فى أجواء سياسية غير عادية تعيشها واشنطن هذه الأيام، ألقى الرئيس ترامب أمام مجلسى الكونجرس خطابه عن حالة الاتحاد. والخطاب تقليد سنوى يقدم فيه رئيس البلاد كشفا لما حققه من انجازات.
ورغم أن العام الأول من حكم ترامب لم يشهد إنجازا ضخما باستثناء إقرار التعديل الضريبى فى الساعات الأخيرة من السنة الماضية، إلا أنه قدم سجلا من الانجازات يبرهن من خلاله أنه رئيس استثنائي، بل وراح يصفق لنفسه بمنتهى الحماس وسط حفاوة جموع الجمهوريين وإعراض غالبية الديمقراطيين.
وركز ترامب بالأساس على السياسة الداخلية. ورغم أهمية كل العناصر التى تحدث عنها مثل إعادة تشييد البنية الأساسية بالتعاون بين القطاع الحكومى والخاص، وإصلاح قوانين الهجرة، والسعى لتخفيض أسعار الأدوية ومكافحة إدمان المخدرات والذى تحول لما يشبه الوباء، إلا أنه لم يقدم خطة لكيفية تحقيق ذلك.
وتعرض خطاب ترامب للانتقاد، لأنه تحدث مرارا عن عصابة إم إس-13 الخطيرة التى تكونت فى الثمانينات فى لوس انجلوس على يد مهاجرين من السلفادور، وكأنه أراد أن يُصَّدر الإجرام كوجه نمطى للمهاجرين. وبحسب موقع فاكت تشيك دوت كوم، تضمن الخطاب أرقاما غير دقيقة وادعاءات غير حقيقية، مثل مايتعلق بانخفاض معدلات البطالة أو زيادة دخول الطبقة المتوسطة.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أشار ترامب إلى أن صورة أمريكا فى الخارج تحسنت فى ظل رئاسته، وهو تصريح يخالف الواقع. فوفقا لاستطلاعات رأى أجرتها مؤسستا جالوب وبيو، تبدو صورة أمريكا ترامب أضعف من صورتها فى عهد سابقيه وشعبيتها فى تراجع.
وفى معرض حديثه عن قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، لم يطرح ترامب أى تصور أمريكى لمفاوضات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
خطاب حالة الاتحاد هذا العام جاء عاديا باستثناء أن ترامب بدا فى هيئة رئاسية بدرجة أكبر، وبدت السيدة الأولى، ميلانيا، فى بدلتها البيضاء وكأنها تحمل رسالة ضمنية لدعم الحركة النسوية، باعتبار الأبيض هو اللون السياسى لقضايا المرأة.
وهناك استثناء آخر هو ظهور ابنة ترامب ايفانكا مرتديه ثوبا أنيقا، يفوق ثمنه الألفين وخمسمائة دولار وصنع فى إيطاليا، فى تناقض صارخ مع تركيز والدها فى جزء كبير من خطابه على دعم الصناعة الأمريكية.
رابط دائم: