رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سجدة الشكر .. رسالة فى مواجهة الإسلاموفوبيا

تحقيق ــ رجب عبد العزيز
سجدة شكر لمحمد صلاح

عندما غزا محمد صلاح الملاعب الأوربية ابتداء من بازل السويسرى ثم تشيلسى ففيورنتينا وروما الإيطاليين وأخيرا ليفربول الإنجليزى كانت السمة الأساسية المميزة له هى السجود عقب تسجيل الأهداف، ولأن صلاح يسجل كثيرا فأصبح السجود متكررا، حيث لم ينس الجوهرة المصرية السجود مرة واحدة مما جعلها محلا لتسليط الأضواء عليها، وهذا فى حد ذاته دعاية حسنة للإسلام.

ولأن صلاح أصبح قدوة للجميع داخل مصر وخارجها أصبح السجود لصيقا باللاعبين داخل المستطيل الأخضر. وإذا كان هو الوحيد المتمسك بالسجود فى الملاعب، فإن شهرته وأهدافه الكثيرة كانت سببا فى تقليد المئات من اللاعبين المسلمين المنتشرين فى دوريات فرنسا وبلجيكا وهولندا له.

ويؤكد علماء الدين أن ما فعله » الجوهرة المصرية« من سجدة الشكر التى أداها فى الملعب، رسالة لصورة الإسلام السمحة، وعامل من عوامل نشر الثقافة الإسلامية، لأن أى معرفة تبدأ بالسؤال.

يقول عبدالمنعم فهمى، عضو المكتب التنفيذى لرابطة النقاد الرياضيين: عندما غزا محمد صلاح الملاعب الأوربية لم ينس الجوهرة المصرية السجود مرة واحدة مما جعلها محلا لتسليط الأضواء عليها، وهذا فى حد ذاته دعاية حسنة للإسلام؛ ولأن صلاح أصبح قدوة للجميع داخل مصر وخارجها أصبح السجود لصيقا باللاعبين المصريين عقب أى نجاح أو إخفاق داخل المستطيل الأخضر. وصلاح هو الوحيد المتمسك بالسجود فى الملاعب الأوربية وربما تكون شهرته وأهدافه الكثيرة سببا فى تقليد المئات من اللاعبين المسلمين المنتشرين فى دوريات فرنسا وبلجيكا وهولندا له.

التسامح الدينى

ويؤكد الدكتور بكر زكى عوض، عميد أصول الدين السابق، أنها من الظواهر الطيبة فى الآونة الأخيرة حين يعلن اللاعب المصرى شكره لله على إعانته فى تحقيق فوز كان يرجوه مما يدل على حسن ظنه بربه، وفى هذه السجدة إشارة إلى أن الإسلام ليس دين انغلاق ولا رهبنة، بل إنه يأذن بالرياضة البدنية كإذنه بالرياضة الروحية. كما أن فيها إشارة إلى التسامح الدينى وتحقيق معنى قوله تعالى (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا). وكم كان السلوك الحسن باعثا على سؤال الآخرين عن هذا الدين الذى يحمل أتباعه على مثل هذه القيم فيكون الاتباع للإسلام. ولنا فى سلفنا الصالح خير قدوة عندما خرجوا تجارا إلى بلاد الهند وجنوب شرق آسيا فرأى الناس فى سلوكهم ما حببهم فى الإسلام فدانوا به بحسن صنيع هؤلاء التجار. كما أن إفريقيا فى منطقة الوسط قد انتشر فيها الإسلام من خلال الطرق الصوفية التى مارست السلوك العملى أكثر من الدعوة النظرية. ولعل فى فعل محمد صلاح ما يلفت نظر الآخرين لمعرفة الإسلام من أهله بدلا من أن يعلموا عنه من غير أهله. وطالب كل لاعب مسلم أن يحذو حذوه فى سجدة الشكر هذه، ففضلا عن كونها تعريفا بالإسلام فإنها رسالة فى مواجهة الإلحاد الذى لا يرى أهله أن هناك شيئا اسمه التوفيق الإلهى بل لا يرون شيئا اسمه الله بالمرة، وهو ما تعانى منه أوربا فى الآونة الأخيرة كما تعانى منه سائر قارات العالم.

غزو حضارى

فى حين يرى الدكتور محمد السيد الجليند، أستاذ الفلسفة الإسلامية بدار العلوم، أن التلاقح الفكرى أحد مظاهر نشر الثقافات وتبادل الحضارات بين الأمم والشعوب، ومن أهم مظاهر هذا التلاقح السلوك الفردى العفوى غير المقصود الذى تسرى آثاره إلى العقول بشكل مباشر وسريع كأن يرى الإنسان مظهرا أو لقطة عفوية تثير انتباهه وتثير الكثير من الأسئلة حول هذه الظاهرة: ما هى؟ ولماذا؟ وعلام تدل؟ وما فعله محمد صلاح من سجدة الشكر التى يؤديها فى الملاعب، هى فى ذاتها عامل من عوامل نشر الثقافة الإسلامية؛ لأن أى معرفة تبدأ بالسؤال، وهذا فى حد ذاته يعده مؤرخو الحضارات أحد روافد التلاقح الفكرى والغزو الحضارى خاصة أنه يتعلق بسلوك الأفراد.

عهد أمان

ويقول الدكتور حسام بدر الدين، الأستاذ بكلية اللغات والترجمة: إن سجود محمد صلاح ومعه لاعبون من بلاد مختلفة ذوى تيارات دينية أو ثقافية متنوعة بمثابة عهد أمان لزملائه فى الملعب، وهو فكرة لها أهميتها كأداة فى الحوار الثقافي، وسجود الشكر هذا كان بمثابة رسالة بسيطة لكنها عميقة فى مغزاها وجهها محمد صلاح إلى المتوجسين خيفة مما هو إسلامي، بسبب هذا الذعر الذى يبثه إعلام الغرب ليلا ونهارا فى قلوب غير المسلمين ضد الإسلام، والذى نتج عنه ما عرف بالإسلاموفوبيا.

ويرى الدكتور يحيى أبو المعاطى، أستاذ التاريخ الإسلامى بكلية دار العلوم، أن الموهبة الكروية التى فرضت نفسها على الملاعب الأوربية أحبتها الجماهير المسيحية فقبلت منه ذلك، وهى توضح ببساطة شديدة أن الدين معاملة وسلوك وليس فكرا مجردا وفلسفات معقدة. وهذا ما فهمه المسلمون فى عصور انتشار الإسلام حتى إن أكبر الدول الإسلامية عددا دخلها الإسلام بسلوك تجاره لا بسيوف جنوده، وهى بلدان ماليزيا وإندونيسيا وباكستان وبنجلاديش وكثير من بلدان إفريقيا. أما وهم العلماء فى عقد المؤتمرات لتعريف الغرب بالإسلام فهى قليلة الجدوى جدا، وما يحتاجه الإسلام أن يعيشه أهله فيكون إسلاما متحركا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق