«لو أن مصر كانت فى حيازتى لوضعتها بين جفنى عينى وأحكمت إغلاقهما عليها حتى لا يراها أحد». هكذا قال إمبراطور النمسا والمجر «فرانسوا جوزيف» وقتما زار مصر بمناسبة افتتاح قناة السويس. والمقولة ليست وحيدة من نوعها، فالشهادات التى سجلها التاريخ فى عشق مصر تقديرا لاصالتها وجمالها كثيرة، وقد سجلتها الكاتبة «مايسة السلكاوي» فى كتابها الجديد «حكايات من زمان».
ورصدت فى طبعته الثانية التى صدرت مع افتتاح معرض الكتاب، حكايات عديدة عن قاهرة المعز والأزهر وخان الخليلى وبين القصرين وغيرها من الأماكن التى شهدت احتفالات المصريين بأعيادهم وأفراحهم وأحزانهم، ومازالوا يتوارثون عاداتهم وتقاليدهم إلى الآن، وتمتد الحكايات من زمن إرسال «محمد على باشا» بعثاته التعليمية إلى أوروبا، ومشاريعه العظيمة من عمران وتعليم وزراعة ورى وتجارة وصناعة، وحتى فى تعداد السكان وترقيم البيوت.
وعبر خمسة أبواب يرصد الكتاب أعمال الخديو اسماعيل وحلمه بأن تصبح مصر دولة عظمي، والقاهرة قطعة من باريس. وكيف أدخلت العلوم الحديثة، ووضعت منظومة التعليم، وازدهر الأدب والفكر والصحافة والفن، وتأسست أول حياة برلمانية بأول مجلس نيابي، ووضع أول دستور للبلاد. بجانب الرؤية الاستراتيجية لتأمين منابع النيل، والرحلات الاستكشافية إلى منابعه.
وتضم صفحات الكتاب الـ 238 صورا نادرة مع الحكايات، بعضها ينشر لأول مرة لسلاطين مصر وكبار مشايخ الأزهر الشريف ومواقفهم الوطنية التى شكلت فكر ووجدان المصريين. وشملت أيضا مناطق وأحياء عريقة من القاهرة ارتبطت بأحداث تاريخية مهمة، وبأشخاص كانت لهم بصماتهم الواضحة، لتذكير الأجيال الحديثة بالتراث المصرى فى شكل حكايات بسيطة تمس القلوب وتفيد العقول.
رابط دائم: