رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ســـيناريو لعبة «القط والفأر» بين الباعة وأمن المترو

هاجر صلاح
> إحدى حملات ضبط الباعة الجائلين فى مترو الانفاق

عربات المترو هادئة اليوم بلا ضجيج كالمعتاد. بعد تفكير قصير، يتبين السبب. أخيرا لا أثر لهم. اختفى صياحهم بندائهم المزعج على بضاعاتهم الكفيلة بتجهيز منزل »من مجاميعه«!

يبدو أن هناك حملة اليوم لضبط الباعة الجائلين. على استحياء تظهر بائعتان، تناديان على بضاعتهما خلال سير المترو، ويصمتان تماما بمجرد دخوله لأى محطة، وتحديدا المحطات المعروفة بتمركز أفراد الحملة بها. يطلبان من الركاب إغلاق »شيش« النوافذ حتى لا يراهما أحد، فوجهاهما معروفان للضباط. يغادر القطار المحطة، ويلتقطان أنفاسهما، بين المحطة والأخري، يلقى العسكرى نظرة شاملة على العربات، ليطمئن أن الباعة اختفوا تماما. هم بالفعل اختفوا، لكن بين الركاب!

ليس كل الباعة بالطبع بنفس«الحرفية» فى التخفي، فقد يلمح أحد المنوطين بالحملة أحدهم، فيقفز الى داخل العربة بينما يمسك زميله بالباب، ويقوم بـ «جر» البائع «الطفل» من ملابسه. قد ينهمر الطفل فى البكاء أحيانا، أو يوجه السباب، بينما تتوحد ردود فعل الركاب ـ السيدات غالبا ـ متمثلة فى الشفقة على الطفل المسكين، وصب اللعنات على العسكرى القاسى «اللى بيتشطر على العيال».

تتداول المواقع الالكترونية بيانات صحفية صادرة عن مصادر أمنية تعلن -بفخر- عن تحرير خمسين محضرا للباعة الجائلين بالمترو خلال يوم واحد، وتكبيدهم غرامات طائلة، بمعدل خمسين جنيها لكل بائع.

صباح اليوم التالي:

المشهد على النقيض تماما. لماذا يعيث هؤلاء فسادا وصياحا، ويجوبون العربات ذهابا وجيئة بلا رادع؟! ما هذا البائع الذى يجلس بصناديق بضاعته على مقاعد المحطة ؟! ألا يخشى القبض عليه.. يبدو أنه مطمئن اليوم!

أليس هذا هو الطفل المسكين الذى قبض عليه بالأمس؟! إنه يتبادل التحيات و«السلامات«مع العسكرى وكأنه صديق حميم!! يبدو أنه لا حملة اليوم. توقفت مؤقتا »لعبة القط والفأر« هذا الصباح.

كلاهما يؤدى دوره ببراعة. فالباعة يصدرون مشاعر الاضطهاد والظلم والملاحقة و«قطع العيش«، بينما تقسم شرطة المترو أنها تؤدى دورها على أكمل وجه لضبط النظام. ولكن فى حقيقة الأمر؛الكل أدمن »اللعبة«!

أجيال بدأتها منذ نحو 20 عاما، وورثوها لأبنائهم الذين بدورهم سيورثونها للأحفاد. اللعبة مثيرة وجذابة، والأهم أن ربحها لا يضاهي! ولا ضير من حملات متقطعة فى بضعة أيام، فالغرامات المدفوعة يمكن تعويضها خلال ساعات، وهنيئا للمترو بتوسع و«توحش« إمبراطورية الباعة الجائلين!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق