رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اليهودية ترفض الكيان الصهيونى.. وإسرائيل يجب أن تمحى من التاريخ

مروة البشير;

خطف أعضاء حركة «ناطورى كارتا» اليهودية الأضواء فى مؤتمر الأزهر لنصرة القدس،فكان حضورهم بارزا وكلمة زعيمهم الحاخام اليهودى مير هيرش، دليلا قاطعا على كل أنواع الظلم والاستبداد الذى يتعرض له الفلسطينيون ورفضا لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الى القدس الشريف وهو ما يهدد الاقصى.

وعلى هامش المؤتمر التقى «الأهرام» الحاخام اليهودى إسرائيل دوفيد وايز عضو بمنظمة ناطورى كارتا الذى رحب بالحوار وأبدى تعاونا كبيرا لإتمامه، وقد أكد فى حديثه أكثر من مرة الفرق بين اليهودية كديانة والصهيونية كحركة سياسية تسعى للسيطرة على أرض فلسطين. وإلى نص الحوار :

...................................

> فى البداية نود التعريف بحركة ناطورى كارتا ؟

ناطورى كارتا هى الصوت الذى يعبر عن الأشخاص الذين يعادون الاحتلال الصهيونى ،زعيم الحركة الحالى هو مير هيرش ،تأسست عام 1935 وتتكون من 5000 عضو يقيمون فى القدس ولندن ونيويورك، نرفض دفع الضرائب لإسرائيل، فنحن لا نعترف بها فهى يجب أن تمحى من التاريخ، كما لا نتعامل بأى عملات ورقية تحمل صورا وشعارات للصهيونية، ونحن أيضا لا نقترب من حائط البراق الذى تم تدنيسه من قبل الصهاينة المحتلين.

> ما السبب الحقيقى وراء مشاركتكم فى مؤتمر الأزهر لنصرة القدس؟

بداية أود ان أشكر فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بالنيابة عن كل زملائى فى الحركة على دعوته الكريمة لحضور هذا المؤتمر، وقد شاركنا فى هذا المؤتمر من أجل عرض الموقف اليهودى الأصلى بشأن قضية القدس.

فكما هو معلوم أن القدس كانت تحت حكم المسلمين ما يقارب من 1500 عام، وقد حررت بعد أن احتلت من قبل الصليبيين سنة 1099، الذين سيطروا على المدينة ما يقارب من 88 سنة، على أيدى القائد العربى الجليل صلاح الدين الأيوبى في 2 أكتوبر 1187، وتتحتم الإشارة إلى أن العلاقات بين اليهود والمسلمين كانت متميزة،واليهودية هى ديانتنا وهى تعنى أن نعبد الله ، بينما الصهيونية هى عبارة عن حركة قومية تسعى للسيطرة على قطعة أرض وتكوين جيش وهذا مختلف تماما عن اليهودية.

> ما الرسالة التى تود توجيهها للأزهر والعالم الإسلامى؟

لم أتشرف بلقاء فضيلة الإمام الأكبر شخصيا من قبل، وأتمنى زيارته، وأتوقع ان يكون هذا المؤتمر خطوة مباركة لتغيير رأى العالم كله بشأن اليهودية ، فاليهودية والإسلام كلاهما يرفض الكيان الصهيونى ولن يعترف به أبدا.

> ما موقفكم من قضية القدس ؟

موقفنا واضح تماما من هذه القضية ونعلنه فى كل المحافل والمؤتمرات الدولية،القدس هى عاصمة فلسطين، وليست هناك أى حقوق لهؤلاء الصهاينة وقادتهم فى تمثيل الشعب اليهودى، أو التحدث باسمه، لفظة «إسرائيل» التى يستعملونها ليست إلا تزييفا مشينًا، وليس هناك ارتباط بين هؤلاء الصهاينة وقادتهم بالشعب اليهودى وشريعته، ولذلك نناشد العالم العربى و الإسلامى ألا يلقبوا هؤلاء الصهاينة بالإسرائيليين أو اليهود، لأنهم يمنحونهم شرعية، وهم فى حقيقة الامر صهاينة محتلون.

فهم ليسوا يهودًا على الإطلاق، ولا يرتبطون بالشعب اليهودى ولا بتوراته، وهذا ما أكدناه فى مؤتمر الأزهر لنصرة القدس ،فالعديد من حاخامات اليهود فى فلسطين عارضوا قرار الأمم المتحدة فى عام 1947 لأنهم لا يريدون دولة يهودية ولكن القوة الصهيونية كان لها تأثير ساعدها على تأسيس الدولة ،كما أن اليهودية لم تسمح لليهود بتأسيس دولة منذ تدمير المعبد منذ 2000 عام وكان هذا محظورا علينا بأمر من الرب حتى وإن كانت أرضا خاوية،كما يحظر علينا أيضا القتل أو السرقة ، وما أود قوله إن الصهيونية تؤسس دولة لها فى فلسطين بالاحتلال وهذا مناقض تماما لأوامر الرب وضد تعاليم اليهودية.

> وما الدعم الذى تقدمونه للفلسطينيين؟

إننا نشارك الفلسطينيين دائما فى كل مظاهراتهم ضد الكيان الصهيونى،فنحن من أشد الداعمين لهم،فالعلاقات بين الشعب العربى واليهود علاقات سلام وحب، سادت بينهم على الدوام، وهى تؤكد حقيقة أنه تقريبا فى كل الدول العربية عاش مئات الآلاف من اليهود طوال مئات الأعوام، وسط احترام وتقدير متبادل، وجدير بالذكر أنه قبل الهجرة الصهيونية المكثفة منذ عشرينيات القرن العشرين التى هدفت إلى سلب الحكم من الفلسطينيين، وحتى حينها لم يجد العرب ضرورة لتنظيم حركات قومية عسكرية ضد اليهود، الذين لم يجدوا كذلك فى اليهود الذين قدموا فى الهجرات السابقة خطرًا أو متسلطين، وإنما يهود قدموا ليعيشوا معهم فى سلام وأمان تحت السلطان الإسلامى.

> ما رأيكم فى قرار ترامب بشأن القدس؟

قرار ظالم نرفضه تماما، وأعلنا ذلك بصورة رسمية فى مؤتمر الأزهر.

> كيف تتعاملون فى اسرائيل .. هل تعانون من اضطهادا؟

نعم نعانى بسبب موقفنا من القضية الفلسطينية والمعادى لهم تماما،وقد تعرضنا على مداى تاريخنا لكثير من الاعتداءات الاسرائيلية، فقد قتل أحد أعضاء الحركة نتيجة مساعيه لإلغاء وعد بلفور، وتعرض موشيه هيرش زعيم الحركة لمادة حارقة أفقدت إحدى عينيه القدرة على الإبصار،بالإضافة إلى التجاهل التام من كل مؤسسات «الدولة» لنا، خاصة الإعلام الذى يتغافل تماما عن آرائنا فى قضية القدس لإظهار أن الصف اليهودي متحد،كما أننا نرفض تماما المساهمة فى الاقتصاد الإسرائيلى، ويدرس أبناؤنا فى مدارس حاصة بنا حتى لا نختلط بأبناء الصهاينة.

> ما رأيكم فى استغلال الهولوكست لتبرير إقامة دولة إسرائيل؟

نحن نؤمن بحقيقة الهولوكست، ولكن نرفض استغلال تلك الواقعة من أجل تبرير إقامة دولة إسرائيل، ونحن نؤمن أيضا بأنه تعاون عدد من الصهاينة مع، مع النازية الألمانية من أجل إحراق اليهود والدفع بهم قسراً إلى الخارج لتشكيل دولة فالصهيونية، كانت وراء قتل آلاف اليهود كي ترهب الباقين وتجعلهم يقاتلون من أجل تأسيس دولة توسعية تخرق الأعراف الدولية، وقد قال موشيه زعيم الحركة قبل ذلك أنه إذا كانت جرائم هتلر هي ما دفع اليهود إلى التفكير جدياً في تأسيس دولة، فلماذا قررت الصهيونية تجسيد ذلك في أرض فلسطين وليس في ألمانيا مثلاً حتى مع سقوط نظام هتلر؟ فحتى هيكل سليمان الذي يتذرعون به، تم تدميره منذ ألفي عام، ولم يعد له وجود في فلسطين..

 

مؤتمرات الأزهر حول القدس

أعد الدكتور محمد الفضيل المشرف على مرصد الأزهر دراسة لرصد مواقف الأزهر القوية والبارزة تجاه القضية الفلسطينية منذ عام 1995 حتى الآن .. نلتقط منها هذه السطور:

أكتوبر 1995: قرار الكونجرس الأمريكى يقضى باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية بها إلى القدس .

نوفمبر 1995: عقد الأزهر الشريف تحت رعاية شيخه آنذاك أ.د. جاد الحق على جاد الحق ندوة علمية بعنوان «القدس: ماضيها ومستقبلها»، تناولت القدس باعتبارها مدينة للسلام، والمسجد الأقصى، والمركز القانونى الدولى لزهرة المدائن، وصدر عن الأزهر فى ختام الندوة بيانٌ يصف القرار بأنه ظالم ومتعسف، وأنه «استظهر أن دعاة السلام صاروا دعاة للغدر والاغتيال للأرض والعرض وللمقدسات .

نوفمبر 2011: أصدر الأزهر الشريف بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عددًا من الوثائق المهمة كان من بينها «وثيقة الأزهر عن القدس الشريف» .

عام 2017: أصدر الأزهر الشريف قرابة العشرين بيانًا وإدانة ضد ممارسات الكيان الصهيونى .

ديسمبر 2017: عقدت هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف اجتماعًا طارئًا برئاسة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأصدرت بيانًا رفضت فيه قرارات الإدارة الأمريكية القاضية بنقل سفارتها فى إسرئيل إلى مدينة القدس، ووصفت هذه القرارات بـ «المتغطرسة والمزيفة للتاريخ»، .

يناير 2018: عقد الأزهر الشريف مؤتمرًا عالميًا «لنصرة القدس» دعا إليه ممثلين لأكثر من 86 دولة، وانبثق عنه إعلانٌ يحمل عددًا من الرسائل والتوصيات المهمة التى وصفت بأنها تاريخية. جاء فى مقدمتها دعم المؤتمر قرار الأزهر استحداث مقرر دراسى يعنى بالقضية الفلسطينية، ويُدرّس للملايين من أبنائه فى مراحل التعليم قبل وبعد الجامعى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق