رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أهالى الواحات لـ «الأهرام»:
ننام وبيوتنا مفتوحة ولا مكان للإرهاب بيننا

تحقيق ــ منال عبيد
مندوبة الأهرام تستمع لمشكلات الواحات

  • رئيس المدينة: الواحات مظلومة إعلاميا.. وأطالب بأن تكون ذات طابع خاص

  • 27 فندقا أغلقت أبوابها بعد 25 يناير ولا يعمل الآن سوى 3 فنادق

لن يفلح طيور الظلام فى بث الخوف ولن تنجح محاولاتهم البائسة فى نشر إرهابهم الأسود، ليست هذه كلمات انشائية، وإنما رصد للواقع الذى رأيته بعينى وسجلته بعدسة الكاميرا، فعندما قررت السفر للواحات البحرية لاستجلاء تأثير الحادث الإرهابى الأخير بعد ثلاثة أشهر، اعتقدت أننى بصدد القيام بمغامرة صحفية، قد تكون حياتى فيها عرضة للخطر.

بدأت مغامرتى بركوب سيارة ميكروباص من موقف المنيب، وفى منتصف الطريق للواحات أدركت أن الدلائل ترجح أن ما يهدف إليه الإرهابيون لم ولن يتحقق، وعندما وصلت إلى نهاية الطريق الذى يبلغ نحو 400 كم ـ قطعته السيارة فى 4 ساعات فقط ، كان آمنا تماما.

وصلت إلى الواحات ليلا، واخترت النزول بقرية صغيرة بيوتها طينية تنيرها بعض أعمدة الإنارة ضعيفة الرؤية وشارعها الرئيسى تتناثر به دكاكين بقالة وصيدلية ومحلات صغيرة تفتح أبوابها، سرت فى الشوارع آمنة مطمئنة، فلا شئ يوحى بغير ذلك، تحدثت مع بعض الأهالى الذين صادفتهم فى الطرقات وكانت عيونهم ترقبنى باستغراب فهم لم يروا سائحين أو زوارا مصريين فى السنوات الأخيرة، بينما قبل ذلك اعتادوا رؤية بعضهم خاصة من الأجانب الذين كانوا يفضلون التوغل فى القرى بعد الانتهاء من رحلات السفارى فى الصحراء.

«منال «موظفة بمركز الشباب فى القرية قالت: ما زلنا ننام وبيوتنا مفتوحة نسير فى الطرقات ليلا لقضاء حوائجنا، أطفالنا يذهبون إلى مدارسهم ويلهون فى الشوارع، نحن بعيدون بمئات الكيلو مترات عن مكان الحادث الإرهابى الذى كان العالم يتحدث عنه ويلصقه بالواحات.

أما خالد خطرى - موظف فى الوحدة المحلية - فقد بادرنا قائلا «ستظل الواحات بلد الأمن والأمان والحادث الإرهابى الذى وقع مؤخرا بعيد عنها ومع ذلك تمت تسميته إعلاميا بحادث الواحات مما أوحى بأننا نعيش وسط الإرهاب، رغم أنه لا يوجد إرهابى واحد من الواحات أو حتى يعيش على أرضها»

فى الصباح قررت زيارة إحدى أكبر وأشهر الآبار الكبريتية المسماه «سيجام» فوجدتها نموذجا لروعة الطبيعة وإهمال البشر ! فالبئر الكبيرة تتدفق منها المياه الكبريتية الساخنة تقترب حرارتها من الخمسين وسط واحة غناء من زراعات النخيل والأعناب فى مشهد بديع لا يحتاج إلا إلى لمسات بشرية بسيطة ليتحول إلى مصحة استشفائية طبيعية تنافس المصحات العالمية الموجودة فى دول شرق أوروبا والتى يزورها ملايين السياح سنويا، فما الذى ينقص الواحات ؟

يقول عم نبيل صاحب البئر الشهيرة «ورثت عن أجدادى هذه البئر ضمن أفدنة زراعية كبيرة وعندما نضب ماؤه فى الثمانينيات، قامت الدولة بردم موقعها القديم وحفر الجديد الذى يتكلف ملايين الجنيهات لرفع المياه الكبريتية الطبيعية التى أثبتت أبحاث كثيرة قدرتها على معالجة عدة أمراض، خاصة أمراض العظام والروماتيزم والجلدية والقلب والجهازين الهضمى والتنفسي، والاستشفاء فى البئر ليس مقصورا على الرجال بل نخصص أوقات للنساء ».

أحمد دياب - صاحب منشأة سياحية من أقدم وأكبر فنادق الواحات - يقول : «بدأت السياحة فى الواحات منذ السبعينيات وتزايدت فى التسعينيات وبلغت أوجها فى السنوات العشر الأخيرة قبل اندلاع أحداث يناير، حيث كان السياح يتوافدون بالمئات كل أسبوع لدرجة أننى أنفقت الملايين على توسيع الفندق ومضاعفة حجراته تلبية لزيادة أعداد السائحين، وكذلك فعل معظم أصحاب الفنادق التى بلغ عددها فى الواحات البحرية 27 فندقا، وكان الأجانب يعتمدون فى سياحتهم على رحلات «التخييم» فى الصحراء التى تم إلغاؤها فى السنوات الأخيرة لأسباب أمنية فانحسرت سياحة الأجانب حتى تلاشت تماما، وأغلقت الفنادق أبوابها ولم يعد يعمل منها سوى 3 فنادق صغيرة، وأصبحنا نعتمد على سياحة المصريين التى انتعشت قليلا، وأنا كرجل سياحة أرى أن تأمين حيز ضيق من الصحراء لا يتجاوز 50 كم مربعا سيسمح لنا باستعادة السائح الأجنبي.

فى اليوم الأخير ذهبت للقاء تيسير عبد الفتاح رئيس مدينة الواحات الذى أكد بدوره أن «الواحات مظلومة إعلاميا» اتبط اسمها بالحادث الإرهابى الأخير رغم بعدها عنه تماما ، مما أثر على المدينة وسكانها اقتصاديا واجتماعيا، وكنا نعد لمؤتمر سياحى كبير بحضور المحافظ ووزير السياحة وعدد كبير من السفراء الأجانب لتنشيط السياحة لكن تم إلغاؤه بعد هذا الحادث لذلك أرجو من الإعلام التدقيق فى وصف مكان الحادث وعدم ربطه بإسم الواحات التى طالما ارتبطت بالأمن والأمان، كما أن الطريق للواحات آمن ونموذجى و لم تحدث عليه أى جريمة سطو أو سرقة طوال السنوات الماضية ،وقد مرت الواحات إداريا على عدة محافظات مثل المنيا ومطروح والجيزة، ومن الافضل أن تصبح الواحات «مدينة ذات طابع خاص» تعامل بقرارات خاصة تناسب طبيعتها النائية لتصدر لها قوانين استثمار خاصة بها تساهم فى تنميتها .

 

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق