رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جميلة وزينب.. وجهان لعملة واحدة من النضال

د.سامية أبو النصر

قد يكون هناك وجه تشابه بين مناضلتين عاشتا قصص كفاح من أجل تحرير الوطن.. فهناك تشابه فى نضال المرأتين اللتين بحثتا عن حرية وطن، وتشابه فى تاريخ حافل بالتضحية والإيثار جمع بينهما.. وهاتان المناضلتان هما رمزان استطاعا تعليم الجميع المعنى الحقيقى للوطن.. أما أن يكون وجه التشابه بينهما أيضا فى ملامح الوجه التى تنطق بالإصرار والتحدى فتلك هى المفارقة العجيبة.. هذا التشابه وضح جليا عندما التقينا بالمناضلة الجزائرية جميلةً بوحيرد  والمناضلة البورسعيدية زينب الكفراوى فى أثناء تكريمهما من قبل المجلس القومى للمرأة عند زيارة المناضلة الجزائرية مصر..

وحين يُسمع اسم جميلة بوحيرد نستحضر دائماً أسمى معانى النضال والتضحية والشجاعة.. ونستلهم روح البطولة من مناضلة تنتمى إلى بلد المليون شهيد.. فضلا عن المكانة الكبيرة التى تحتلها فى قلوب الشعب المصرى والعربى.. هذه المناضلة العظيمة التى علمت الجميع معانى الفداء..علمتنا كيف أن التضحية بالروح تهون فداءً للوطن.. علمتنا الشجاعة.. البسالة.. البطولة فى مواجهة المحتل.. علمتنا قيمة المقاومة حتى ينتصر الوطن عندما أسهمت بشكل مباشر فى الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسى. وصارت رمزاً خالداً للكفاح من أجل الحرية.. 

«جميلة بوحيرد» هى الأشهر على الإطلاق عندما يذكر العرب اسماً  لمناضلة.. كانت ملهمة للشعراء بما يقارب 70 قصيدة كتبها شعراء فى الوطن العربى عنها وكرمها الرئيس جمال عبد الناصر عندما زارت القاهرة سنة 1962 بعد نجاح الثورة الجزائرية وخروجها من السجن، ولقد عبرت عن سعادتها لوجودها فى مصر وتكريمها فى المجلس القومى للمرأة،  وقالت عندما كنا صغارا كنا دائما نحلم بمصر وزيارة مصر..

وقالت إننى لن أنسى تضامن الشعب المصرى مع قضية الشعب الجزائرى وثورته ضد الاحتلال الفرنسى.

بطلة من بور سعيد

وهاهى زينب الكفراوى بطلة المقاومة الشعبية فى بورسعيد أول من انضمت إلى معسكرات الحرس الوطنى للتدريب على القتال وحمل السلاح عام1954 ، ثم بدأت حملة جمع تبرعات لتسليح الجيش تحت شعار «سلح جيش أوطانك واتبرع لسلاحه علشانى وعلشانك»،  وحملت السلاح دفاعا عن مدينتها الباسلة ووطنها الكبير خلال العدوان الثلاثى.. كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاح المشروعات القومية فى بور سعيد احتفالا بعيدها القومى، كما كرمها مرة أخرى خلال لقائه أبطال حرب الاستنزاف على هامش المؤتمر الثالث للشباب فى الإسماعيلية.. فقد عاشت 18 عاما فى الجزائر وكانت ضمن وفد من المدرسين المصريين قام بتدريس اللغة العربية للجزائريين، وبعد العدوان الثلاثى على مصر كان أمام الشعب هدف واحد ألا وهو حماية البلاد من أى مستعمر، قائلة كنا نتدرب على حمل السلاح ونساعد ونعاون الشرطة من أجل الدفاع عن بلدنا، وكنا نعيش فى ظروف بالغة الصعوبة، فهى قصة كفاح مدينة بأكملها (بورسعيد).. فقد وقفنا يدا واحدة حتى تم القضاء على الاحتلال. .وأضافت أنهم كانوا يتدربون على الدفاع المدنى فى المدارس لمقاومة الاحتلال الذى دخل البلد بالدبابات، مضيفة أن الشعب تجمع بجانب الفدائيين الذين أرسلتهم الدولة لمقاومة الاحتلال، وكنا نجمع من أهالى بورسعيد المال لمساعدة الفدائيين على المقاومة بالإضافة إلى توزيع المنشورات المناهضة للعدوان الثلائى، ولقد قاومنا الاحتلال مع قلة الإمكانيات دون الخوف من قوات الاحتلال التى كانت تراقب كل من ينضم إلى الفدائيين..

وأشارت الكفراوى إلى أن كفاح الجزائر معروف لدى الجميع وكان للمرأة الجزائرية دور كبير فى المقاومة ضد الاستعمار، ولا يمكن أن ننسى الدور الرائع الذى قامت به المناضلة جميلة بو حيرد وتأثير نضالها على العالم العربى ككل، مشيرة إلى أن مصر والعالم العربى وقفا الى جانب الجزائر فى كفاحها ضد الاستعمار واعتبرها مثالا للكفاح العربى، وأضافت أن كفاح المرأة المصرية والعربية لا يمكن لأحد نكرانه، خاصة أن الطلاب والطالبات فى المدارس والجامعات فى مصر خرجوا فى ذلك الوقت فى تجمعات للتعبير عن مساندتهم لثورة الجزائر.. وعن نشأتها قالت: إن والدى كان ضابط شرطة وقد علمنى هو ووالدتى الجرأة والشجاعة وألا أخاف من قول الحق.. كنت رئيس المجموعة النسائية عام 1956 كما كنت فى الحرس الوطنى. وأرسلنا للرئيس جمال عبد الناصر الصور والوثائق لما كان يحدث فى بورسعيد من قبل الإنجليز وأرسلها للأمم المتحدة.. وعلقت على الوضع الحالى بقولها: إن الجيش يحارب الآن ولكن الشعب لا يشعر بشىء.. فيجب أن يشعر الشعب بأن البلد فى حرب، وأرفض حالة السخط من ارتفاع الأسعار، فيجب أن يصبر الشعب ويتحمل وكفانا حرب المعلومات التى تشكك فى كل شىء.. فمن يقدم أى شىء للبلد لا ينتظر الجزاء إلا من عند الله .

وأخيرا قالت إن النساء هن الأقدر على حماية هذا البلد من خلال توعية أبنائهن وتثقيفهن ..

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    ابو العز
    2018/02/24 10:00
    0-
    1+

    المرأة العربية
    ما زالت قمة في العطاء والفداء والتضحية ومهما تقلبت العصور واختلفت صور الجهاد الى الأم المحتسبة ابناءها شهداء في سبيل الوطن في فلسطين وسوريا والعراق وليبيا واليمن وفي كل بقعة غالية من الأرض العربية .
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق