رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

علموا أطفالكم تقبل الآخر

عبير المليجى

تتملىء الحياة الاجتماعية باختلافات بين البشر فى اللون والعادات والتقاليد وطرق التفكير مما يجعل من مفهوم التعددية والتنوع مبدأ أساسياً فى المجتمع، وهذا ما أقرته الكتب السماوية فقد قال الله عز وجل فى كتابه الكريم «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفو» ويقول الإمام الشافعى «رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب»، وهناك الحكمة الشائعة «الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية».. لذا لابد أن تهتم الأسرة بإرساء قواعد لغرس ثقافة الاختلاف وتقبل الآخر فى نفوس أطفالها.

حول هذا الموضوع يحدثنا د.أحمد حسن الليثى استشارى الصحة النفسية بكلية التربية جامعة حلوان قائلاَ: فى عصرنا الحديث يقع على الأسرة والمدرسة دور أساسى فى تربية الطفل على تقبل الآخر، فالتعلم لا يقتصر على الجانب المعرفى فقط ولكن يتسع ليشمل جوانب سيكولوجية وأخلاقية لا تقل أهمية عن تنمية القدرات العقلية لديه لكى يصبح فيما بعد مواطناً صالحاً يتمتع بالصحة النفسية مما يجعله يتقبل الآخر ويوجه طاقته لتطوير مهاراته وشخصيته وتفكيره وتحقيق التفوق الدراسى والعملى واكتساب قيم المواطنة الفعالة والانتماء، وعلى النقيض فإن رفض الآخر المختلف فى الثقافة، اللون والعرق يعد مؤشراً على اضطراب الشخصية وانعكاساً لسوء التوافق الاجتماعى، ولتحقيق ذلك علينا أن نغرس فى أطفالنا منذ سنواتهم الأولى مبادئ الذكاء الأخلاقى الذى يتضمن إعلاء قيم التعاطف، التسامح، واحترام حقوق الغير بهدف حمايتهم من الفكر المتطرف والتشدد، ولنشر آداب الاختلاف وتقبل الآخر يجب أن نبدأ بتربية الطفل على التفكير الإيجابى حيث إن الطفل فى مرحلة المهد والطفولة المبكرة يقوم بالتقليد والملاحظة ثم يتعلم التفكير وينمو لديه الذكاء لاختيار التصرف الأمثل، وبالتالى يجب أن تتصرف الأسرة بمسئولية بوصفها النموذج الاجتماعى الأول والأساسى فى حياة الطفل.

ويضيف د.أحمد: إن فكرة تقبل الآخر واحترام حقوقه لابد أن تتسع لتشمل قبول الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وحسن التعامل معهم خاصة وأن الإعاقة لا تختلف عن المرض الجسمى فهم أطفال أصيبوا بعجز (جسمي-عقلي-لغوي-حسي) سواء لأسباب وراثية أو مكتسبة وليست لهم حيلة فيما أصيبوا به، فيجب تربية الطفل على تقبلهم واحترامهم وتقدير ظروف إعاقتهم حيث إنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع ولهم حقوق وعليهم واجبات كبقية طوائف المجتمع المصرى.

ولتحقيق هذه القيم الحضارية فى قبول الآخر المختلف واحترامه وتقديره لابد من تقسيم المسئولية بين الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام لما يلي:..

1ـ على الأسرة الاهتمام بالحوار الأسرى وتدريب الطفل على آداب الحوار وتبادل الأفكار وإتاحة الفرصة له لإبداء رأيه والاستماع إليه بعناية حتى يثق فى قدراته، كما أن للعب مع الطفل أهمية بالغة فى تكوين شخصيته وتعليمه احترام روح الجماعة والبعد عن الأنانية والعدوانية من خلال رسائل غير مباشرة يوجهها الأهل له وتشجيعه على الألعاب الجماعية لتنمى لديه المشاركة وتقبل الآخر، إضافة إلى الاهتمام بالهوايات والفنون والأنشطة المدرسية التى ترتقى بأفكار الطفل وانفعالاته وتسمو بأخلاقه، ضرورة استحضار سير الرسل والأنبياء والقادة وأصحاب الرأى والفكر ومواقفهم الإيجابية فى دعم القيم الإنسانية.

2- تلعب المدرسة دوراً أساسياً فى تشكيل أفكار وعقول طلابها وقيمهم الإنسانية بالاهتمام بالتعلم القائم على المنطق والحكمة ومهارات التفكير وعدم الاقتصار على الحفظ وتدريس المقررات الدراسية فحسب بل إعداد بيئة لتعلم المفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح من خلال الأنشطة المدرسية الرياضية والثقافية والاجتماعية التى تنمى مهاراتهم الاجتماعية وإكسابهم الوعى والرقى فى التعامل مع الآخر على أساس الاحترام والتقدير المتبادل، ويمكن تحقيق ذلك من خلال مسرحة المناهج الدراسية وعقد الندوات المدرسية والحلقات النقاشية وورش العمل وإعداد الأطفال لتقبل دمج ذوى الإعاقات البسيطة داخل المدارس العادية حتى ينشأ الأطفال على الخلق الطيب والتسامح وامتلاك عقول مستنيرة تلفظ كل ما يتنافى مع المبادئ والأخلاق السامية.

3-الإعلام يعد مؤسسة ثقافية وتربوية لها أثر بالغ فى اكساب القيم والأفكار المختلفة للمشاهدين ، فالأطفال والمراهقون تتشكل شخصياتهم بدرجة كبيرة من الأعمال الدرامية فالدراما الهادفة تسهم فى تنشئة جيل يرتكز فى تفكيره على العلم والمعرفة واستثمار قدراته ومواهبه و تسهم بعض الأعمال فى إبراز نماذج العنف والعدوان ورفض الآخر مما يؤثر سلبياً فى وعى الأطفال والمراهقين، لذا يجب أن تنتقى الأسرة لأبنائها الأعمال الفنية الملائمة لبناء شخصيات إيجابية ومتحضرة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق