الفنان محمد صبحى من أكثر فنانى المسرح الذين احترموا عملهم كما أشعر أيضا بأنه يحترم جمهوره فحتى الآن ومنذ بدايته لم أستشعر أى ما يعيب عملا له سواء من النص حتى لو لم يكن هو كاتبه وأيضا من جانب الإخراج ثم فى النهاية من جانب التمثيل الذى ينفرد فيه بالأداء عن معظم الفنانين الآخرين.
شاهدته منذ البداية مخرجا لطلبة وطالبات الجامعات وشاهدته مخرجا وممثلا لأحد أبدع نصوص شكسبير «هاملت» وكان وقتها طالبا فى معهد الفنون المسرحية أو ربما كان حديث التخرج فى هذا المعهد.
«هاملت» هذه كانت تستحق التأريخ لأنها أول مسرحية لشكسبير تقدم فى القطاع الخاص فى العصر الحديث حين كانت معظم مسرحيات هذا القطاع من نوعية الكوميديا سواء المترجمة أو المؤلفة خصيصا للمسرح المصري. ومن واقع معرفتى بأنه من الفنانين الذين يحاولون وينجحون أيضا فى الارتقاء بحس الجمهور والارتفاع بذوقه ومن هنا كان استغرابى لتقديمه مسرحيته الجديدة عن نص فيلم «غزل البنات» فى مسرحه الواقع فى طريق مصر الصحراوي!!
سمعت أن هذا المسرح مجهز تجهيزا جيدا وهو أمر طبيعى عندما يشرع الفنان فى إعداد مسرح أو بناء مسرح له.
لكن استغرابى هو أننى أعلم أن محمد صبحى معنى تماما بالمتفرج والمتلقى وأيضا المواطن المصرى لهذا كان من الأمور الطبيعية أن يستأجر مسرحا فى وسط البلد ويجرى التعديلات المناسبة لعرضه .
عندما قدم عرضا فى مسرح قصر النيل.. كانت القاعة على اتساعها كاملة العدد. لماذا يحمل المتفرج المتلقى البسيط مشقة الذهاب إلى مسرح فى مكان بعيد؟!
هل هو يقدم فنه لفئة محدودة هى تلك التى تمتلك المواصلة الخاصة بها؟
هل يكتفى بهذا المتفرج؟ لا أعتقد فهو كما استشعرت أنا على الأقل بأنه فنان يحب الجماهير بل يقدر أكثر الجماهير البسيطة التى لا تستطيع تحمل تكلفة الذهاب لمسرح بعيد.. ناهيك عن العودة منه بعد العرض إلى منازلهم ليلا.
قدم عروضا بديعة فى مسرح التليفزيون وكانت كلها تدور فى اتجاه واحد وهو الارتقاء بالإنسان المصرى وحل مشكلاته والتوافق معه أو المشاركة معه فى ايجاد الحلول لهذه المشكلات.
وقتها كتبت أريد أن أري.. أن أشاهد محمد صبحى على خشبة المسرح دون وسيط كاميرات التليفزيون.
وكانت النتيجة أنه ابتعد عن الجمهور ولم يقترب منه وأيضا اصبح بعيدا عن شاشة التليفزيون بأن ابتعد بالفعل عنه فى مكانه الجديد.. فلا استطاع المتفرج البسيط الذى استشعر بأن الفنان محمد صبحى قريب منه مشاهدته شخصيا على خشبة المسرح ولا شاهده بالطبع بعد ابتعاده أيضا عن أعماله المسرحية للتليفزيون.
رابط دائم: