«استخدامي للسوشيال ميديا هو الرئاسة على الطريقة الحديثة»!
هذا ما أكده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروف بولعه الشديد بموقع «تويتر» للتواصل الإجتماعي إلى الدرجة التي جعلت منه مؤسسا حقيقيا لمرحلة جديدة من الاستخدام السياسي لوسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن حول موقعه المفضل «تويتر» إلى منصة لرئاسته يطلق من خلالها القرارات الكبرى ويحتفل بإنجازاته ويهاجم خصومه داخليا وخارجيا.
فخلال عام 2017، نشر ترامب أكثر من 2489 تغريدة على تويتر غيرت من طريقة تغطية الصحفيين لأخبار البيت الأبيض، كما غيرت أيضا من طريقة تعامل الأمريكيين مع رئيسهم الجديد بعد أن أصبحوا قادرين على التعرف بشكل فوري ومباشر على أفكار وتوجهات رئيسهم من خلال تغريداته الذي سجل فيها تقريبا كل كبيرة وصغيرة خلال عامه الأول من إعتلاء كرسي البيت الأبيض.
بدأ ترامب إطلاق سيل تغريداته الرئاسية بعد أقل من ساعة من تنصيبه رئيسا في 20 يناير من العام الماضي، ومنذ ذلك الحين تركزت تغريداته على الهجوم والانتقاد اللاذع لخصومه من الحزب الديمقراطي وأيضا معارضيه من داخل الحزب الجمهوري الذي ينتمي له، فضلا عن حربه الشعواء مع الإعلام الأمريكي وخصوصا شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية التي يتهمها ترامب دائما بنشر الأخبار الكاذبة وتعمد التلاعب بتصريحاته وتضليل الشعب الأمريكي، بل والتسبب في تشويه صوة أمريكا أمام العالم.
وجاءت معظم التغريدات دفاعا من جانب ترامب ضد الاتهامات الموجهة لفريقه الرئاسي بالتورط في اتصالات مع روسيا خلال فترة حملته الانتخابية.
وخارجيا، فتح ترامب النار على زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، واصفا إياه في أحدى التغريدات بالرجل "الصاروخ"، كما هنأ القوات الأمريكية بالضربة التي نفذها الجيش الأمريكي على مواقع الجيش السوري في أبريل الماضي. ولم يكن استخدام تويتر دائما في مصلحة الرئيس "المغرد"، بل تسبب الموقع الاجتماعي الشهير أيضا في مشكلات كبيرة له، فقد وجد البيت الأبيض نفسه في موقف لا يحسد عليه عندما حاول الدفاع عن ترامب بعد إعادة الأخير نشر ثلاثة فيديوهات مناهضة للمسلمين في نوفمبر الماضي كانت جماعة بريطانية متطرفة أول من نشرها، الأمر الذي تسبب في أزمة مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي اعتبرت أن تصرف ترامب يدخل في إطار التحريض على الكراهية. كما استعان العديد من القضاة الفيدراليين بتغريدات ترامب المسيئة للمسلمين لتبرير قراراتهم القضائية بإلغاء قرار الرئيس بشأن منع المسلمين من 7 دول من دخول الولايات المتحدة.
وأكد القضاه أن تغريدات ترامب تؤكد معاداته للمسلمين والطبيعة المنحازة لقرار منع السفر.
ورغم ذلك، يدافع ترامب عن تمسكه واستخدامه المتكرر لتويتر، قائلا إنه لولا وسائل التواصل الاجتماعي لما وصل للبيت الأبيض، ومؤكدا أنه يتلقى معاملة ظالمة من وسائل الإعلام التي وصفها بالمزيفة. فهل تفتح تجربة ترامب مع السوشيال ميديا الباب أمام اختفاء المؤتمرات الصحفية والبيانات الرئاسية، وأمام استخدامات رسمية "إيجابية" لمواقع التواصل الاجتماعي، لتصبح وسيلة للتواصل بين القادة والمسئولين من جانب، والمواطنين من جانب آخر؟
وهل نحن الآن في طريقنا لنعيش عالما جديدا يحكمه الزعماء من أمام شاشات الهواتف الذكية؟
رابط دائم: