رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«فرصة سعيدة» لمن يحسن استغلالها

محمد بهجت
> مشهد من العرض [تصوير : السيد عبدالقادر]

الأفكار الجديدة فى عالم الدراما كالجواهر النادرة.. ومسرحية فرصة سعيدة التى يقدمها النجم الكبير أحمد بدير على المسرح الحديث تحمل فكرة أكثر من رائعة للمخرج الشاب محمد جمعة.. لكن للأسف الشديد تحولت الفكرة الإنسانية البراقة إلى عرض تقليدى مكرر يستجدى الضحك من الجمهور بكل الأساليب على الرغم من أن بدير قد نجح من قبل فى تجسيد أدوار رائعة بعيدة عن الكوميديا مثل مسلسل الزينى بركات عن قصة الروائى الكبير جمال الغيطانى وفيلم بطل من ورق الذى جسد فيه شخصية مريض نفسى يتحول إلى سفاح بالصدفة.. وأعمال أخرى كثيرة برهن فيها على قدراته كممثل موهوب ومبدع يستطيع أداء مختلف الأدوار بنفس البراعة

ولكنه عندما عندما يقف على خشبة المسرح يحصر نفسه فى منطقة الإضحاك فقط !!.. وإذا كان القطاع الخاص يفرض شروطا معينة على النجوم بحكم سطوة شباك التذاكر فلماذا ينقل الفنان سلبيات القطاع الخاص إلى مسرح الدولة دون مبرر؟! الفكرة العبقرية للعمل تفترض أن رجلا مسنا هو “مرتضي” يحتفل بعيد ميلاده التاسع والسبعين بمفرده وتخرج له نفسه من المرآة يجسدها الفنان أحمد الدمرداش ببساطة وخفة ظل.. ولكى يصالح نفسه ويتفهم أسباب وحدته وعزوف الناس عنه يعود بخياله ليعيش مرة أخرى مراحل الطفولة والشباب والنضج محاولا فى كل مرة إصلاح ما أفسده الطمع والأنانية.. وفى خلال الرحلة يستعرض الشخصيات المحيطة به.. زوجته العاشقة المخلصة التى أدت دورها الإعلامية إيمان أبو طالب بمهارة فى أولى تجاربها على خشبة المسرح وهى تجربة ناجحة حاولت فيها قدر الإمكان الإمساك بمفاتيح الشخصية فى مختلف مراحل عمرها دون أن تنساق لأجواء الضحك المبتذل.. وفى الرحلة يجد مرتضى منافسه اللدود الذى جسده فتوح أحمد محاولا إثارة النفور من شخصية منافس البطل.. ثم الصديق صاحب الشخصية الباهتة المنساق دائما لغيره والذى أبدع فى تقديمه محمد الصاوى وإن وقع فى آفة تكرار اللازمة أكثر من مرة والمبالغة الزائدة عن الحد.. وقدمت لى لى قاسم نموذجا للمرأة المتطلعة والمعجبة بنجاح زميلها مرتضى بينما قدمت بسمة شوقى دور الفتاة المتحفظة التى تصير أستاذة جامعية وقورة وإن كانت أدوار الفتيات بشكل عام شديدة التسطيح ربما لانشغال كاتب النص صلاح عربى بمحاولة خلق مساحات من الكوميديا لبطل العرض.. وظهر على كمالو فى عدة أدوار قصيرة لمدرس الفصل وسكرتير رجل الأعمال كما لعب خالد محروس عدة شخصيات أبرزها رجل البوليس السياسي، وكان هناك حضور مميز للفنان وائل أبو السعود فى دور الوزير المرتشي.. ولعل أجمل عناصر العرض هى أزياء هبة طنطاوى التى صورت ملامح أطفال المدارس الحكومية أو الأميرية القديمة وشباب السبعينات بالألوان والتفاصيل العجيبة كما ساعد ديكور مصطفى حامد على الإيحاء بالانتقال بين مراحل زمنية مختلفة ولم تكن أشعار أيمن النمر أو موسيقى إيهاب حمدى إلا حلية لا علاقة لها بأحداث الدراما.. أما المخرج محمد جمعة فقد اجتهد كثيرا فى محاولة توصيل فكرته بالعناصر البصرية ولكن هذا لا يعفيه من مسئولية إدارة الممثلين على خشبة المسرح وضبط الإيقاع وعدم السماح بالخروج عن تقاليد وآداب مسرح الدولة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق