رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المطران «هيلاريون كابوتشى».. أيقونة المقاومة الفلسطينية

جيهان فوزى

المطران «إيلاريون كبوجى» أو «هيلاريون كابوتشى» كما يطلق عليه «أيقونة المقاومة الفلسطينية». رجل دين مسيحى سورى ولد فى حلب1922، وأصبح مطرانا لكنيسة الروم الكاثوليك فى القدس 1965, واشتهر بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الاسرائيلى فى فلسطين وعمل سرا على دعم المقاومة. فاعتقلته سلطات الاحتلال فى أغسطس 1974فى أثناء محاولته تهريب أسلحة للمقاومة وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن 12 عاما, وأفرج عنه بعد أربع سنوات بوساطة الفاتيكان، وأبعد عن فلسطين نوفمبر 1978 إلى أمريكا اللاتينية، ثم نقل إلى روما حتى وفاته 1 يناير 2017. ومذكرات المطران ومسيرته النضالية يرويها الصحفيان اللبنانيان «أنطوان فرنسيس» و«سركيس أبو زيد» تخليدا لذكرى مناضل كبير قضى حياته مدافعا عن فلسطين ومدينة القدس، ويوثق الكتاب مراحل حياته، ومواقفه السياسية، وظروف اعتقاله ومحاكمته ورحلة عذابه الشاقة داخل سجنه فى روما عام 1979 معززة بمجموعة من الرسائل والشهادات والصور. واستعرض الفترة التى كان فيها المطران أسقفا للقدس عن طائفة الروم الكاثوليك، وهو العام نفسه الذى تحولت فيه القضية الفلسطينية من قضية لاجئين إلى ثورة، وانطلقت أولى عمليات فتح الفدائية، ولم يكن لأسقف القدس حينها أى علاقة بالفدائيين,غير أن نكسة 1967 واحتلال اسرائيل القدس والضفة الغربية كانت نقطة تحول فارقة فى حياته، فقرر مساعدة الفدائيين، ومقاومة الاحتلال، وأسس أول خلية فدائية داخل القدس، ونسق مع المقاومة فى الخارج. ومنذ ذلك الحين نشأت بين المطران كابوتشى والزعيمين الفلسطينيين أبو فراس وأبو جهاد علاقة متينة، فراح يعبر الحدود بين لبنان والأردن وفلسطين وينسق بين شبكة المقاومة فى الأرض المحتلة وقيادتها فى الخارج، وكان همزة الوصل بينهما واستمرت رحلاته المكوكية السرية أكثر من 6 سنوات حتى ألقى القبض عليه فى 1974 وضبطت كمية من الأسلحة والمتفجرات فى سياراته الدبلوماسية .

ويعود الكتاب لذكريات طفولة المطران وشبابه ومدينة حلب، وحياته الأسرية، وكيف كان طفلا مشاكسا فى البيت والمدرسة، وانتقاله من بيته الحلبى الصغير إلى المدرسة الداخلية فتحول «بوجى» المشاغب إلى جورج كبوجى النظامى، وأصبح كاهنا لا طبيبا ولا مهندسا, وعشق فلسطين وهو طالب اكليريكيا فى السابعة عشرة، وانتقل إلى القدس ليتم إعداده للكهنوت, ومعايشته نكبة 1948 ومشاهدته مآسى النزوح عن قرب، وجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني, ثم عودته إلى وطنه سوريا عام 1952 ومكوثه فيها عشر سنوات، ثم انتخابه رئيسا للرهبانية الباسيلية الحلبية عام 1962، واستقراره فى لبنان، ثم انتخابه مطرانا للقدس أغسطس 1965 ومعايشته النكسة، ومآسى التهجير مجددا، وانتهاك الاحتلال للمقدسات وسخريتهم من الشعائر والطقوس المسيحية.

ويتناول الكتاب نضال المطران خلال وجوده فى القدس، وعجز الاحتلال الاسرائيلى عن فعل شئ ضده شخصيا لأنه رجل دين مسيحى يدافع عن وجوده، ومحاولاتهم الحثيثة لاستمالته, ومرحلة الاعتقال والتحقيق والاستجواب الطويل والمحاكمة المضنية التى أفضت إلى الحكم عليه بالسجن 12 عاما قضى منها أربع سنوات ذاق خلالها مر العذاب والقهر، وكاد يلفظ أنفاسه على أرض زنزانة نتنة، لولا تدخل الفاتيكان لاطلاق سراحه. ويخصص فصلا لرسائله من السجن، والتى سُربت إلى الصحف وعجزت إدارة السجن عن كشف طريقة تهريبها، ومنها رسائل موجهة إلى بطريرك انطاكية القدس، ووالدته، والزعيم ياسر عرفات، والرئيس العراقى أحمد حسن البكر, إضافة إلى ما كتبته الصحف العربية والعالمية والاسرائيلية بالتفصيل عن مواقفه البطولية ضد الاحتلال، وخطابه الذى ألقاه فى القدس بمناسبة عيد الأم، وأكد فيه عروبة القدس، وذكْرت أن قضية المطران أضافت إلى صفات الكفاح المسلح صفة أخرى فأصبح مقدسا أيضا, وقصة خروجه من المعتقل صامدا كما دخله، رافعا هامته، لكن حزنه على مفارقة فلسطين والقدس كان أكبر من احتماله يوم تقرر نفيه إلى روما، واشتراط عدم ذهابه إلى الدول العربية، أو التحدث عن أى أمر يتعلق بفلسطين, فشعر أنه مشلول الحركة، وحينها قرر تحدى اسرائيل، وأن يحرر الفاتيكان من التزاماته، قال المطران «هيلاريون كابوتشى»: «أنا سورى المولد، فلسطينى الهوية، قلبى فى لبنان، وعربى الانتماء، وحرصت ألا أستقر فى بلد عربى دعيت للاقامة فيه، لأننى التزمت المنفى حتى تحرير القدس لأكون ضمن حق العودة لكل الشعب الفلسطينى».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق