افتتح ملتقى الإبداع «مخيم مكاوى سعيد» نشاطه بالمعرض بندوة احتفى فيها بصاحب «تغريدة البجعة» الذى أُطلق اسمه على المخيم، شارك فيها القاص «طه عبدالعليم» والروائى «مصطفى الشيمى»، وأدارها «جودة الرفاعى» مدير المخيم.
وأكد طه عبدالعليم أن الثقافة المصرية فقدت الدفء والود برحيل مكاوى سعيد، حيث كان يشكل ملاذا للمثقفين الشباب التائهين، وكان يراجع أعمالهم، وهى مسودات قبل الطبع، ويناقشهم فيها ويمنحهم نصائحه، وأوضح أنه يشعر بتقدير شديد للحديث عن مكاوى سعيد فى محفل كبير مثل معرض الكتاب، لأنه كان من الشباب الذين كان يجلس معهم الكاتب الراحل. وأضاف ان علاقة مكاوى سعيد بالمكان كانت حميمة، فى الحياة الطبيعية أو الأدب، فقد كان يجول فى وسط البلد قبل أن يكتب، كما أحسسنا فى «تغريدة البجعة». وأشار عبدالعليم إلى أنها كانت المرة الأولى التى يرى فيها مكانًا يحتفى بشخص، فرغم أن كل مثقفى مصر، تقريبًا، حضروا عزاءه بمسجد عمر مكرم، فى مظاهرة حب فريدة، لكن مقهى «زهرة البستان»، مكانه المفضل فى السنوات الأخيره من حياته، أصرَّعلى إقامة عزاء له، وكان مظاهرة حب لا تقل عن العزاء الرئيسى.
وتحدث «مصطفى الشيمى» عن دور «وسط البلد» فى أدب مكاوى سعيد، حيث كان يركز عليه فى كتاباته، بشوارعها الجانبية وأزقتها المظلمة، وفى الوقت نفسه كان يقوم بتوثيق مرحلة مهمة من تاريخ مصر، باعتبار المكان بؤرة فاعلة فى الأحداث، وله تأثير سياسى واجتماعى كبير. وأشار إلى أنه يظن أن مشروع مكاوى سعيد الإبداعى لم يكتمل، مؤكدًا أنه كان أجدر من يكتب عن هذا المكان، لأنه كان يمتلك روح وتاريخ المنطقة. ولفت إلى أن الواقعية كانت واضحة جدًا فى شخصيات مكاوى سعيد، لكنه لم يأخذها كما هى فى الحياة، إنما كان يستلهمها، ويرسمها كالبورتريه، وكانت لغته شاعرية وقادرة على استيعاب هذه الواقعية والتعبير عنها.
رابط دائم: