السياحة هى أحد شرايين الحياة لمصر، فهى الأهم كمصدر للدخل القومى ولاشك أنه فى الفترة الأخيرة تكاتف الجميع من أجل الاهتمام بها وتطويرها ولكن وسط هذا الاهتمام ..نجد أحيانا بعض الظواهر التى قد تنعكس سلبيا على هذه المجهودات منها ما ترصده السطور التالية تحديداً فى منطقة ترعة المريوطية هذا الطريق الحيوى الذى يسلكه السائح فى طريقه إلى هرم سقارة، وبه عدد من الفنادق المهمة وعلى الرغم من ذلك يعانى العديد من مظاهر الإهمال.
تلوثا بيئيا وسمعيا.
التقينا عددا من أهالى المنطقة الغيورين على السياحة فى مصر، والمضارين من سوء الحالة التى وصلت إليها هذه المنطقة، التى كانت من قبل قبلة للباحثين عن الهدوء والهواء النقي..حيث تقول فاتن بركات إحدى سكان المنطقة أسكن فى شارع المريوطية منذ فترة طويلة، وبعد أن كنا نصحو على أصوات العصافير، ونتنفس الهواء النقي، أصبحنا نصحو على روائح الدخان المتصاعد من حرق القمامة وأصوات الصخب والضجيج.. فطريق ترعة المريوطية تحول إلى طريق مليء بالتلوث البيئى والسمعي، فهناك ماكينة تسحب المجارى والمخلفات من الترعة لتلقيها على جانبى الطريق، مما يسبب روائح كريهة، ناهيك عن الظلام الدامس ليلاً والذى يسبب سقوط العديد من السيارات فى الترعة بسبب ارتطامها بسيارات على جانبى الطريق، فلا توجد إنارة فوق الكوبرى أو أسفله.
أما وجدى السيد أحد سكان المنطقة فيقول : أكوام القمامة منتشرة على جانبى الطريق من منزل الدائرى «المعادي» وانتهاءً بطريق سقارة.. فعندما ينزل قاطن المنطقة من بيته صباحاً، يجد فور خروجه سحابة من الأدخنة الكثيفة المتصاعدة نتيجة حرق القمامة، وأصوات آلات تنبيه السيارات التى لا تتوقف، وبركا من المستنقعات من المياه الملوثة ناهيك عن الـ«توك توك» المنتشر كالجراد والذى يسبب حوادث كثيرة، ويتبادل سائقوه وركابه الألفاظ النابية، وفى المساء نجد متعاطيى المخدرات منتشرين فى كل مكان على جانبى الطريق .
هالة السيد تشكو فى حسرة من هذا الطريق الذى كان ينعم بالهدوء والنظافة، لكنه تحول إلى طريق مهمل يثير الخجل أمام السائحين المارين يومياً فى طريقهم إلى هرم سقارة وتقع أعينهم على أكوام قمامة، ومستنقعات وحشرات وحيوانات ضالة تثير الذعر للمارة فى كل وقت ليلاً ونهاراً، وللأسف الترعة تمثل مصدر تلوث رهيبا للسكان وبسببها تتفشى الأمراض.
حملنا تلك المشكلات إلى اللواء إبراهيم عبد العاطى رئيس حى الهرم الذى أكد أن المشكلة المنتشرة فى هذا الطريق وغيره، هى فى الأساس ثقافة المواطن، فللأسف البعض اعتاد إلقاء القمامة فى نهر النيل وفروعه والترع والمصارف، وبالتالى نعانى من شدة تلوثها بسبب النفايات والمخلفات التى تلقى فى الترعة، وكل فترة تقوم وزارة الرى بتطهير هذا المجرى المائي، وتضع المخلفات على الجوانب وبالتبعية يقوم بعض معدومى الضمير بإلقاء المخلفات فوق هذه الأكوام لتتحول إلى تلال من النفايات والقمامة، وهذا سلوك نحاول جاهدين السيطرة عليه، عن طريق عمل دوريات ليلية لضبط هؤلاء المخالفين وتوقيع الغرامات والمخالفات عليهم، ويصل الأمر لمصادرة السيارة التى تلقى المخالفات، ومن بين العقوبات إجبار المخالفين على إزالة المخلفات بنقلها بسياراتهم عدة مرات، ودائما فى أى منظومة العنصر البشرى هو الأهم والأصعب فى كل عملية بناء.. أما بالنسبة لانتشار الظلام فى بعض المناطق، فهناك خطة تطوير ستبدأ من شارع الكوثر، وحتى شارع فيصل بالمريوطية سيتم من خلالها توسعة الطريق، وعمل حارة بطيئة وأخرى سريعة وسيتم مراجعة كل أعمدة الإنارة خلال أيام قليلة.
رابط دائم: