رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سمـــاء «نجريـــج» تمطـــر فرحــــا
أهالى قريته خرجوا للشوارع فخورين بـ «الابن البار».. وطنطا كانت طريقه للعالمية.. وعين «الخبير» رضا الملاح اكتشفته

نجريج السيد البدوى ــ حاتم الشربينى
جماهير مصر حرصت على الوجود فى مسقط رأس اللاعب [تصوير: محمد مصطفى]

فى ليلة من ألف ليلة وليلة عاشتها قرية نجريج مسقط رأس النجم محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزى والمنتخب الوطنى حتى الصباح، والتى عاشتها «الأهرام» مع أهالى القرية بمركز بسيون بمحافظة الغربية، احتفالا بحصول ابنها البار محمد صلاح على لقب أحسن لاعب فى إفريقيا عن عام 2017 ،احتفلت «سماء» نجريج بصلاح على طريقتها، عندما تساقطت قطرات المطر على البلدة بغزارة قبل إعلان تتويجه بلقب الأفضل إفريقيا، مما اعتبره الأهالى فألا حسنا وقد كان بالفعل.

وفور إعلان فوز محمد صلاح بجائزة الإتحاد الإفريقى لكرة القدم «الكاف» كأفضل لاعب إفريقي، خرج الأهالى إلى شوارع القرية ابتهاجا واحتفالا بابن قريتهم حاملين صوره رغم غزارة الأمطار ، واتجهوا صوب منزل أسرته بالقرية وظلوا يهتفون باسمه.

كما تجمع عدد كبير من الشباب داخل مركز شباب قرية صلاح الذى يحمل اسمه، وظلوا منتظرين بلهفة لحظة إعلان جائزة أفضل لاعب بإفريقيا والتى حصدها ابن قريتهم ، وعقب إعلان النتيجة ضج مركز شباب القرية بالأهازيج وعمت الفرحة الجميع وقاموا بتعليق الأنوار والزينة ووضعوا صورا بالحجم الكبير له، وظل يتوافد على مركز الشباب العديد من الشباب احتفالا بفوزه بلقب الأفضل إفريقيا، وقاموا بتوزيع المشروبات على الموجودين، كما تجمع العشرات من أهالى القرية على المقاهى فى القرية للاحتفال بفوز صلاح بالجائزة .

وأشاد شباب قرية نجريج بوصول أحد أبناء قريتهم لهذه المكانة العالية بين أفضل لاعبى العالم الأفذاذ، مشيرين إلى أنه عندما يوجد بينهم فى القرية أثناء إجازاته، فإنهم يشعرون بمحمد صلاح الإنسان الذى لا يعرف الغرور مكانا فى قلبه وهو يتحدث معهم، وقالوا إنه بالعكس يشاركهم الحزن قبل الفرح، كما أنه مجامل لأبعد درجة ممكنة.

كما أبدى شباب قرية نجريج فرحتهم بتحقيق «الفرعون المصرى» لرقم فريد لم يحققه أى لاعب إفريقى من قبل، فبعد تتويجه بلقب أفضل لاعب إفريقى والذى لم يتحقق من 34 عاما، أصبح صلاح أول لاعب فى التاريخ يفوز بجائزتى أفضل لاعب صاعد داخل قارة إفريقيا وأفضل لاعب إفريقى، بعدما فاز بجائزة أفضل لاعب صاعد عام 2012 عندما كان لاعبا بصفوف فريق بازل السويسرى، وقالوا إنها لحظة للتاريخ، فهى نتيجة اجتهاد وصبر من اللاعب بالتأكيد، وندعو الله أن تكون هى أول الطريق بمزيد من الإنجازات لابن بلدتنا محمد صلاح أفضل لاعب فى إفريقيا، فقصته لن تنتهى لأن طموحه غير محدود ، ونتوقع العام المقبل أن يكون ضمن المرشحين لجائزة أفضل لاعب فى العالم.

وتحدث بعض أهالى قرية نجريج خلال احتفالهم بمحمد صلاح، عن مداومته على تنفيذ الأعمال الخيرية لأهالى قريته، فعلى سبيل المثال ساهم فى إنشاء وحدة غسل كلوى للتسهيل على المرضى ، بالإضافة لحل أزمة حضانات الأطفال داخل القرية، كما تبرع بما يقرب من 5 ملايين جنيه لمصلحة مستشفيات وملاجئ مدينة طنطا، وحرص على تحمل تكاليف إنشاء وحدة استقبال لحالات الطوارئ فى مستشفى بسيون التابع لمحافظة الغربية، خاصة بعد شكوى الأهالى من تدهور الحالات الصحية لعدم وجود وحدة استقبال فى المستشفى، فضلا عن إنشائه غرفة عمليات مجهزة بها بأحدث الأجهزة المستوردة من الخارج.

ولم ينس صلاح جمعية قدامى اللاعبين التى تبرع لها بمبلغ كبير أيضا لرعاية أسرهم، وأخيرا أكد اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية تبرع محمد صلاح بـ 8 ملايين جنيه لإنشاء معهد دينى ووحدة تنفس صناعى، ويحرص صلاح على تخصيص دخل شهرى ثابت لكثير من الأسر الفقيرة فى قريته، بل لكثير من الأسر السورية الموجودة بجوار قريته أيضا.

بلاشك إن طنطا كانت طريق محمد صلاح للعالمية، حيث جاءت رحلة صعوده منذ اشتراكه فى دورى المدارس، حتى انضمامه لنادى المقاولون العرب الذى يعتبره اللاعب نفسه «بوابة العبور» للعالمية.

فقد بدأت الموهبة الكروية لمحمد صلاح فى الظهور من خلال دورى المدارس عام 2005، والتى استضافتها الصالة المغطاة بطنطا وتألق فيها لتلمحه عين كابتن رضا الملاح كشاف نادى المقاولون فى طنطا، والذى اتصل بوالد اللاعب، مؤكدا له أن نجله يتمتع بموهبة كروية كبيرة عارضا عليه انضمام محمد لصفوف نادى مقاولون طنطا، ليوافق الأب على الفور ويقابله فى اليوم التالى بمدينة طنطا لينضم محمد للنادى، ويبدأ مشواره مع عالم كرة القدم.

ولم ينس أحد دور ريعو نجم الأهلى السابق، فى اكتشاف موهبته ، حيث كان يوجد مصادفة بمدرجات استاد حلوان لمشاهدة مباراة مقاولون طنطا وحلوان، وأعجب بمهارات صلاح خلال اللقاء ليذهب إليه عقب انتهاء المباراة ليأخذ بياناته كاملة، وفى اليوم التالى فوجئ والده باتصال من مسئولى نادى المقاولون يطلبون منه إحضار ابنه إلى القاهرة لانتقال اللاعب إلى قطاع الناشئين بالنادى، والذى شهد بداية انطلاقة محمد صلاح.

ولم يكن ما وصل إليه صلاح وليد المصادفة، فقد دفعت أسرته بالكامل ثمن ممارسته لكرة القدم، خاصة بعد انتقاله لنادى المقاولون بالقاهرة، فمعاناة العودة منتصف الليل بعد رحلة مواصلات صعبة من القاهرة لطنطا ثم من طنطا لبسيون، ومنها لمنطقة التنظيم التى كان ينتظره فيها والده ووالدته كانت صعبة للغاية، لتبدأ رحلة السير على الأقدام التى كانت تستمر لأكثر من ساعة فى الواحدة ليلا، إلا أن هذا الإرهاق الذى تعرضوا له لايساوى شيئا عندما فاز الفرعون المصرى بجائزة أفضل لاعب فى إفريقيا لعام 2017.

◙ معلمته : سويسرا كانت  البداية

 أكدت إخلاص أبو حبسه معلمته فى مرحلة الابتدائية أنها أكثر الأشخاص السعداء بنجاح محمد صلاح، وقالت أنها كانت تعامله فى الصغر مثل أبنائها تماما، ويكفى أنه أسعد دولة بأكملها سهرت حتى الصباح لتحتفل به بعد أن فاز باللقب ، وقالت إنه أكبر من كونه لاعب كرة قدم ، وانه صانع السعادة للمصريين ووزير السعادة أيضا. وأضافت أبو حبسه عقب انتقاله إلى صفوف بازل السويسرى بشهور قليلة، أسهم صلاح فى تطوير فصول مدرسته الابتدائية، بالإضافة لتبرعه بإنشاء مسجد داخل المدرسة، وأضافت أنه كان هادئا وخلوقا للغاية ولم يكن يوما ما مسببا للمتاعب بالنسبة لها أو لأى معلم أو معلمة أخرى.

 

◙ الطفل «شيكو» حضر من العاصمة ليحتفى بصلاح

 فى لفتة طريفة وقف عندها الحاضرون، ظهر طفل يبلغ من العمر 7 سنوات يدعى شريف ياسر ويلقب بـ «شيكو» حضر من القاهرة على وجه الخصوص بصحبة والده، من أجل الوجود وسط فرحة أبناء قرية نجريج بفوز صلاح بلقب أفضل لاعب إفريقى، واحتفل الطفل «شيكو» على طريقته حيث قام برسم لحية صلاح على وجهه وقام بتحديدها بألوان رصاصية وقام أيضا بتقليم شعره أسوة باللاعب، وهو ما أضفى البهجة والسعادة أكثر على الجميع.

 

◙ اختفاء أسرته من القرية

فوجئ أهالى قرية نجريج باختفاء أسرة محمد صلاح جناح الفريق الأول لكرة القدم بنادى ليفربول الإنجليزى والمنتخب الوطنى عن الأنظار تماما خلال الساعات التى سبقت تتويجه بجائزة أفضل لاعب فى القارة السمراء وطوال أمس.

وتوافدت وسائل الإعلام إلى منزل اللاعب فى نجريج ولكنهم فوجئوا أن المنزل مغلق بــ«الجنازير» وأسرته غير موجودة ومنهم من كان داخل القرية ولكن فى منزل آخر والبعض منهم سافر إلى الإسكندرية بتعليمات من صلاح نفسه الذى يريد ابتعادهم عن وسائل الإعلام تماما.

◙ الجد والحفيد فى روسيا

 شاءت الأقدار أن يصادف احتفالية تتويج محمد صلاح بلقب الأفضل إفريقيا، ذكرى سفر الشيخ الجد عياد الطنطاوى النجريجى إلى روسيا، كأول معلم للغة العربية هناك، وذلك بعد حصوله على اللقب الإفريقى وذهابه لقيادة المنتخب الوطنى فى مونديال 2018، ليكون الحفيد محمد صلاح مواصلا لمشوار الجد عياد الطنطاوى النجريجى فى بلاد «الثلج».

 

◙ «كوب شاى» كاد يحدث أزمة

 فى واقعة طريفة، ووسط احتفال أهالى قرية نجريج بحصول صلاح على اللقب داخل مركز شباب القرية، انقطع التيار الكهربائى أكثر من مرة عن الشاشة العملاقة التى خصصتها مديرية الشباب والرياضة بالغربية لنقل احتفالية «الكاف»، وفى كل مرة لا يعلم الحاضرون سببا لذلك، وفى المرة الأخيرة التى انقطع فيها التيار الكهربائى عن الشاشة، تبين للحاضرين أن أحد العاملين بمركز الشباب أراد أن يجهز كوبا من الشاى ليشربه، فظل يحاول البحث عن «فيشه» لتشغيل «الكاتيل» لتحضير كوب الشاى ولكن دون جدوى، حتى واتته الفكرة بشد سلك الكهرباء الخاص بالشاشة من «الفيشه» ووضع «فيشة» الكاتيل، مما أثار الحاضرين بشدة وقاموا بتوجيه جام غضبهم تجاهه، ولكنه فاجأ الجميع قائلا: عايز أعمل كوب شاى، هى فيها حاجة دى، أعمل أيه يعنى؟، مما تسبب فى «هسترية» ضحك من جانب الحاضرين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2018/01/06 07:01
    0-
    2+

    لهم الحق أن يفخروا ويفرحوا بإبنهم البار
    ليس فقط لكونه اصبح نجما عالميا مرموقا فى كرة القدم ولكن أيضا لأدبه الجم واخلاقه الرفيعة وتواضعه وبره بأهله واهل بلدته ووطنه فلم يبخل بالعطاء مما حباه الله من فضله
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق