رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«المصداقية».. نقطة ضعف «الإعلام البديل»

سارة عبد العليم

قد تستطيع خداع بعض الناس لبعض الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس طوال الوقت .. هذه هي القاعدة الذهبية في الإعلام المهني النظيف.

والإعلام وظيفته الأساسية هو «إخبار» الناس بما يدور حولهم من أحداث بدقة وموضوعية حتى يتمكنوا من اتخاذ القرار الصائب في قضايا مهمة تقرر مصيرهم وترسم ملامح حياتهم.

وتعد «المصداقية» إحدى أهم مقومات المادة الخبرية التي يتم تداولها في وسائل الإعلام، وهو التحدى الذي لم تستطع وسائل التواصل الاجتماعي التي تمثل «الإعلام البديل» للصحف الورقية والراديو والتليفزيون مواجهته، بل هي بالفعل تفتقر إليه، ونقطة الضعف الرئيسية فيها.

فالأخبار التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي يصعب التأكد من مصادر المعلومات فيها ودقتها، خصوصا بعد أن يسرت أساليب التصوير والمونتاج التلاعب في الصورة الفوتوجرافية والصوت والمادة الفيلمية، فأصبح من السهل جدا نشر شائعات كاذبة لا تمت للحقيقة بصلة، ويمكن أيضا توثيقها بالصور الكاذبة.

وتمثل وسائل التواصل الاجتماعي خطرا مخيفا، حيث يمكن استغلالها لتحقيق أغراض سياسية أو لتوجيه الرأى العام في اتجاه معين، ويمكن أن تستخدم للترويج لفكر معين أو إظهار شخصية عامة أو طمسها.

والمشكلة الأساسية ليست في الجوانب الفنية لكتابة الخبر فحسب، بل في الوعي بالجوانب المهنية والأخلاقية التي يجب التزود بها عند استخدام تلك الوسائل في نقل الأخبار، مما جعلها في أحيان كثيرة بيئة مواتية لنشر الشائعات والأخبار المختلقة والتي تأتي خطورتها من أنها في أحيان كثيرة تنال من سمعة الأفراد، أو تكدر الأمن العام أو السلم المجتمعي، حين يتم اللعب على الأوتار المذهبية أو العرقية أو الدينية، وفي أحيان كثيرة يتعدى الأمر الحدود الوطنية للدولة الواحدة ويتم إشعال الحروب الإليكترونية بين الدول.

لكن ما لا نستطيع إنكاره هو أن وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت أن تكسر احتكار المؤسسات الإعلامية الرسمية للمادة الخبرية، كما أنها أخرجت لنا نموذجا جديدا من الإعلاميين يسمى بـ»المواطن الصحفي»، وهو ذلك المواطن الذي لم يعد متلقيا فحسب للمعلومة، بل أصبح مشاركا فيها ومنتجا لها، عبر ما يملكه من وسائل محدودة هي كاميرا في هاتفه المحمول، فضغطة واحدة على زر في هاتف محمول تمكنه من نشرها وبثها وتداولها على نطاق واسع، وهو ما حدث بوضوح في حادث كنيسة حلوان مؤخرا.

وربما يكون افتقار وسائل «الإعلام البديل» للمصداقية ميزة وبارقة أمل لصالح وسائل الإعلام الرسمية التي تقاتل للبقاء، كالصحف الورقية والراديو والتليفزيون، بل إن الناس قد يبتعدوا عن السوشيال ميديا كمصادر للأخبار شيئا فشيئا لافتقادها المصداقية، وتكون هناك عودة للصحافة الورقية، وللإعلام التقليدي.

ولكن «فخ» مصداقية السوشيال ميديا ليس كافيا، إذ يتعين على المؤسسات الإعلامية الرسمية القيام بدورها في إمداد الجمهور بالمعلومة الصادقة السريعة التي تلبي احتياجات المواطن وتلائم التطورات العلمية والتكنولوجية في العصر الحديث.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق