من المعروف أن العلامات والإرشادات المرورية وضعت أساسا من أجل سلامة المواطن، سواء لقائدى السيارات أو المشاة، ولكن للأسف نجد أن الكثيرين يجهلون مدلول وأهمية هذه العلامات. ولا يختلف الجهل المرورى كثيرا فى خطورته عن الجهل بالقراءة والكتابة، فكلاهما مظهر للتخلف، وإذا كنا نجد شخصا جاهلا فهذا أمر طبيعى، أما أن نجد معلما جاهلا فهذه هى الكارثة الكبرى. ودعونا نأخذ طريق «القاهرة ـ العين السخنة» كمثال، حيث إنه طريق مزدوج أنشئ على أعلى مستوى، وكل اتجاه فيه مكون من أربع حارات ويفصل بين الاتجاهين رصيف أوسط. وفجأة عند منطقة (جبل الجلالة) وهى منطقة محصورة بين الجبل والبحر يضيق الطريق، ويصبح حارة واحدة لكل اتجاه ويختفى الرصيف الأوسط ويحل محله خط متصل باللون الأبيض ليفصل بين الاتجاهين والمفروض أن يكون باللون الأصفر.
وطبقا لما تقرره قواعد المرور الدولية، فإن الفرق بين الخط الأبيض والخط الأصفر هو أن الخط الأبيض يفصل بين حارة وأخرى وجميعها فى اتجاه واحد، أما الخط الأصفر فيفصل بين اتجاهين متضادين، أى أنه بمنزلة رصيف أوسط، ومن ثم فإننا نجد أن إدارة المرور قد قامت بالفصل بين اتجاهين متضادين بموجب خط أبيض، مما يتنافى مع أصول القواعد الدولية ما قد يكون سببا فى وقوع حوادث مرورية كارثية فى هذه المنطقة.
ومما يثير العجب أن إدارة المرور وضعت علامات إرشادية تقول (احترس منطقة حوادث) ناسية أنها السبب الرئيسى فى هذه الكوارث لعدم الإلتزام بمدلول الخطوط الأرضية.. وأرجو أن تقوم إدارة المرور بتدارك هذا الخطأ الفادح.
المستشار ــ محمود نبيل ــ بالكويت سابقا
رابط دائم: