نحن نحب القدس كثيرا , وبكل ضعف أضعناها بسهولة من بين أيدينا , وسلمناها إلى الإسرائيليين عبر سبعين عاما, وحاولنا استرجاعها بالبكاء والأغنيات , والتنديدات , وأحيانا تقديم الشهداء كقرابين على مسرح و مذبح الصراع العربى الاسرائيلي, الذى صار فى السنوات الأخيرة صراعا فلسطينيا إسرائيليا ,
وفى زمن الربيع العربى انشغلنا بالتفتت العربى داخل الأوطان فتم ذبح الحكام ومحاولة قتل وسفك الدماء بين القبائل , وأشهدنا العالم على ضعفنا لننتبه فجأة الى أن رئيس الولايات المتحدة البالغ الدهاء يمنح القدس هدية أبدية الى اسرائيل, فأعلنا الغضب, وزادت الحدة بالثرثرة ليس فقط فى الحياة اليومية والدبلوماسية , بل أيضا فى الفنون وعلى رأسها السينما,
سوف يبقى لدينا فيلم واحد فقط فيه اشارة الى أن القدس انتصرت على يدى العرب من خلال «الناصر صلاح الدين» ليوسف شاهين ,وفيه تصوير لدخول القوات المصرية الى القدس على أيدى قوات صلاح الدين الأيوبي, ورغم أن الفيلم تم تصويره قبل عدوان 1967 بأربع سنوات , فان بيت المقدس الحقيقى لم يذهب طاقم الفيلم لتصويره آنذاك
اسرائيل استفادت من السينما لتقديم القدس بمنظورها الخاص, وحين تحاول البحث عن فيلم مصرى واحد يقدم هذا المكان المقدس فإنه فى الوقت الذى صورت فيه السينما المصربة حروب الصراع العربى الاسرائيلى بوفرة فان القدس موجودة بصورة تاريخية فى خلفيات احداث فيلم « صلاح الدين الأيوبى « الذى اخرجه ابراهيم لاما عام 1942 اى قبل قيام اسرائيل بستة أعوام , وتم تصويره فى قلعة صلاح الدين بالقاهرة .
وبعيدا عن السينما المصرية فإن الفلسطينيين تعاملوا بحذر ملحوظ مع القدس , حتى يمكن مرور الأفلام بعيدا عن الرقيب الاسرائيلي, مثلما فعل هانى أبو أسعد فى فيلم « الجنة الآن» الذى تدور أحداثه فى المدينة المقدسة , حول قيام الفدائيين بالقيام بعمليات داخل المدينة المحتلة.
رابط دائم: