ظل لسنوات يحلم بأن يتزوج ويكون له أسرة صغيرة وأولاد ومن أجل ذلك عمل واجتهد، وبرغم بساطة حاله وعمله كسائق فإنه واصل الليل بالنهار ليتمم زواجه من الفتاة التى اختارها قلبه بعد أن وافقت أسرتها على ارتباطهما، إلا أنه لم يكن يعلم بأن حياته ستتحول إلى جحيم سيعصف به وينهى حياته، فلم يتحمل أن يتحول حلمه إلى كابوس وتبددت السعادة التى انتظرها كثيرا بخلافات لا تتوقف بين أمه وزوجته فلم يجد أمامه وسيلة سوى الانتحار ليتخلص من الحياة بأسرها.
استيقظ سكان منطقة منى الأمير بالحوامدية على خبر وفاة جارهم البالغ من العمر 25 عاما والذى تزوج لتوه منذ شهر فقط، مما أصابهم بالصدمه فقد مات العريس، ليكتشفوا بعدها أنه انتحر، لتزداد صدمتهم فهو الشاب دمث الخلق و الذى احبه كل من حوله.
هو شاب كغيره من الشباب المجتهد فقد عمل منذ صغره واجتهد حتى ارتبط بفتاة أحبها ثم خطبها، وخلال سنتين من العمل المتواصل استطاع تجهيز شقته التى قام ببنائها أعلى منزل أسرته، وهو لا يكاد يصدق أنه سيرتبط بمحبوبته وسيجمعهما معا بيت صغير يحلم بأن يعيش حياة سعيدة، واحتفل معه الجيران والأقارب بزفافه متمنين له حياة سعيدة.
ومع اليوم الأول دبت الخلافات بين العروس ووالدة العريس (حماتها)، وبات الشاب حائرا بينهما، واعتقد أنه مع مرور الوقت سيتبدل الحال وتتحسن العلاقة بينهما، وأن تلك الخلافات ما هى إلا لاختلاف الطباع، إلا أنه مع مرور الأيام تعقدت الأمور أكثر وأصبح عليه أن يرضى أمه وزوجته وحاول بالفعل أن يتحمل هو العبء ويرضى كل واحدة منهما ولكنه لم يستطع.
وازدادت الأمور تعقيدا حتى تحول شهر العسل إلى صراع دائم بين الزوجة والام، واستيقظ العريس على كابوس الخلافات الذى حل محل السعادة التى كان يحلم بها، وساءت حالته النفسية ودهسته الخلافات دون أن تحاول زوجته أن تتحمل طباع والدته من أجله أو تتغاضى الأم عن أخطاء زوجته مراعاة لخاطره، فيتوجه إلى عمله يوميا ثم يعود ليجد مشكلة جديدة بين زوجته وأمه ويقضى وقته فى محاولة إرضاء كليهما.
وسارت الأيام على هذا المنوال تزداد تعقيدا يوما بعد يوم حتى ساءت حالته النفسية ولم يعد يتحمل تلك الاوضاع بعد مرور شهر واحد على زفافه، حتى إستيقظ الجميع من نومهم على فاجعة بعدما عثروا عليه معلقا فى سقف صالة شقته، بعد أن انتحر ليهرب من تلك المشكلات التى باتت بدون حل بالنسبة له، وعندها حاولت الأم والزوجة تبرئة نفسيهما، وخشى الجميع من المساءلة القانونية فقرروا أنه كان يعانى من حالة نفسية ويعللونما هو سببها. وتلقي اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إخطارا من مستشفى الحوامدية باستقبالها جثة الشاب، ومن خلال تحريات اللواء رضا العمدة نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة تبين انتحار المجني عليه وقرر والده أنه متزوج منذ شهر، وأن سبب إقدامه على الانتحار هو وجود خلافات بين والدته وزوجته، مما تسبب فى سوء حالته النفسية بعد فشله فى حلها.
رابط دائم: