فى الوقت الذى يشتعل فيه الداخل الإسرائيلى بالمشاكل السياسية، وعلى رأسها الاتهامات بالفساد والأزمة الحكومية، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو والرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس محادثات فى واشنطن تناولت عدة قضايا أبرزها اعتراف واشنطن بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل والتصدى للنفوذ الإيرانى فى الشرق الأوسط، وذلك فى أول أيام زيارة نيتانياهو إلى الولايات المتحدة والتى تستمر أربعة أيام.
وقال نيتانياهو للصحفيين لدى مغادرته إسرائيل : «أعتزم مناقشة عدد من القضايا مع ترامب، لكن أهمها إيران وعدوانها وطموحاتها النووية وتصرفاتها العنيفة فى الشرق الأوسط بما فى ذلك على حدودنا ذاتها»، على حد تعبيره.
وناقش ترامب ونيتانياهو أيضا الجهود التى يقودها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكى لصياغة اقتراح للسلام مع الفلسطينيين وهو ما قال ترامب إنه قد يؤدى إلى «صفقة القرن»، ولكن محللين يرون أنه من الصعب توقع تحقيق أى تقدم فى عملية السلام مع تزايد غضب الفلسطينيين من الإدارة الأمريكية بعد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ومن المقرر أن يلقى نيتانياهو - الذى يعتبر ترامب «صديقه الحقيقي» - اليوم الثلاثاء كلمة أمام المؤتمر السنوى للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية»إيباك» أكبر لوبى إسرائيلى فى الولايات المتحدة، وسيشدد خلال كلمته على دور إيران التى تتهما إسرائيل بالسعى إلى بناء قواعد عسكرية لها فى سوريا.
وتأتى تلك الزيارة بعد يومين فقط من استجواب الشرطة الإسرائيلية لنيتانياهو يوم الجمعة الماضى على مدى خمس ساعات بشأن إحدى قضايا الفساد المتهم بتورطه فيها،ويرى محللون أنها قد تطيح به من رئاسة الحكومة.
وكانت الشرطة قد أوصت فى ١٣ فبراير الماضى بتوجيه الاتهام إلى نيتانياهو فى قضايا فساد واحتيال واستغلال السلطة فى تحقيقين منفصلين.وفى موازاة ذلك يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بداية أزمة حكومية قد تتسبب بإجراء انتخابات مبكرة. وأمام التشدد الإسرائيلى الأمريكى تجاه الاتفاق النووى مع إيران، وصل وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لو دوريان أمس إلى طهران للتشديد على التزام أوروبا بالاتفاق النووي، وليبلغ السلطات الإيرانية فى الوقت نفسه بضرورة معالجة الهواجس الغربية بشأن برنامجها للصواريخ الباليسيتية والأنشطة العسكرية فى الشرق الأوسط.
رابط دائم: