رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

محمد فوزى
شحات الغرام

مصطفى محرم


كان الصبي الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره ينتظر قدوم مولد السيد البدوي كل عام بشغف كبير. يستعيد أحداثه، يشتاق لأصوات الدفوف بإيقاعاتها العنيفة التي ترج كيانه وموسيقي المزامير وصوت المنشد الذي يتغلغل في داخله ويجد نفسه ينشد معه التواشيح التي حفظها لكثرة ترديدها. أيام المولد هي غذاؤه الروحي ينتظرها من العام للعام ولا تفارقه ذكراها.. تباعد بينه وبين الإقبال علي الدراسة.. يتخيل مدرسيه علي أنهم المنشدون.

كان محمد فوزى يعيش فى بيت يعشق الغناء فكثيرا ما كان يسمع أباه «حبس الحو» المتشدد فى تربيته هو واخواته وهو يردد بعض الأغانى هو وأمه وفاء من وراء باب حجرتهما.

تزوج أبوه أمه بعد أن سمعها تغنى فى أحد أفراح قريبة لها. جذبه جمال صوتها قبل أن يجذبه جمالها. تزوجها على امرأته التى أنجب منها عشرة أولاد. أنجب من وفاء خمسة كان فوزى أكبرهم وثلاث بنات هن بهيجة وحورية وزينب وشقيقه الأصغر زغلول.




أقام فوزى هو وأمه وأخوته فى كفر جندى بطنطا وكان الأب المشتغل بالزراعة يقوم بزيارتهم من حين لآخر. كان «حبس الحو» يتمنى أن يلتحق ابنه بعد الحصول على البكالوريا بكلية الطب. كان يريده طبيبا يفخر به ولكن فوزى الذى كان يتكرر رسوبه عاما بعد عام لا يفكر سوى فى الموسيقى والغناء. يلقى التشجيع فى المدرسة من مدرس الموسيقى الذى أعجبه صوته وأداؤه لأغانى محمد عبد الوهاب وأم كلثوم. وزاده حماسا الأستاذ محمد النجريللى خال صديقه أحمد توفيق عندما استمع إلى غنائه وطلب منه أن يدرس الموسيقى على أصولها فى معهد الموسيقى فى القاهرة. وعندما جاء الأستاذ مصطفى العقاد لحضور مولد السيد البدوى والتقى بفوزى فى بيت صديقه أحمد توفيق طلب منه الدراسة فسوف يكون له شأن كبير فى هذا المجال. يقوم فوزى بتكوين فرقة مع بعض الموسيقيين الهواة يقوم أحمد توفيق بجمعهم له. وتجوب هذه الفرقة شوارع طنطا لإحياء الحفلات حيث يقوم فوزى بإنشاد التواشيح وغناء ما يحفظه من أغانى محمد عبد الوهاب وأم كلثوم. وفى إحدى المرات يعترض هذه الفرقة الصغيرة أحد الفتوات ويفرض الحماية عليهم مقابل أن يحصل على جزء من أجرهم. وفى إحدى المرات بينما كان فوزى يغنى لمجموعة من الناس فى أحد السرادقات فإذا بأحد العساكر يقطع عليهم نشوة الطرب ويصيح بفوزى بأن ضابط القسم يريده. فما كان من الفتوة إلا أن اعترض وأقسم بالطلاق أن يستمر فوزى فى الغناء وأيده فى ذلك جمهور المستمعين فيضطر العسكرى إلى الانصراف ولكنه ما يلبث أن يعود ومعه ثلاثة من العساكر. وقامت مشاجرة من العيار الثقيل اشترك فيها مجموعة من المطربين القدامى الذين كانوا يحقدون على فوزى فسارع العسكرى وأنقذه منهم وقاده إلى قسم البوليس. وعند وصول فوزى إلى القسم وجد أفراد فرقته الموسيقية قابعين أمام الضابط الذى أعلن له عن سبب استدعائه. فهو يعرف أنه من عائلة كبيرة وكان يريد أن ينصحه بأن ليس هذا مقامه حتى يغنى أمام ناس سوابق وفتوات.

ويعلم الأب «حبس الحو» بما حدث فيثور على ابنه ويهدده بأنه لو رسب هذا العام فسوف يأخذه إلى قريتهم فى كفر أبو جندى ويلحقه بالفلاحة مع بقية إخوته. ويرسب فوزى مرة أخرى ويدرك أن المدرسة سوف تقوم بفصله. وفى طريق العودة إلى البيت يخبر صديقه أحمد توفيق بأنه قرر السفر إلى القاهرة فهو لن يقبل أن يعمل بالفلاحة. ويحاول صديقه أن يخفف عنه ويخبره بأن أمه التى تحبه بجنون سوف تقنع أباه بألا يجعله يفلح الأرض لأنه ابنها الذى تحبه وتطلب منه أن يجعله يحاول مرة أخرى فى دراسته. ولكن فوزى يصر على موقفه. وتبكى الأم لأن ابنها الأثير لقلبها يريد أن يتركها ويذهب إلى القاهرة، وتحاول أن تثنيه ولكن بلا فائدة ويخبرها بأنه كان ينوى الهرب ولكن لشدة حبه لها قرر أن يخبرها. وتقدم له الأم مبلغا من المال يستعين به فيطلب منها ألا تخبر أحدا من إخوته ولا تخبر أباه عن طريقه وسوف تعلم أخباره عن طريق صديقه أحمد توفيق.




يسافر محمد فوزى إلى القاهرة ليبدأ رحلته الفنية من صالة توتو عزوز المتواضعة حيث يتعرف هناك على الراقصة حكمت فهمى التى تعطف عليه وتدعوه إلى العوامة التى تقيم فيها حيث يأتى فى سهراتها أصدقاؤها من أثرياء المصريين ومن ضباط الجيش البريطانى فى مصر فكان فوزى يقوم بالغناء فى تلك السهرات بينما ترقص حكمت.

وتلتحق بفرقة توتو عزوز راقصة صغيرة تدعى لولا حيث ترقص مع المجموعة. ويقع فوزى فى حب هذه الراقصة وتقع هى الأخرى فى حبه ثم يتزوجان ويكونان هما الاثنين فرقة ويسافران إلى الاسكندرية ويعملان هناك وعندما تحمل لولا يعودان إلى القاهرة. وتنجب له لولا طفلة يسميها وفاء على اسم أمه ولكن الطفلة تموت ثم تموت لولا أيضا. ويحزن عليهما فوزى حزنا شديدا حتى أنه يكره الاشتغال بالفن ويعود إلى أسرته.

ولكن الأم تحاول أن ترفع من روحه المعنوية وتطلب منه ألا يستسلم لأحزانه وعليه أن يواصل ما بدأ وألا يسيطر عليه الحزن فقد وضع قدمه على أول الطريق فلا يتراجع ورغم أنها تتمنى دائما أن يظل إلى جوارها ولكن مستقبله وفنه عندها أهم من كل شىء.

ويعود فوزى إلى القاهرة ويقيم مع صديقه أحمد توفيق الذى التحق بالعمل فى إحدى المصالح الحكومية بعد أن حصل على شهادة البكالوريا.

وعن طريق حكمت فهمى يلتحق محمد فوزى بفرقة بديعة مصابنى حيث يتعرف على الكثيرين من نجوم الغناء والرقص مثل إبراهيم حمودة وعبد الغنى السيد ومحمد عبد المطلب وتحية كاريوكا وسامية جمال. ويلاحظ فوزى صرامة بديعة مصابنى فى الإدارة حتى إنها ترفض العلاقات العاطفية والزواج بين العاملين عندها لأن هذا يؤثر على سير العمل. ويقوم فوزى بمصاحبة تحية كاريوكا فى تابلوهات غنائية راقصة تلقى نجاحا وذلك لإبداع فوزى نوعا جديدا من الموسيقى الراقصة التى تعتمد على إيقاعات متنوعة تختلف عن الموسيقى النمطية ذات الجمل الموسيقية الطويلة التى كانت شائعة فى ذلك الوقت. وأعجبت بديعة بهذا الأسلوب الجديد من الموسيقى والغناء الذى لقى استجابة كبيرة من زبائنها حتى إنها طلبت من فوزى أن يلحن لها استعراضا هى الأخري.

وفى ذلك الوقت كان المفروض أن يقوم إبراهيم حمودة ببطولة أوبريت شهرزاد أمام رجاء عبده ولكن الظروف جعلت إبراهيم حمودة يعتذر عن عدم بطولة الأوبريت وترشيح محمد فوزي. وعندما يعرض الأمر على فاطمة رشدى يشعر بالحرج إلا أنها تشجعه على القيام ببطولة الأوبريت الذى سيعرض على مسرح دار الأوبرا وتعده بأنها سوف تحضر ليلة الافتتاح وتصفق له.

وينجح محمد فوزى فى بطولة أوبريت شهرزاد ويلمع اسمه كممثل ومطرب وعندما يقوم بالتلحين لعبد الغنى السيد تذاع أغنيته فى الاذاعة وتتوالى ألحانه التى تغير من شكل الأغنية وأداء المطربين. ويمرض الأب «حبس الحو» وقبل أن يموت يطلب رؤية ابنه فوزي. ويقوم أحمد توفيق بإبلاغ فوزى برغبة أبيه فيسارع فوزى إلى طنطا ولكنه يصل متأخرا بعد دفن أبيه فيقف على قبره حزينا ويعتذر له إذا كان قد أخطأ فى حقه.

وفى إحدى المرات يصحب تحية كاريوكا إلى احدى دور السينما حيث يشاهد فيلما بطولة مديحة يسرى ويبدى فوزى إعجابه الشديد بجمال مديحة يسرى خاصة عينيها الجميلتين فتسأله وهى تبتسم فى استنكار هل زاغت عيناك عليها.. ألا تعلم أنها متزوجة من أحمد سالم؟

فيجيبها فوزى بحسرة: «وحتى لو كانت مش متجوزة.. أنا فين وهى فين؟».


ويقع فوزى فى غرام جارته هدايت وهى تلميذة فى المدرسة الثانوية. وينجح خالها الدكتور رفعت فى إقناع والد ووالدة هدايت بالموافقة على زواجها من محمد فوزى الذى يتوقع له مستقبلا باهرا.

وتأتى لمحمد فوزى الفرصة التى كان ينتظرها بفارغ صبر وهى العمل فى السينما فإذا بيوسف وهبى يرسل له ليعمل فى فيلم «سيف الجلاد» وكم كانت فرحته حتى إنه يصف زوجته بأنها «وش السعد». وبعد ذلك يرسل له المخرج أحمد بدرخان من أجل العمل فى فيلم «قبلة فى لبنان» مع مديحة يسرى حتى إنه لا يصدق فى أول الأمر.. هل يتحقق حلمه ويعمل مع فاتنته التى كان يحلم بأن يراها. وتتوالى بعد ذلك الأفلام فيعمل مع نور الهدى فى فيلم «مجد ودموع» وتتوطد علاقته بنور الهدى وأبيها ويعمل معها فى فيلم «قبلنى يا أبي».

ويتفاءل محمد فوزى بزوجته هدايت فمنذ أن عرفها وهو يحقق فى عمله كمطرب وملحن وممثل سينمائى نجاحا وراء نجاح وأصبحت ألحانه السريعة الإيقاع التى تمتاز بالبساطة والحيوية التى يؤديها بإحساس الحياة الصادق ويدخل دائما فى موسيقاها الآلات الغربية الحديثة حتى إنها كانت تشجع من يستمع إليها أن يرقص عليها واعتاد هو أن يرقص عليها فى أفلامه.

قام صديقه الصدوق المخرج حلمى رفلة بإقناعه بأن يؤسس شركته لإنتاج الأفلام السينمائية وكان فيلم: «العقل فى إجازة» باكورة انتاجه حيث أصر على أن تكون شادية هى بطلة الفيلم وهو الذى اختار لها اسم الشهرة.

ويفاجأ فوزى فى إحدى المرات وهو يستمع إلى الراديو بصوت مغنية يشبه صوت أخته بهيجة فيثور لذلك فليس من تقاليد عائلتهم أن تغنى نساؤهم. وتحاول هدايت أن تقنعه بأنه يشبه صوت أخته بهيجة ولكنها ليست بهيجة التى تغني، ولكن فوزى يصر على أنها أخته وإن كان اسمها قد تغير إلى هدى سلطان. وإذا به يتحول إلى شخصية أبيه «حبس الحو» عندما كان يسمعه يغنى أو يعلم أنه يريد أن يدرس الموسيقي. ويذهب فوزى إلى حيث تسكن أخته بهيجة التى أصبح اسمها هدى سلطان ويهددها بالقتل إذا عادت للغناء مرة أخري.




وتنجب هدايت ابنهما نبيل رغم أن محمد فوزى كان يتمنى أن تنجب زوجته ابنة ليسميها باسم أمه، ويعلو نجم فوزى أكثر ويصبح معبود النساء وتشعر زوجته بذلك فتدب الغيرة فى داخلها خاصة عندما يعمل فى الأفلام السينمائية مع كاميليا ومديحة يسري.

ويحرص فوزى على أن تكون معظم أفلامه من بطولة مديحة يسرى وتتوطد علاقته بزوجها المخرج والممثل والمنتج أحمد سالم حتى إنه يجعله يقوم بتلحين بعض أغنيات فيلم «الماضى المجهول» الذى قامت ببطولته ليلى مراد وكانت أمنية فوزى أن يقوم بالتلحين لها وذلك لإعجابه الشديد بصوتها فكانت ألحان فوزى هى التى جعلت ليلى مراد تتحمس لبطولة هذا الفيلم رغم اعتراض أنور وجدى وذلك لغيرته الشديدة من أحمد سالم. وعند وفاة أحمد سالم يظل فوزى إلى جوار مديحة يسرى يواسيها لمدة أربعة أيام، فتحوم شكوك هدايت كلها حول مديحة يسري. وتحيل عذاب الغيرة إلى فوزى الذى يقسم لها بأنه لا يحب أى واحدة غيرها، وتدرك هدايت بعد أن تكون قد أنجبت له نبيل وسمير ومنير وهى تلمس مدى حبه لأولاده أن حبها الكبير لزوجها يحتاج إلى تضحية منها. وأدركت أن غيرتها هذه كفيلة بتدميره ولذلك فليس هنالك حل سوى الطلاق. ويتزوج فوزى من مديحة يسرى حيث يكون الوسيط فى هذا الزواج صديقه حلمى رفلة . وقبل أن يعقد المأذون عقد الزواج تشترط عليه مديحة بأنها لن تعطيه الفرصة لإثارة غيرتها ولكن إذا اكتشفت أنه يعرف غيرها فسوف تطلب منه الطلاق ولا محالة.

ويبدأ فوزى مرحلة جديدة حيث يكون أول من أنتج فيلمين بالألوان ولكنهما لم يحققا تكاليفهما رغم الاستعراضات الغنائية التى كانت تنافس وتتفوق على الاستعراضات التى نجدها فى أفلام فريد الأطرش. وبرع محمد فوزى فى تلحين أغانى الدويتو بل والتى يشترك فيها أكثر من اثنين حيث يشترك فى أدائها ثلاثة أشخاص وكانت ليلى مراد وشادية وصباح واتسم هذا النوع من الأغانى بالإيقاع السريع والجمل القصيرة مع إعطاء الفرصة لاسترداد الأنفاس بقطعة لكل واحد أشبه بالمونولوج حيث تكون خلاصة موضوع الديالوج يعقبها الختام.

ويخوض فوزى مجالا جديدا فى التلحين وهو تلحين الأغانى الفرانكو آراب حيث بدأها بالأغنية الشهيرة «يا مصطفى يا مصطفي» وسافر إلى فرنسا لإقناع صديقته المغنية داليدا بأن تغنى الأغنية ولكن زوجها مدير أعمالها ومنتج أغنياتها رفض فأحالته إلى أخيها الذى قام بأداء الأغنية حيث حققت نجاحا كبيرا. وأعقبها بعد ذلك بأغان أخري. وقد جعلته هذه الأغانى يفكر فى انشاء مصنع للأسطوانات تحت اسم «مصرفون» وهو أول مصنع أسطوانات يملكه مصري. ووضع فى هذا المصنع الذى شاركه فيه أجنبى بنسبة أصغر كل ما يملك حتى إنه باع قطعة أرض كان قد ورثها عن أبيه. وأقبل المطربون والمطربات على تسجيل أغانيهم «لشركة مصرفون» حتى إن السيدة أم كلثوم قررت أن تعطيه حق تسجيل كل أغنياتها. تتصل كريمة الشهيرة بفاتنة المعادى بفوزى حيث قررت أن تجرب حظها فى الغناء على يد بليغ حمدى بعد ما لم تجد طموحها فى التمثيل وذلك على أن يسجل لها فوزى الأغنية. وبالفعل يقابلها فوزى فى بيتها حيث تسحره بفتنتها فيعدها بما أنها تجيد الفرنسية فسوف يلحن لها أغنية من نوع الفرانكو آراب. وتأتى أليساندرا وهى مغنية فرنسية رشحتها داليدا لفوزى أثناء وجوده فى باريس لتغنى لشركته أغانى الفرانكو آراب. فيقع فوزى أسير جمالها وفتنتها ويدعوها لزيارة مصر. ويحجز لها فوزى حجرة فى فندق مينا هاوس ويذهب إليها كل ليلة للعشاء والسهر معها دون أن يخبر زوجته مديحة. وتعلم كريمة بما يدور بين أليساندرا وفوزى وأنه يقوم بتحفيظها الأغنية الفرانكو آراب التى كان قد وعدها بها.

وتذهب كريمة إلى مديحة يسرى وتشكو لها ما حدث من فوزى معها وكيف أنه أعطى الأغنية للمطربة الفرنسية التى تقيم فى الميناهاوس ويذهب إليها كل ليلة.

وفى تلك الليلة تذهب مديحة إلى فندق الميناهاوس حيث ترى زوجها وهو يرقص مع الفرنسية الفاتنة رقصة حالمة وبعد الرقصة يتجهان إلى مائدتهما حيث العشاء ويفاجأ فوزى بزوجته أمامه فيبدو عليه الارتباك الشديد وتكتفى مديحة بأن تسأله من تكون هذه المرأة ودون أن تنتظر منه اجابة تتركه وتنصرف.

وعندما يعود فوزى إلى البيت ويحاول أن يشرح لها علاقته بالمرأة الفرنسية تطلب منه مديحة الطلاق. ويعيش فوزى بعد طلاق مديحة فى ضياع رغم أنها وعدته بأنهما سوف يكونان بمثابة صديقين. وفى هذه الفترة تحوم حوله كريمة حيث يجدها دائما أمامه وإلى جواره. وعندما تموت أمه ويحزن عليها حتى أنه كان يذهب كل يوم لزيارة قبرها ووضع الزهور عليه كانت كريمة إلى جواره لمدة أربعين يوما. فيعرض عليها الزواج ولكن بشرط ألا تعمل بالتمثيل أو الغناء فتوافق على ذلك.

ويزوره الملحن الشاب بليغ حمدى ويعثر على الورقة التى بها كلمات الأغنية وكانت قد أرسلتها إليه أم كلثوم وهى من تأليف عبد الوهاب محمد وذلك ليقوم بتلحينها. فينهض بليغ حمدى ويجلس أمامه البيانو ويقوم بتلحين المقطع الأول للأغنية وعندما يخرج فوزى من الداخل للترحيب به يستمع إلى الجزء الذى قام بتلحينه بليغ فيبدى اعجابه به ويطلب منه اكمال اللحن. أما هو فسوف يبحث لها عن كلمات أغنية أخرى ليقوم بتلحينها. وبعد تأميم كل الشركات الأجنبية ومن بينها »شركة مصرفون« التى يملك فوزى منها 51% والمستثمر الأجنبى 49% وتكون الصدمة قوية بالنسبة لفوزى ولكنه يخفى الأمر على زوجته كريمة. ويتولى إدارة الشركة أحد ضباط الجيش يدعى العميد بدر. وبالطبع يرفض فوزى البقاء فى الشركة فيستدعيه الضابط ويخبره بأنه أصدر قرارا بفصله لأنه تغيب عن الحضور. ويلومه صديقه حلمى رفلة لأنه ذهب مرة أخرى إلى الشركة فإن عليه أن ينساها ويعوضها بفنه. فيخبره فوزى فى حسرة بأنه وضع كل أحلامه وشقا عمره فى هذه الشركة.

ويجلس مع صديق عمره حلمى رفلة وقد سيطر عليه اليأس والأسى فقد أصبح لا يوجد مصنع الاسطوانات ولا استوديو التسجيلات ولم يعد هناك محمد فوزي. فيوافقه حلمى رفلة على أنه ليس هناك مصنع الاسطوانات ولا استوديو التسجيلات ويوجد هناك ألف لواء فى الجيش لكن يوجد محمد فوزى واحد فى مصر وكل البلاد العربية وإذا كان عبد الناصر أمم كل ذلك فإنه لا يستطيع أن يؤمم محمد فوزى وفن محمد فوزي. ويدهم مرض غريب محمد فوزى ويحتار الأطباء فى مصر وانجلترا وأمريكا فى علاجه. وفى انجلترا يخبر زوجته كريمة بأنه سيعود إلى مصر وأن الأطباء وجدوا انه لا داعى لبقائه فقد كتبوا له الأدوية التى سوف يسير عليها. وفى مطار القاهرة يكون فى استقباله أولاده ومديحة يسرى وحلمى رفلة وهدى سلطان وتحية كاريوكا وهدايت وهم يحملون الورود فرحين بعودته بالسلامة. بعد أيام يموت فوزى وسط الحزن الشديد لزوجاته الثلاث وأولاده واخوته وأصدقائه جميعا وشيعت جنازته وسط جمع غفير من محبى فنه. وتقود هدايت المشيعين إلى مقبرة فوزى وتنثر عليها الورد الأبيض بينما تتساقط دموعها لتروى أوراق الورد.


فى الشهر الماضى منحته دولة الجزائر فى ذكراه أرفع وسام فى الدولة من أجل تلحينه النشيد القومى الجزائرى وتأليف السلام الوطنى الجزائري.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    إيهاب
    2018/03/02 10:02
    0-
    0+

    فوزى ممثل يثير بسمتك رغم أنه ليس كومديان
    ملحن موسيقار سابق عصره رائد فذ ومبدع نغماته عذبه صوته شجى يصنع ألحانا تستعصى على غيره مهما علت قامته .....هل بوسع جهابذة التلحين وضع ترنينات دويتوا شحات الغرام غنائه والمطربه الجليله ليلى مراد .......مطرب وممثل باسم طيب القلب ينال حب المصريين جميعا ...وبعض الشباب يحظى بإعجابهم رغم عدم معاصرتهم له
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق