قرأت فى «بريد الأهرام» رسالة د. خليل الديوانى عن اللغة العربية والمخاطر التى تحف بها، ولى رأى آخر فى هذا الموضوع، فقد انتشرت ظاهرة يعتقد أصحابها أنهم يسعون من خلالها إلى حماية لغتنا العربية من الانهيار، ألا وهى الدعوة إلى قصر تعلم اللغات الأجنبية عليها كلغة ولا يتم تعليم باقى المواد باللغة الأجنبية بدعوى المحافظة عليها من الاندثار، فأنا خريج مدارس رهبان وبدأنا دراستنا بتعلم اللغة الأجنبية، بجانب لغتنا العربية، من مرحلة الحضانة، وفى السنة الأولى الابتدائية كنا نتعلم الحساب وبعض مبادئ العلوم باللغة الأجنبية، حتى وصلنا إلى الصف الثالث الابتدائي، فأضيفت لنا لغة أجنبية ثانية كما بدأنا فى دراسة الجغرافيا والتاريخ باللغة العربية، وتخرجنا ونحن نتذوق اللغة العربية ونستمتع بسماعها حين يتم نطقها بمراعاة قواعد الصرف والنحو ونشعر بالغثيان فى حالة العكس، فلا تحملوا المدارس الأجنبية أو مسئولى تعليم اللغات مسئولية تدهور اللغة العربية لدى شبابنا بل ابحثوا فى أسباب عدم إقبالهم على قراءة الجرائد أو المجلات أو الكتب باللغة العربية، وأعتقد أن المسئولية تقع بالأخص على كاهل الآباء والأمهات الفرحين والمتباهين بأن أبناءهم يحسنون التعبير باللغة الأجنبية، كأنهم من أهلها، أفضل من قدرتهم على التعبير بلغتهم العربية التى هى من المفترض أنها لغتهم الأم.
سعيد عبدالفتاح
مدير عام بأحد البنوك
رابط دائم: