رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أين الدفء الإنسانى؟

فى موسم الأعياد وتبادل الأمنيات بمناسبة العام الجديد أتساءل: هل الأثر الذى تتركه فينا رسائل «المعايدات الإلكترونية» هو نفسه الذى كانت تحدثه فينا الرسائل المكتوبة والمغلفة التى كنا نتلقاها عن طريق ساعى البريد؟!.

إذا كان الجواب بالنفى فعلى رسلك، وتذكر أننا فى زمن الاتصالات المتطورة، فبفضل الإنترنت طالت يد الانقراض على وجه الخصوص ـ بطاقات المعايدة والبطاقات التى نرسلها فى لحظات معينة من الأماكن التى نقصدها للسياحة أو قضاء عطلة ما أو غيرها، والمفارقة أن الصور الزاهية بصريًا صارت ترتبط بـ «السيلفي» مما جعلها صورًا تصر على التفاخر والتباهى والثراء بأشكاله المتنوعة!

ومع عصر التقنيات الرقمية انخرط الناس فى تبادل البريد الإلكترونى فى كل وقت ومن أى مكان بأى شخص، إنهم يتبادلون قرابة 100 مليار رسالة بريد إلكترونى يوميًا فى أنحاء العالم، إذ تكفى بعض الكبسات على الـ (ماوس) الإلكترونى ثم تبث الرسالة إلى الصديق والخصم والغاضب (والزعلان) ..... وكل من هو موجود على لائحة الهاتف أو يشكل جزءًا  من الأصدقاء الفعليين أو الافتراضيين على شبكات التواصل الاجتماعي!.

 لم تعد المعايدة مغامرة فعلية نفكر فيمن يتلقاها وأحواله وعلاقته الفريدة معنا، فدون أن نتزحزح عن الكرسى نرسل ونستقبل رسائل المعايدة، والسؤال المطروح ألم يكن المجهود المبذول عند التواصل مع شخص أو آخر مهما بحد ذاته أيضا؟!.. بلاشك تستطيع أن تقول إن «الإنترنت» شوه التواصل المبنى على الاهتمام بالآخر وخصوصيته وفرادة علاقتنا معه، فصار الجميع متشابها فى معايدات الفضاء الافتراضي، وهكذا ضاعت الرياضة النفسية المتمثلة فى ابتكار أمنيات المعايدة التى كانت تريح المرسل والمرسل إليه معا، ومنذ بداية التواصل إلكترونيا فقدت الكلمات أهميتها بعد أن كانت تعبر عن الامتنان فى لحظة فرح أو حزن.

ووداعا للصورة التى كنا نأخذها بتأن لنسجل لحظة نرغب فى عدم ضياعها، أما لحظاتنا فى ظل هذا التطور، حتى وإن بدت جميلة، فإنها تخلو من دفء المشاعر كالزهور البلاستيكية خالية من الروح والحياة، لا فارق بين لحظة وأخري، كذلك لم تعد للكلمات فوارق فى المعاني، ووداعا لأرشيف البطاقات البريدية المخصصة للتبادلات الشخصية، ووداعا للحظات تتخللها صورة قلب أو رمز معين، فمع الإنترنت باتت القلوب والإشارات توزع يمينا وشمالا، شرقا وغربا دون قيمة فعلية، وصارت تلك الإشارات متاحة على كل الوسائط ومع سهولة إلصاق الكلمات المجهزة اختفت مشكلة الكتابة، وكذلك الزمن إذ لا تستلزم المعايدة الإلكترونية وقتا لتزين كلماتها فى زاوية البطاقة أو الرسالة.

فهل فقدنا السحر والأصالة فى بطاقات المعايدة والتمنيات فى الأعياد؟.. ربما يقول البعض: المهم أن المعنى موجود بين المرسل والمرسل إليه، وهذا صحيح، لكن عندما يكون المضمون عينة مرسلة إلى الجميع بالطريقة نفسها ودون تمييز، فإن عملية المعايدة تفقد قيمتها، ولم يعد فى معايدات الإنترنت دفء إنسانى!.

د. عماد إسماعيل

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 2
    ^^HR
    2018/01/16 09:16
    0-
    0+

    ذهب مع النطاعة والبرود الاخوانجى
    زرعوا الفتن بين الناس
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    ابو العز
    2018/01/16 09:11
    0-
    0+

    شوف يا دكتور ..
    في فترة سابقة ترددت في الأتصال مع احدهم لتهنئته بمناسبة لديه ولم افعل . لا علاقة بالاتصالات بالموضوع ! المهم مكنونات الصدور وما تخفي .
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق