رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الزوجة الجبارة

تابعت عبر بابكم ألوانا مختلفة من معاناة البشر, وتوقفت كثيرا عند الرسائل التى تتناول المشكلات بين الأزواج والزوجات ولم يخطر ببالى أننى سأكون ضحية لزوجتى الجبارة, ولم أتصور يوما أن يصل بى الحال الى ما وصلت اليه، فأنا رجل أعمل سائقا، كنت أمتلك سيارة تاكسى اشتراها لى والدى منذ أربعة عشر عاما, وكانت هى مصدر دخلى الوحيد, ومن عائدها تزوجت وصارت لى أسرة صغيرة, ورزقنى الله بولد وبنت، وعرفت حياتى الهدوء التام, بعيدا عن أخوتي، وبمرور الأيام ساءت حالة السيارة وأصبحت أصرف على صيانتها الكثير, وناقشت زوجتى فيما نستطيع أن نفعله, ونحن لا نملك من الدنيا سواها, وانتهينا إلى ان أبيعها وأعطيها ثمنها, وأنها سوف تدبر الأمر مع أسرتها, وبثمن الشبكة التى قالت إنها ستبيعها, حيث سيكون لدينا وقتها مبلغ لا بأس به ندفعه مقدما لسيارة جديدة، ونفذت ما رأيناه معا.

وخلال هذه الفترة عملت سائقا لدى أصحاب سيارات الأجرة, وعندما فاتحت زوجتى فيما سنفعله, قالت لي: «أنت كده ملك؟!», بمعنى أنها تريدنى أن استمر فى العمل لدى الآخرين, وبالتالى لا داعى لشراء سيارة جديدة!!

ووصل ابنى الى المرحلة الثانوية, وابنتى الى المرحلة الإعدادية، ولما ضاقت من ملاحقتى لها لكى تفى بما وعدتنى به, إذا بها تترك منزل الزوجية، وتفتعل المشكلات معي, بل ومنعت أولادى من زيارتي, وحاولت توسيط الجيران والمعارف لإصلاح ما أفسدته فى علاقتنا, ولكن دون جدوي, والأنكى أنها رفعت على دعوى طلاق, ودعوى تبديد المنقولات، وأحالت حياتى الى جحيم.

لقد مرت ثلاث سنوات كاملة على خروجها من المنزل, وسممت أفكار الولد والبنت تجاهي، وتقول لهما: «أبوكم مات»، وعندما أراهما فى الشارع وأنادى عليهما لا يردان عليّ، فماذا أفعل؟ فإذا كانت راغبة فى الطلاق فيمكنها الخلع, فأنا لا أستطيع أن أوكل محاميا عني, فليس لدى القدرة على دفع مصاريف المحاماة، ثم إننى قلت لها: «اخصمى كل حقوقك من ثمن السيارة مادمت تريدين الانفصال, وليذهب كل منا الى حاله»، لكنها رفضت تماما.

إن السجن ينتظرنى وأنا عاجز عن فعل أى شيء، فهل هذا هو القانون الذى لم يضع من أصدروه فى حسبانهم أمثال زوجتى الجبارة؟!

< ولكاتب هذه الرسالة أقول:

إذا بنيت الحياة الزوجية على المال وحده، فتأكد أنه سيأتى اليوم الذى ينفصل فيه الزوجان مهما طال زمن العشرة بينهما, فالمال دائما الى زوال ولا تبقى إلا المعاملة الطيبة وحرص كل منهما على إرضاء الآخر، لكن زوجتك لم تع ذلك, ربما بتحريض من أهلها, وهم غالبا سيقفون فى صفها, إذ لم يرد فى رسالتك ما يشرح موقفهم مما فعلته, وربما صور لها خيالها المريض أن ثمن السيارة المتهالكة سوف يضمن لها حياة مستقرة إذا انفصلت عنك، الى غير ذلك من الأسباب التى قد تكون هى الدافع وراء حماقتها بهجرها بيت الزوجية وطلبها الطلاق.

وفى كل الأحوال فإننى ألومك لأنك عندما بعت سيارتك أعطيتها ثمنها، وكان من الممكن أن تحتفظ به أو تعطيك هى ثمن الشبكة أو المبلغ الذى ستساهم به نظير إيصال أمانة, إذا أرادت هى ذلك، وفى الوقت نفسه تكون أنت صاحب القرار فى التصرف فى عائد بيع السيارة, وتكون هى على يقين من أن ما دفعته لك فى الحفظ والصون.. صحيح أن الأمور بين الزوجين لا تؤخذ بهذه الطريقة لكنها الأضمن فى كل الأحوال, والدين يعلمنا أن لكل زوج وزوجة ذمة مالية منفصلة عن الآخر.

وهذا هو الدرس الذى يجب أن يتعلمه كل زوجين بصرف النظر عن مدى قوة العلاقة الزوجية أو ضعفها، وتبقى مشكلتك رهينة بما يمكن أن يفعله الأهل والأصدقاء من التقريب بينكما، أو الانفصال بشرط أن يحصل كل طرف على حقه، وعليها أن تعى أن الدنيا كلها لا تساوى ما يغرسه سلوكها تجاه زوجها فى نفوس الأولاد من ضغينة وما يترتب عليه من تفكك أسرى سوف ينعكس على حياتهم فى المستقبل, فتسلك ابنتها نفس سلوكها مع زوجها, ويتعلم الابن العناد مع زوجته, وهكذا تتفكك ذريتهما بمرور الأيام.

وأقول لها: «يا سيدتى راجعى نفسك, وخذى قرارك بإصلاح ما أفسدته»، وأسأل الله لها الهداية, ولك التوفيق والسداد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    ^^HR
    2018/01/05 07:53
    1-
    1+

    نتاج طبيعى للطاعة العميانى والنسيان التام للقوامة
    لقد اتفق الزوجان على بيع السيارة وبثمنها مضافا له ثمن الشبكة سوف يدفعان مقدم شراء سيارة جديدة،،،وقد اوفى الزوج بوعده فى بيع السيارة ولكنه أخطأ فى تسليم الاموال لزوجته فأغراها وطمعت ونكصت واخذت المال ولم توف بوعدها فى بيع الشبكة وربما كان هناك طرف خفى اوعز لها بذلك،،أخيرا: حاشا لله ان اعمم واقول ان جميع الزوجات تفعلن ذلك ولكن الاحتياط واجب فقد كان يتحتم بيع السيارة والشبكة فى آن واحد ويظل المال مع الزوج صاحب القوامة وإن كان لدى الزوجة شك فليحتفظ كل منهما بماله حتى يذهبا سويا لدفع المقدم ولا مانع بعدها من كتابة السيارة مشاركة بينهما
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق