تعرضت شقتى منذ أسبوعين لحريق كاد أن يلتهم كل محتوياتها، وينهى حياتى أنا وأسرتى لولا عناية الله.
اسكن بالدور الأرضى فى الإسكان المتوسط بمدينة برج العرب، وشب الحريق بالبلكونة الخلفية وشاهده المارة فى الشارع، وأخذ أحد الرجال ينادى علينا ليعلمنا بوجود الحريق. ثم نادت عليه زوجتى، «أرجوك تعال» زوجى معاق ولا يستطيع الحركة، وسرعان ما فتحت له وحمدت الله أنى كنت على الكرسى المتحرك الكهربائى الخاص بى، مما سهل علينا الخروج مسرعين إلى الشارع.
وتجمع المارة وفتحوا صنبور الماء الخاص بالحديقة المطلة على شقتى وتمكنوا من اخماد النار حتى هدأت، فدخلوا الشقة ليطفئوا ما تبقى منها.
وبعد الحادث يبقى فى عقلى عدة تساؤلات عن أهمية الوسائل المساعدة لى كشخص من ذوى الإعاقة الحركية رباعية الأطراف للنجاة من هذا الحادث، حيث استخدم فى بيتى جهازا بمحرك «ماتور» ابتكرته وصممته مع اصدقائى لنقلى من السرير إلى الكرسى الكهربائى الخاص بى، ماذا كان سيحدث إن لم يكن لدى هذا الجهاز؟
وماذا لو لم أكن امتلك كرسيا كهربائيا؟ هل كانت زوجتى تستطيع ان تدفعنى وهى تحمل ابننا الصغير؟ وماذا لو لم أكن قد قمت بعمل منحدر اعبر به سريعا خارج مسكنى؟ بالطبع كنت سأنتظر من يحملنى.
وأنا أدعو الجهات المعنية بشئون الأشخاص ذوى الإعاقة ـ بعد تعرضى لهذا الحادث ـ بتوفير الكراسى الكهربائية وقطع غيارها لأصحاب الإعاقة «بالأطراف الأربعة» بسعر التكلفة بعيدا عن جشع التجار الذين يغالون فى الأسعار ويتاجرون بآلامنا.
كما أطالب بالتوعية الإعلامية بقضايا الأشخاص ذوى الإعاقة التى تساعد المجتمع فى الاندماج معنا والتعرف على احتياجاتنا لنتمكن من العيش بصورة أفضل مما نحن فيه.
رابط دائم: