تلقى رسائل بريد الجمعة صدى واسعا لدى القراء إذ يتفاعل معها الكثيرون بالرد والتعليق وهناك من يتابعون الحالات التى تحتاج إلى المساندة والمساعدة، وفى كل الأحوال نسعى إلى مد جسور التواصل مع الجميع لكى نبحر معا فى نهر الحياة ونصل إلى شاطىء الأمان، واليكم بعض ردود الأفعال التى وصلتنى هذا الاسبوع:
> مواجهة مع المتاعب: أنا صاحبة إحدى قصص بريدك، وكنت قد بعثت إليك برسالتى طالبة استشارتك فى مشكلة دمرت حياتى الزوجية، وأسقط فى يدى، ماذا أفعل؟، وقد مررت بحالة نفسية سيئة، وضاقت الأرض علىّ بما رحبت، فلجأت إليك فأرشدتنى إلى ما رأيته مناسبا لى، وجزاك الله كل الخير، وقد أخذت بنصيحتك، ودعوت الله أن يعيننى على متاعب الحياة، وطرقت أبواب العمل لأتكفل بنفسى وأولادى، ولكن الأمور لم تستقم، فالعمل الذى التحقت به لا يتناسب مع حالتى، إذ يتطلب الوقوف فترات طويلة، وهو ما منعنى الطبيب منه.. لذلك أعيد الكتابة إليك راجية أن أجد عملا يتلاءم مع مؤهلى حتى أستطيع أن أعول نفسى وأبنائى، وأتمكن من مواجهة المتاعب التى تحيط بى من كل جانب.
{ تأكدى دائما أن مع العسر يسرا، وأرجو أن يجد نداؤك صدى لدى أصحاب الشركات من رجال الأعمال، وأنت قادرة على إثبات ذاتك بما لك من خبرة طويلة، سوف يستفيد بها من يتيح لك فرصة العمل معه، فانتظرى عطاء ربك، وهو وحده المستعان.
..............................
> منير ليلة: استوقفتنى رسالة «قبلة العمر» للجدة التى ربت حفيدتيها، فلقد انبهرت بعطائها الجميل، ودورها الكبير فى حماية وتربية هاتين البنتين، فى الوقت الذى تخلى فيه أبوهما عنهما، وتذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يعول»، كما أنك تشير دائما إلى جوائز السماء التى تنتظر المكافحين، وأرى أن نساعد هذه الجدة المجاهدة المحتسبة فى أداء الحج أو العمرة على أقل تقدير كجائزة رمزية لها جزاء عن عملها الرائع، وأنا على استعداد تام للمساهمة بمبلغ عشرة آلاف جنيه، حتى تشعر هذه السيدة العظيمة بتقدير الآخرين لها، وأن ما عند الله لا يضيع.
{ أشكرك على هذه اللفتة الكريمة، وسوف أرتب هذه المسألة معك، وليدبر الله أمرا كان مفعولا، والحق أن هذه السيدة الرائعة نموذج حى للمرأة المكافحة الصابرة التى لا تدخر جهدا فى سبيل إسعاد الآخرين، بعد أن كرّست حياتها لرعاية حفيدتيها، وسوف تأتيها الجائزة الكبرى من المولى عز وجل، وهى أيضا مثال للجدة المثالية التى يجب أن تنال حقها من التكريم، وأسال الله أن يكتب لها السعادة فى الدنيا والآخرة.
..............................
> نعيم الناغية ــ المطرية ــ دقهلية: هذه الكلمة عزاء لقلبى، حيث أكتب إليكم عن زوج ابنتى الوحيدة «فتحية» المعلمة بمدرسة أبى بكر الصديق الابتدائية، وهو فتحى عبد الغنى، وكان يعمل فى الإدارة التعليمية، وقد تعرض لهجوم سرطانى شامل ترك آثاره على المخ والعظام، فأسلم الروح لله، وحزن عليه الجميع .. لقد تحمل آلاما شديدة، وكنا قريبين منه، وندرك أنه يجرى مسرعا نحو الموت، وأن الفراق أصبح حتما مقضيا، وفى جنازته انسابت دموع مشيعيه وسمعت قلبى وهو ينتحب عليه، فالحقيقة أنه لم يغضب ابنتى بكلمة واحدة، ولذلك فإنها تبكيه ليلا ونهارا، فبرغم أننا جميعا بجوارها إلا أن الزوج الصالح لا يعوض، ولكن ليس بيدنا حيلة، فالله عز وجل يقول فى كتابه الكريم: «وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا» (آل عمران 145)، وأخيرا أتذكر البيت التالى للمتنبى:
وقفت وما فى الموت شك لواقف
كأنك فى جفن الردى وهو نائم
{ أشعر بمرارة الألم لرحيل زوج ابنتك ظاهرة بين ثنايا كلماتك، وأحس بمدى الحزن الذى يخيم عليها، فالحق أن فقدان الزوجة زوجها ابتلاء صعب، لا تستطيع احتماله إلا بالصبر، وعلى ابنتك التقرب إلى الله، وأسأله عز وجل أن يعوضها عنه خيرا، وأن يمنحك القدرة على مساعدتها فى تجاوز محنتها.
..............................
> ابنتى العزيزة: قرأت رسالة الأم التى تريد أن تفرح بابنتها كعروس مثل كل البنات وهى تعانى ظروفا خاصة تمنعها من الإنجاب، فأنا شاب مطلق ولدى طفل عمره خمس سنوات يقطن معى فى بيت والدى، ويتعلم بمدرسة خاصة بجوار المنزل، وقد فاتحت أهلى فى رغبتى فى الزواج بهذه الفتاة فرحبوا، وحالتى ميسورة وأعمل فى فندق لا يقدم الخمور، وعمرى ثلاثة وثلاثون عاما، وأواظب على الصلوات، ولدى شقة فى الخصوص بالقليوبية، وسوف أشترى لها أثاثا جديدا، وأرجو أن تتاح لى فرصة لقائها لاقناعها بالزواج.
{ تلقيت عروضا كثيرة لابنة كاتبة هذه الرسالة، وقد أطلعتها على كل البيانات الخاصة بمن تقدموا للزواج منها، وسأضم إليها طلبك وأسأل الله التوفيق للجميع.
..............................
> «كارهة الزواج»: إستوقفتنى رسالة «كاره النساء» فى بريد الجمعة الماضية، ووجدتها صورة معكوسة بمرآة لما بداخلى مع بعض «الرتوش» البسيطة؛ فأنا رجل أقترب من سن الخمسين، وأشتكى من حال أختى الصغرى التى تقترب من عامها السادس والثلاثين، وهى مضربة أيضا عن الزواج، بالرغم من تقدم الكثيرين للارتباط بها على مدار الأعوام العشرين الماضية، وهى لا ترفض الزواج طلبا للحرية أو هروبا من المسئولية؛ بل على العكس فهى فتاة هادئة و»بيتوتية» تتحمل مسئوليتنا جميعا، وكانت هى التى ترعى أمى ــ رحمها الله ــ الى أن توفيت منذ عام، وانحصرت أسباب رفضها فى أنها لم تجد الشخص المناسب، وأنها تؤثر الوحدة والسلام النفسى على خوض تجربة الزواج فى هذا الزمان المحفوف بالمخاطر والأزمات، واعتقدت وقتها أنها تحاول أن تظل بجوار والدتها لترعاها، ولكن بعد وفاتها إستمرت على نفس الدرب، وزادت عزلتها، فأصبحت تقيم بمفردها فى أغلب الأيام، وأشفقت عليها لكنى فشلت فى إثنائها عن موقفها، ولقد وجدتنى مدفوعا للكتابة إليك بعد أن إستنفدنا معها كل النصائح والحيل، فهل من حل؟.
{ الفتاة التى ترفض الزواج من كل رجل يتقدم لها تجعل نفسها محلا للأقاويل والشائعات التى تسىء إلى سمعتها، ومع الوقت لا تجد من يطرق بابها، كما أن تأخير الزواج تترتب عليه مضاعفات خطيرة فى جسمها، منها ضعف الرحم وعدم القدرة على الإنجاب، فأرجو أن تعيد أختك النظر فى موقفها، وإن كان هناك سر ما لهذا العزوف عن الزواج، فيمكنها أن تبوح به إلى سيدة قريبة منها، أو أن تفضى به إليك، وأعتقد أن الأمر بسيط، وكل ما هو مطلوب منها أن تحكّم عقلها، وأن تتوكل على الله، وسوف يهيئ لها عز وجل من أمرها رشدا.
> مدفن صدقة: أسرة تم تخصيص قطعة أرض لها لإقامة مقبرة عليها فى أرض المقابر المقامة بطريق العين السخنة، وقد دفعت من ثمنها عشرة آلاف جنيه، وترغب فى التبرع بها لإحدى الجمعيات الخيرية.
رابط دائم: