير المادى والمعنوى حيث علق بقوله :» أخرج من منزلى «حاملا كفنى بين يدي» تاركا أسرتى فى انتظار عودتى سواء كنت سأعود سالماً أو جثة هامدة، وأن سائقى القطارات ليس لهم أى ذنب فى وقوع الحادث لأن السائقين يعملون فى ظروف صعبة فوسائل الأمان داخل الجرار نفسه تصل إلى 50 % ووسائل الأمان الأخرى غير مكتملة بدءا من أجهزة اللاسلكى وأجهزة التحكم الآلى غير المفعلة ما يضطر السائق إلى الاتصال بملاحظ البلوك طوال رحلته للاطمئنان إلى خلو السكة من العوارض، مشيراً إلى أن هناك جرارات تعمل منذ 35 عاماً وعفا عليها الزمن».

وأضاف ،»إن أكبر مشاكل هيئة السكك الحديد تكمن فى العجز فى قطع الغيار لتحقيق الصيانة اللازمة وبعض الإشارات أصبحت متهالكة وهناك احتمالات كبيرة لتكرار مثل هذه الحوادث بالإضافة إلى إنتشار الأسواق العشوائية على المزلقانات وقضبان القطارات، بخلاف من يلقون المخلفات حتى اختفت معالم القضبان والمزلقانات من كثرة القمامة»، وطالب بإنشاء غرفة عمليات تتحكم فى حركة القطارات على غرار باقى الدول لرصد تحركات القطارات ومتابعتها بالتنسيق مع السائق، وسرعة تطوير المنظومة بالكامل خاصة الإشارات المعطلة والتى يعبث بها مجهولون، وحتى لا يكون السائق «كبش فداء».

سألته : بصراحة هل يوجد أخطاء من السائقين.. وماذا عن عادات الركاب؟

يعترف الحفناوى بأن هناك بعض الأخطاء للسائقين تتسبب فى بعض الحوادث ترجع إلى عدم الالتزام بقواعد وأسس هيئة السكك الحديدية،

وأما عن عادات الركاب؟

فالجميع يعلم أن قطارات الغلابة لا يلتزم ركابها بقوانين وقواعد شرطة هيئة السكك الحديدية، كالتسطيح والوقوف بين عربات القطار، ما يعرض أرواحهم للخطر ، ويجب على شرطة السكك الحديدية أن تطبق فكرة مترو الأنفاق وألا يدخل أحد إلى المحطة الا وهو يحمل تذكرة، ويجب أيضاً تغليظ العقوبات على «المسطحاتية» وزيادة الحملات التفتيشية.

وهنا كشف لنا «العطشجي» مشكلة أخرى وتتمثل فى أن هناك عددا من المزلقانات، خاصة مزلقانات القرى ، لا يوجد بها عسكرى من شرطة النقل والمواصلات وكل الموجود بها خفير نظامى وفى كثير من الأحيان يكون من أهل القرية التى يعمل بها وأحيانا يترك المزلقان بعد الساعة التاسعة مساء ، ما يتسبب فى وقوع حوادث كثيرة، وأى خطأ يتسبب فيه سائق أو مساعد القطار يدفع ثمنه غاليا ويتحمل مسئولية سلامة الركاب وسلامة القطار ويحاسب عليه حسابا عسيرا، ولا يوجد عدل فى الحساب ومبدأ الثواب والعقاب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2018/03/07 07:29
    0-
    3+

    لا تلوموا العطشجى وعامل التحويلة بل لوموا الكبار
    العطشجى كلمة تركية تعبر عن العامل البسيط الذى يؤدى اعمالا روتينية لا تحتاج الى تفكير او ذكاء مثل ملء خزانات المياة او الوقود....أيضا عامل التحويلة هو رجل بسيط ودوما مشغول بإشعال النار صيفا وشتاء لمآرب شتى"تدفئة وعمل الشاى وتجهيز ولعة الشيشة والجوزة" ومتواجدين فى اماكن غير آدمية
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق