رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

دريد لحام فى حوار الفن والسياسة لـ «الأهرام»:
الذين هتفوا لإسقاط النظام فى مصر وسوريا أرادوا الفوضى

أجرى الحوار فى دمشق ـ جودة أبو النور
دريد لحام

  • فيلم «دمشق ـ حلب» يعيدنى للسينما بعد غياب 10 سنوات

  • التعاون مع عـادل إمام فى عمل فنى حلم لذيذ

  • خياراتى صعبة وأرفض التخلى عن لهجتى السورية فى العمل

 

مع إطلالة العام الجديد فتح الفنان السورى الكبير دريد لحام قلبه وتحدث عن العلاقات المصرية السورية، وخطواته الفنية المقبلة، وعلاقته بالفنانين السوريين المعارضين، وحقيقة سحب جواز سفره الدبلوماسي، ورؤيته لمستقبل بلاده وحلمه بالعمل مع الزعيم عادل إمام، وعلاقته بالسينما المصرية، وموضوعات كثيرة يتحدث عنها الفنان السورى الكبير.

وفيما يلى نص الحوار:

 

كيف ترى العلاقة بين مصر وسوريا الآن؟

العلاقة بين البلدين قديمة وكلما كانت قوية انعكست بالإيجاب على الأمة العربية كلها والعكس صحيح وأذكر أنه خلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 حين قامت الطائرات بقصف محطات الإرسال الإذاعى المصرى فى أبى زعبل وحرم الشعب السورى من متابعته اليوميّة لأحداث المعركة وملاحقته لما تبثّه الإذاعة قام الإذاعى السورى عبد الهادى البكّار الذى اقتحم الأستوديو وقال فى ميكروفون إذاعة دمشق هنا القاهرة من دمشق لتتحوّل الإذاعة السوريّة إلى مصريّة خلال أيام العدوان الثلاثي، وكان تصرفًا شخصيًا منه لم يطلبه منه أى مسئول ونفس الشيء فعله الضابط السورى جول جمال عندما فجر نفسه فى المدمرة الفرنسية «جان بار» التى كانت متجهة إلى بورسعيد، ونجح فى تدمير وإغراق المدمرة، وهذا يكشف أن العلاقات الشعبية تقفز على العلاقات الرسمية وتتجاوز الخلافات بينها أحيانًا.

متى تبدأ تصوير فيلم «دمشق ـ حلب»؟

سيبدأ تصوير الفيلم خلال شهرين على الأكثر وهو يحمل طابع الكوميديا السوداء ومن إخراج باسل الخطيب ويأتى بعد سنوات من غيابى عن السينما منذ تصوير فيلم سيلينا عام 2008، وهذا الفيلم من إنتاج مؤسسة السينما السورية التى أرى أنها صمدت وسجلت موقفا وطنيا بزيادة إنتاجها ليصل إلى نحو أربعة أفلام فى العام وكانت قبل الأزمة يقتصر على فيلم أو اثنين.

ولماذا أصبحت مقلا فى السنوات الأخيرة؟

أدقق للغاية فيما يعرض على من أعمال وخياراتى صعبة جدًا لأننى دائمًا أقول لنفسى إن مستقبلى ورائى وليس أمامي، فلا أستطيع أن أقدم عملاً فنيًا أقل مما قدمته فى السابق، فالعمل الجديد لابد أن يكون على الأقل فى نفس المستوى الذى جاءت عليه أعمالى السابقة، ولهذا اعتذرت فى الفترة الماضية عن عدم الاشتراك فى عشرة مسلسلات سورية، لأن مستواها لم يرقَ إلى ما أطمح إليه، كما أننى أرفض التخلى عن لهجتى السورية لأنها هويتى وجزء من شخصيتي، فحين أشارك فى عمل ولا أتحدث اللهجة السورية سيكون ذلك نوعًا من المسخ لشخصيتي.


دريد لحام مع محرر الأهرام

 

وما تقييمك للدراما السورية خلال سنوات الأزمة؟

تفوقت على نفسها ونجحت بجدارة من وجهة نظرى لأنها أنتجت أعمالا شاهدها الناس بكثافة ـ فى سنوات الحرب والظلم ضد الوطن ـ وألهبت مشاعر الشعب الذى سجل موقفا وطنيا فى التمسك بأرضه وتوصيل رسائل للعالم بأن يرفعوا أيديهم عن سوريا، وظهر ذلك جليا فى افتتاح معرض دمشق الدولي، الذى حضره نحو 600 ألف شخص، وفى رأيى أن صمود الجيش العربى السورى وهزيمته للإرهاب جاء بسبب صمود الشعب الذى تحمل المعاناة طوال سنوات الأزمة التى شهدت حربا كونية على سوريا، وكان من ويلاتها انقطاع الكهرباء وأزمات فى الماء والطاقة، وقد تحملها الشعب بكل نفس راضية حبا فى الوطن.

أعمالك الفنية اتسمت بالمعارضة فلماذا انحزت إلى النظام؟

أنا موال للوطن وليس السلطة، ويجب أن نعرف أن كلمة النظام عكسها الفوضي، والذين رفعوا شعار الشعب يريد إسقاط النظام كانوا يبحثون عن تلك الفوضى التى كادت تحدث فى سوريا ومصر لولا تماسك الجيش والنظام فى البلدين، وكان يجب على هؤلاء أن يكون شعارهم إسقاط السلطة أو الفاسدين فيها، ولهذا أنا متمسك بموقفى فى النقد ولكن لا أحبذ الفوضى التى ينادى بها الآخرون، وعموما أنا لم أتوقف عن نقد السلطة حتى الآن ومنذ بداية مشوارى الفني، وأذكر أنه فى عام 69 قدمت عملا مسرحيا مع زميلى عمر حاجو لفضح أسباب نكسة 67، وتعرضنا لهجوم من جانب رجال السلطة وقتها وصارت أزمة كبيرة حتى وصل الأمر إلى الرئيس فطلب مشاهدة المسرحية لمعرفة الحقيقة وبعد انتهاء العرض اجتمعوا معنا وكنت خائفا وقلقا، ولكن الراحل حافظ الأسد وكان وزيرا للدفاع وقتها قال للمسئولين إنهم فنانون ويجب أن يحصلوا على حرية الإبداع والتعبير والرأي، وطلب منا زيارة مكتبه لتزويدنا بأسرار عن النكسة.

كيف ترى مستقبل سوريا بعد هزيمة «داعش»؟

مستقبل سوريا حسمته المعارك بهزيمة «داعش» لتبدأ المفاوضات وأنا أحترم كل المعارضة السورية وأستمع إلى رأيها وإن كنت لست معها لاسيما المعارضة المسلحة أو التى طالبت أمريكا بقصف سوريا ودعت إلى تدمير بلدها، أما المعارضة السلمية فى الرأى فالجميع معها ولكن ليس بالشكل الموجودة به الآن، فإذا نظرنا لجلسات المفاوضات ما بين الحكومة والمعارضة سنجد وفدا واحدا للحكومة أما المعارضة فهى أكثر من 20 فريقا وكل وفريق منهم يسمى باسم دولة مثل معارضة قطر أو تركيا وكل منهم يتأثر بما تريده هذه الدول.

ولماذا وصفت الثورة السورية بالمؤامرة؟

نعم كانت مؤامرة على الوطن لأنه لو كانت المظاهرات مقصورة على السوريين لما كانت هناك مشكلة، ولكن كانت قضية سوريا عالمية، فقد انبرت دول العالم على سوريا تمارس فيها التخريب والقتل والتدمير واندست عناصر من كل الجنسيات وسط المتظاهرين وقام سفيرا أمريكا وفرنسا بتحريض الناس وكل ثورة حقيقية يكون هدفها الحفاظ على استقرار وثروات بلدها، وخاصة الحفاظ على التاريخ والآثار والمدارس والمستشفيات، ولكن حدث العكس تماما، فالآثار نهبت، ودمرت وهدمت المدارس ونسفت وسرقت منابع البترول.

وما موقفك من الفنانين المعارضين؟

طالبت مرارا بالحرية، ولهذا يجب على أن احترم قواعدها، ومنها قبول رأى الآخرين حتى لو لم أوافق عليه، ولهذا لا توجد لدى أى مشكلة مع المعارضين للنظام، وأعلنت للفنانين الذين تركوا سوريا بسبب الرأى أننى مستعد لاستقبالهم على الحدود لنتقاسم المصير المشترك بتوصيلهم إلى منازلهم أو الذهاب معهم إلى السجن لو بطشت بهم السلطة.

رغم هجومها الشديد عليك.. لماذا قبلت اعتذار أصالة؟

أنا أحب أصالة وهى كانت تعتبرنى فى مقام والدها واختلافى معها بالرأى لا يعنى أننى أكرهها.. أعتقد أننى كنت قبل 2011 من خلال أعمالى الفنية والمسرحية بطلا قوميا فى سوريا، وفى يوم قرر البعض الذهاب فى اتجاه آخر، وإما أن تكون معهم أو أنك عدو لهم، لذلك قلت لهم إنى أتفهم انشقاق جندى فقير راتبه لا يكفيه، أما أن أشاهد ضابطا برتبة عقيد يخدم 30 سنة ثم ينشق بسبب خطأ ما فأنا هنا أسأل أين كان طيلة السنوات الماضية، فالتغيير لا يتم بين عشية وضحاها ومثله الفنانون، لذلك عاتبت أصالة لأنها طعنت فى موقفى الوطني.

وهل تدخل أحد فى الصلح بينك وبين جمال سليمان؟

جمال سليمان صديقى وعندما زرت القاهرة قبل عامين حضر إلى الفندق الذى كنت أقيم به من تلقاء نفسه وأمضينا ساعتين فى جلسة صلح، فالاختلاف فى الرأى بيننا لم يصنع العداوة أبدا، وهذا حالى مع جميع الفنانين الذين لهم رأى مختلف معى فى أى قضية.

وما الدور الذى يمكن أن تلعبه حاليا فى قضية عودة اللاجئين؟

موضوع اللاجئين يؤلمنى بصفة شخصية ويؤلم أى عربى أن نرى مواطنين ورجال ونساء وأطفال فى مخيمات وكفانا ما حدث بعد نكبة فلسطين، ولكن عودة اللاجئين تحتاج إلى توفير مساكن لهم، خاصة إذا كانت الحرب دمرت منازلهم، والأمر الثانى القرار السياسى لعودتهم، لأنه بدون ذلك لا يستطيع الفنانون عمل أى شيء، كما أن الأمر يحتاج إلى تفاهم الحكومات التى لديها نازحين مع الدولة السورية للاتفاق على آليات العودة.

لماذا يرفض بعض الفنانين الاستجابة لمبادرات لم الشمل التى أعلنت عنها الدولة؟

الدولة أعلنت عن مبادرات المصالحة ولم الشمل وهناك استجابات كثيرة، ولكن من يصرون على عدم العودة للبلاد هم الذين كانوا ضحية التصريحات ضد الوطن ومازالوا يصرون على عدم التراجع عنها، كالذين بشروا بصلاة رئيس تركيا رجب طيب أردوغان فى المسجد الأموى فى غضون ثلاثة أشهر من اندلاع الاحتجاجات، وكأنه لم يكفينا احتلال عثمانى استمر أكثر من أربعة قرون، وعموما سوريا لن تسقط أبدا، فقد اجتازت حربا شرسة ضد الإرهاب لا تتحملها الدول الكبري.

من وحى تجربتك كسفير للطفولة.. كيف ترى وضع الطفل العربي؟

لا أعتقد أن هناك ظرفا أسوأ من الظروف الحالية التى يعيش فيها الأطفال العرب وما يتعرضون له من جرائم وحرمان وبخاصة المناطق الملتهبة مثل اليمن وسوريا وليبيا والعراق، فخلافات الكبار وأطماعهم انعكست مصائب على الصغار.

لماذا تركت العمل كسفير لليونيسيف؟

بدأت سفيراً للنوايا الحسنة والطفولة بسوريا ونجحت فى مهمتي، وتم اختيارى من الأمم المتحدة سفيرا للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقمت بجولات فى العالم العربي، وذات مرة كنت مع بعض الأطفال من لبنان ومعهم عائلتى فقررت الذهاب بهم إلى الجنوب اللبنانى حتى يروا ماذا فعلت الإرادة والعزيمة لدى بعض الشباب من لبنان وتمكنوا من تحقيق الانتصار على «العدو الصهيوني» الذى لم تستطع خمس دول هزيمته، والآن لم تعد إسرائيل تخشى الجيوش العربية بقدر خوفها من المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية، وقذ أخذت هؤلاء الأطفال إلى بعض الأماكن من ضمنها بوابة فاطمة التى تطل على مستعمرة اسمها المطلة، وعندما علمت وسائل الإعلام بتواجدى توافدوا علينا وبدأت الأسئلة وقلت لهم حينها إننى فخور بأن أكون صديقا للمقاومة، وإذا أراد بوش وضعى على قائمة الإرهاب فليفعل، وهاجمتنى الصحف الإسرائيلية وقدموا شكوى ضدى إلى هيئة الأمم المتحدة واتهمونى بدعم الإرهاب، فأرسلت الأمم المتحدة مندوبا للتأكد من صحة تصريحاتى وأكدت لهم صحة ما نسب إلي، وقلت لهم إذا كان موقفى الوطنى سيجعلنى أخسر جواز سفرى الدبلوماسى فأنا لا أريده، هم يريدون شخصيات بدون أى موقف وطني، بل شخصيات ترضى عنها أمريكا وإسرائيل.

تحدثت عن مقترحات لمحاربة الطائفية فما هي؟

هناك أخطاء فى التعليم بالدول العربية، وتجار الدين يعلموننا الخوف من الله وليس محبته، وكما قال ابن رشد «إن تجارة الدين هى التجارة الأكثر رواجا فى المجتمعات التى يسودها الجهل»، ولهذا صارت تجارة الدين حرفة وهناك فرق بين رجل الدين ومحترف الدين، ولهذا أطالب بوجود كتاب للتربية الإيمانية بالمدارس، وهو يجمع بالمشتركات بين الأديان إلى جانب كتاب التربية الإسلامية وكتاب التربية المسيحية لنقضى على الطائفية.

من الفنان الذى ترى فيه نفسك الآن؟

لا يوجد فنان يشبه الآخر، لكن أنا معجب جدا بالفنان اللبنانى جورج خباز، فهو فنان مسرحى متعدد المواهب يكتب ويغني، وإنسان خدوم وأراه الأفضل عربيا.

لماذا لم يتجه أولادك للعمل فى الفن؟

حاولت كثيرا مع أبنائى وهم ولد وبنتان أن يسيروا فى نفس الدرب ويسلكوا دروب الفن، ولكن لم أنجح حتى فى تعليمهم الموسيقى واتجهوا إلى الدراسة الأكاديمية وعموما الفن لا يورّث كما يحدث فى باقى المهن، ولا يوجد خليفة لي، قد يكون هناك من هو أفضل مني، ولكن لا يشبهنى وهذا الكلام ينطبق على كل الفنانين من وجهة نظري.

ومن أصدقاؤك من الفنانين المصريين؟

علاقتى بالفنانين المصريين طيبة للغاية، ورصيدى الفنى يضم 42 عملاً ما بين مسرحيات ومسلسلات وأفلام وشاركت فنانين مصريين كثيرين فى هذه الأعمال، ومن بينهم كمال الشناوى وشادية ونبيلة عبيد وفريد شوقى وأحمد رمزي، كما عملت مع مخرجين كبار مثل يوسف معلوف وعاطف سالم.

هل انتهى حلم تصوير عمل مشترك مع عادل إمام بالنسبة لك؟

حلم العمل المشترك مع الفنان عادل إمام كان رغبة شخصية لى وله منذ عام 1984 عندما كنا معا فى تونس واتفقنا على تقديم عمل وطني، ولكن لم يتحقق هذا الحلم حتى الآن، وأتمنى تحقيقه، لكن فى بعض الأحيان من الأفضل للحلم أن ألا يتحقق حتى يظل حلما لذيذا.

رفضت لسنوات أن تتحول سيرتك إلى فيلم.. فلماذا وافقت أخيرا؟

كنت دائمًا أرفض تقديم قصة حياتى فى عمل فني، لأن هذه الأعمال غالبًا ما تقدم سيرة الفنان فى شكل مثالى مبالغ فيه، ولكنى وافقت بعد ذلك لأن فيلم (المنتمي) الذى يجسد حياتى اعتمد على توثيقها، وكنت أنا مصدر المعلومات كما أن المخرجة ماجى أنور نجحت فى التعبير عنى خلال الفيلم الذى اخترت اسمه أيضًا لأننى أعتز بصفة الانتماء.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    صفاء - هنا امدرمان
    2018/01/22 10:24
    0-
    0+

    والذين
    والذين يهتفوا بسقوط النظام فى السودان يريدون ازاحة مصر والسودان وليبيا واريتريا واخوانا الزمان بتاعين جنوب السودان من على وجه الارض... ولنا تغرق الخرطوم ولن تعطش الاسكندريه ان تركونا فى حالنا ......
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق