جاء قرار السلطات الأمنية بمطار القاهرة الدولى بإلغاء تصاريح دخول الدائرة الجمركية للعام الحالى لصحفيى المطار بمثابة صدمة لهم واعتبروه تراجعا كبيرا فى حق الصحفى فى الحصول على المعلومات وفقا للدستور وفرضا لقيود على عملهم بالمطار.
والسؤال الذى يطرح نفسه.. لماذا يتم منع صحافة المطار من أداء مهمتها الآن.. ولمصلحة من هذه الأزمة.. وهل أصبح صحفيو المطار فجأة يشكلون تهديدا لدرجة منعهم من دخول الدائرة الجمركية.. وهل هم أقل وطنية من العاملين فى مختلف الجهات والأجهزة العاملة بالمطار؟
.. الإجابة بكل تأكيد لا.. فصحفيو المطار كانوا فى المقدمة دائما مع مختلف الأجهزة فى التصدى لكل محاولات النيل من مكانة وسمعة مصر فى مجال الطيران ولعل التداعيات التى أعقبت حادث الطائرة الروسية على سبيل المثال لا الحصر خير دليل على ذلك حيث أدوا دورا وطنيا فى دحض الادعاءات من جانب بعض الدول حول أمن المطارات المصرية وكان همهم الأكبر تدعيم منظومة الطيران المصرى مثلما كان الحفاظ على الأمن القومى للبلاد نصب أعينهم فى كل هذه المواقف.
ولا يستطيع أحد أن ينكر دور الصحافة الفعال فى تطوير منظومة الطيران كلها وتسليط الضوء بموضوعية على الايجابيات لتعظيمها والسلبيات لعلاجها.
وإذا اعتقد أحد أنه بالمنع سوف يحجب الحقائق فإنه «واهم» بعد التطور المذهل لوسائل الاتصال الاجتماعي.. كما سيفتح بابا لمزيد من الشائعات فقد اصبح الموبايل الموجود مع كل شخص وكالة انباء متحركة تنقل الأخبار والأحداث مصورة بوجهات نظر قد تكون مغرضة! ويشهد التاريخ بأن صحافة المطار والتى بدأت فى ستينيات القرن الماضى قامت على مدى أكثر من 50 عاما ومازالت وستظل تقوم بدورها الوطنى والمهنى والذى لا تنكره أى جهة تعمل بالمطار وكانوا داعمين دائما لكل أجهزة الأمن بمطار القاهرة طوال تاريخهم مثلما كانت أجهزة الأمن داعمة لهم كما شاركوا بدور بارز مع كتيبة العمل بكل أجهزة المطار خلال ثورتى 25 يناير و 30 يونيو وظلوا يمارسون عملهم حتى فى أوقات حظر التجوال وكان لهم دور مهم فى كشف الحقائق وكل ما شهده المطار من وقائع وأحداث مثيرة كانت شاهدة على فترة عصيبة من تاريخ مصر.
ويهمنا هنا أن نؤكد أيضا أنه إذا كان الأمر يتعلق بأخطاء فردية يمكن أن تكون قد وقعت من جانب البعض وهذا وارد وقد يحدث أيضا من جانب بعض العاملين فى بعض الجهات بالمطار.. فهل تمنع جهة بكاملها من دخول الدائرة الجمركية عقابا على أخطاء فردية.. إن التعامل مع الأخطاء الفردية يجب أن يكون على قدر حجمها ودون منع للجميع لأن منع جميع الصحفيين بهذه الصورة المحزنة» ليس حلا منصفا «لمن كانت وستظل مواقفهم الوطنية داعمة لمصرنا الغالية ولمنظومة الطيران المصرى مهما حدث.
.. وفى النهاية فإن «عالم المطارات» على ثقة من أن صوت العقل والحكمة هو الذى سيعلو فى النهاية لإنهاء هذه الأزمة فى ظل العلاقات الوثيقة التى تربط بين الصحافة وجميع أجهزة الدولة.
رابط دائم: