رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مســرح جامعة القاهـرة يعود للتألق

محمد بهجت

لمسرح الجامعة سحر خاص.. فشغف البدايات وجمال اكتشاف الموهبة فى داخل صاحبها ورهبة الوقوف الأول على خشبة مسرح ممتلئ بالجمهور وفى حالة تنافس شديد مع الآخرين والرغبة فى إثبات الذات وبذل أقصى مجهود.. كل هذا يجعل من مسرح الجامعة حالة فنية فريدة ويرفع درجة حرارة العروض المقدمة فيه مما ينعكس على المشاهد وحتى على الجالس فى مقاعد المحكمين..

شرفت هذا العام برئاسة لجنة تحكيم مهرجان جامعة القاهرة للعروض القصيرة.. كما شرفت بمزاملة مجموعة من أرقى الفنانين خلقا وموهبة هم الأستاذة هايدى عبد الخالق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وحازم شبل أحد أهم مصممى الديكور والأزياء فى الساحة المسرحية والموسيقار والمخرج وليد الشهاوى والمخرج الشاب مناضل عنتر الذى تم اختيار عرضه الأخير «الجلسة» لتمثيل مصر فى مهرجان أيام قرطاج المسرحى بتونس..

وعقب كل عرض يمثل كلية من كليات الجامعة كنا نجتمع مع مخرج العرض ومؤلفه أو القائم بالإعداد ونجرى مناقشة قصيرة ودودة لننقل إليهم بعض الملاحظات التقنية من أعضاء اللجنة.. وربما لأتزود شخصيا بالطاقة والحماس من أولئك الشباب الرائع.. فالهدف من التسابق ليس بالضرورة الفوز بالجوائز.. وإنما الجائزة فى التلاقى والإبداع واكتشاف الحياة والأصدقاء والإنصات لصيحات الإعجاب من زملاء الرحلة وما أكثرها.. ولعل أجمل ما فى هذه التجربة حالة التعاون بين طلاب الكلية وخريجيها الذين لازالت قلوبهم معلقة بمسرح الجامعة وأيضا المشاركة من كليات أخرى منافسة تساهم فى إنجاح العروض اقتناعا منهم بفكرة المسرحية وقيمة الرسالة الفنية التى تحملها.. بل وساهم بعض طلاب من معهد الفنون المسرحية لتدريب زملائهم فى جامعة القاهرة ونقلوا لهم الخبرات والتقنيات المتخصصة التى درسوها.. لنقل إنه مهرجان من الحب والعطاء الفنى والإنساني..

وكان لزاما علينا أن نفرق بين النصوص المؤلفة لطلاب فى الجامعة ونصوص أخرى لمؤلفين كبار مصريين وعرب وأجانب فلا يجوز لنا أن نقيم مثلا أستاذنا توفيق الحكيم أو محفوظ عبد الرحمن أو سعد الله ونوس مع باقى الشباب الهواة وكذلك هناك فارق كبير بين التأليف المسرحى الصرف وبين الإعداد سواء عن نص مسرحى أو روائي.. فالإعداد عن نص مسرحى هو فى الحقيقة يكاد يخلو من الإبداع لأن البناء الفنى قد تم بالفعل على يد المؤلف الأصلى وجهد المعد هنا قد ينحصر فى الاختصار والتكثيف أو على الأكثر إضافة جمل حوارية للربط مكان المشاهد المحذوفة.. بينما الإعداد المسرحى عن رواية أو قصة أو حكاية شعبية هو بناء جديد لفكرة مؤلفة سلفا.. ولهذا كنت سعيدا بأن أجد ضمن العروض نصوصا ناضجة من تأليف طلاب جامعيين أو شباب حديثى التخرج أمثال محمد عادل مؤلف «أكرا» ومعد بانجيا عن مزرعة الحيوان لجورج أوريل وكذلك محمد ذكى مؤلف المايسترو وإسراء محبوب التى أعدت النص وجابر فراج مؤلف البدروم ومحمد السعدنى الذى أعد وأخرج رجل لكل العصور وعائشة بسيونى التى أعدت وأخرجت اللوحة الأخيرة وإن شاب العرض الأخير شىء من التطويل والإسهاب..

وكان من الأفضل اختصاره وهو العرض الذى قدم فى كلية التجارة صاحبة أفضل قاعة مسرح من حيث التجهيز والتقنيات والتى تستقبلك بصورة بوستر كبيرة للأستاذ فؤاد المهندس أبرز من وقف على هذا المسرح العريق وحوله عشرات النجوم اللامعين من خريجى نفس الكلية وكذلك حمل مسرح كلية الزراعة عطرا خاصا حيث كان المحطة الأولى لنجوم كبار من بينهم الزعيم عادل أمام.. هى تجربة أكدت لى أن المسرح المصرى بخير وأن بعضا من عروض الطلاب ترقى لمستوى التقديم على مسارح الدولة لموسم كامل.. وأن جيل الشباب القادم سيسطر أقرب مما نظن تاريخا جديدا فى حركة المسرح المصري.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق