وأنا أقدم التهنئة للجميع بحلول عام جديد وأطلب أن يكون أكثر عملا وإنتاجا من سابقه حتى يظل فن المسرح مزدهرا بما يحقق الكثير والكثير مما يفضله البعض من الرأى الصائب والفكر المستنير والوعى بالكثير من مشكلاتنا وبالطبع هذا بالإضافة إلى بعض من متعة الكوميديا الحقيقية وليست تلك الزائفة التى تحول المتلقى المتفرج إلى كائن شديد البلاهة.. أن يضحك مثلا على ممثلة بدينة أو قصيرة أو شخص مشوه كما لو كان التشويه مادة للفكاهة والضحك مما يصيب المتفرج بمنتهى الحسرة على مجاميع بلا فهم..
مجاميع بليدة الحس تستحق منا فى النهاية الرثاء لما يفعله الفن الهابط من تحول المتلقى إلى مجرد مجموعة من البلهاء!!
ربما هذا فيما يتعلق بالكوميديا أما فيما يتعلق بالمسرح الجاد فهذه قضية أخري.. قضية يبدو أنها تزداد سوءا كل عام.
هناك بعضا من العروض فى مستوى معقول وأحيانا جيد ولكن هذه العروض قليلة للغاية.. فكيف تقيم موسما لم يقدم أكثر من أربعة عروض وبعضها يقدم للمرة الثانية أو للموسم الثاني. لا ننكر عددا من العروض الجيدة التى أقبل عليها الجمهور وليس فقط الاقبال عليها ولكن الاستفادة منها أيضا.. لكن للأسف عدد قليل لا نستشعر معه أن ثمة موسم مسرحى حقيقي.
بعض العذر أقدمه للمخرجين أو مديرى الفرق وأقصد بالطبع هنا فرق القطاع العام.. أى فرق البيت الفنى للمسرح.
هذا القطاع أؤكد أنه قدم فى مواسم منذ أكثر من 25 عاما 9 مسرحيات فى موسم واحد بالمسرح الواحد وكان هذا المسرح هو المسرح القومى وكان مديره فى هذا الوقت ليس فنانا ولكن هو العمل الجاد الذى نفتقده حاليا.
هل مسرحنا القومى لا يمكنه أن يقدم أكثر من مسرحية واحدة نجحت من خلال تدفق الجمهور وربما كان السبب الرئيسى فى هذا هو نجم المسرحية الفنان الكبير يحيى الفخرانى؟!.
كيف أشاهد مسرحية ولا أرضى أن أكتب عنها بسبب ورق أى نص ضعيف وأجد ممثلين لديهم الرغبة فى الأداء الجيد ولكن ما ذنبهم.. ثم هذا الممثل الذى يصل أحيانا إلى المسرح من بلدة قريبة من القاهرة وهو فى النهاية يحصل على راتب بسيط ربما لا يكفى مواصلاته لهذا المسرح.
شاب يحلم أن يقدم ما تعلمه وما يستشعر أنه فن جيد ولكن الواقع لا يؤكد هذا.. كيف لهذا الفنان أن أقوم بالفعل بتقييم عمله؟
طالبنا فى الماضى أكثر من مرة بما يطلق عليه الفرق المسرحية المستقلة.. تحصل الفرقة على مالها من ميزانية لتحاسب فى نهاية الموسم عما قدمته.. لكن ثبت أن هذا غير ذى جدوى فعدد الممثلين الموظفين كثير ومعظمهم بالطبع يحصل على رواتبهم وربما ما يصلح منه للعمل فى هذه المسرحية أو تلك قليل مما يضطر المخرج إلى الاستعانة بفنانين من الخارج.. أى من خارج الموظفين فى الفرقة. أعرف فى النهاية أن الميزانية هى العقبة.. فلنجرب مثلا خفض عدد المهرجانات المسرحية التى تقدم ذات الأعمال هنا وهناك فربما ما ينفق عليها يمكن أن يصلح إلى حد ما ميزانية المسارح.هو وضع صعب بالنسبة للمسرح أرجو أن تكون هناك أكثر من فكرة لعودة أبو الفنون للمكانة التى يستحقها.
رابط دائم: